حملت القوات المسلحة خلال ال4 سنوات الماضية مسئولية كبري, وحملا ثقيلا علي كاهلها, وأدت واجبها في الحفاظ علي أمن مصر, وشعبها العظيم في الداخل والخارج بكل فخر واعتزاز, وسط مؤامرات كبري استهدفت هدم كيان الدولة وتحطيم قدراتها. وخاضت القوات المسلحة ولا تزال حربا ضروسا لا تقل أهميتها عن حرب أكتوبر لأنها واجهت عدوا لا يرحم, وخططا مدروسة, وأموالا طائلة, وايادي خفية ملوثة بالدم في كل ميدان, وحملات تشويه قذرة وضعها الأعداء بعناية فائقة, وهو ما وضعت له القوات المسلحة حسابات دقيقة, لكي لا يفلت الزمام, هدفها الحفاظ علي الدولة والشعب, والمضي قدما نحو استعادة هيبتها, وفي نفس الوقت الحفاظ علي قدراتها وكفاءتها القتالية, وترتيبها العالمي في مقدمة جيوش العالم, هذه المعادلة التي وضعها ونفذها رجال أوفياء لوطنهم ترجمت علي أرض الواقع خلال ثورتي25 يناير و30 يونيو, واللتين انحاز فيهما الجيش للشعب, وأزال الغمة وحمي الدولة, وأصبحت الدولة المصرية تحتاج لإظهار عضلاتها وقدراتها, بعد أن تضاعف حجم الإرهاب في الداخل والخارج, وبعد أن اطمأن الجيش علي عودة الشرطة واطمأن علي وعي شعب مصر العظيم الذي كشف تجار الدين المتأسلمين ووضعهم في حجمهم الطبيعي, وضع الجيش كل إمكاناته ليناور استراتيجيا من جديد في حدث لم يتكرر في التاريخ العسكري المصري كله, سوي في نصر اكتوبر المجيد, بمناورة كبري( بدر2014) شارك فيها نصف مليون جندي وضابط من خير أجناد الأرض.., سابقا كانت المناورات تجري في مكان معين يتبع منطقة أو جيشا واحدا أما اليوم فالجيش يناور ب6 جيوش تعاونها6 قوات من أقصي الجنوب الي أقصي الغرب, ومن قلب سيناء إلي اقصي الشمال, في البحر والبر والجو في ملحمة وطنية كبري, الهدف الأساسي منها حماية المصالح القومية, وتحقيق الردع لكل التحديات, والوصول إلي أعلي درجات الاستعدادات القتالية, وخلال المناورة حقق الجيش معدلات عسكرية قياسية جديدة مثل نقل معدات الجيش من مكان لآخر في ست ساعات, والوصول إلي حالة الاستنفار الهجومي الكامل في إحدي عشرة دقيقة فقط, و تأمين نطاق القوات البحرية وخطوط المواصلات, و النقل البحري, وحماية الأهداف الاقتصادية في البحر وعلي الساحل, وتنفيذ جميع الدفاعات بالبحرية, والتصدي لتشكيل معاد بالصواريخ ال سطح سطح والمدفعية, والتعامل مع المواقف الطارئة, واتخاذ القرارات السريعة والحاسمة, وتنفيذ أعمال الإبرار الجوي بالصاعقة, ورغم ضخامة القوات المشتركة فقد ذهل كل من يراقبها لسرعة استجابة القوات وتغيير الاتجاه في وقت قياسي من الجنوب لاتجاه شمال شرق مما أذهل الخبراء العسكريين, والأغرب في الأمر أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية وجهت انتقادات تعبر عن القلق من نجاح المناورة, وقال موقع( يسرائيل باتريوت) إن الجيش المصري قام بمناورة استراتيجية, شاركت فيها قوات المدرعات والمدفعية ومقاتلات جوية, و أن مناورة بهذا الحجم تأتي علي النقيض التام لاتفاقية السلام, وانتقد الموقع الصمت الإسرائيلي الرسمي, وتساءل: هل هذا هو صمت الحملان أم أنها تعليمات من جهات عليا؟ هل يمكن أن نشهد مرة أخري مقاتلات مصرية علي حدود إسرائيل الجنوبية؟ وعلي الرغم من ذلك فالمناورة بدر2014 توفر رسائل واضحة دون لبس أهمها أن المناورة ليست موجهة ضد أحد, أو مرتبطة بظروف, وأحداث تجري في المنطقة, أن القوات المسلحة قادرة علي حماية مقدرات الشعب وحماية حدودنا البرية والبحرية والجوية, ودون ذلك الموت, وأن القوات المسلحة تعاهد الله أن تكون درعا وسيفا لهذا الوطن, وأنها ستتقدم دائما الصفوف للدفاع عن كل حبة رمل في تراب مصر المقدس, وأن جيش مصر علي الحق باق وسيقف حائطا صلدا أمام كل تهديد في الداخل قبل الخارج, وأن مناورة بدر تعد رسالة قوية لطمأنة الشعب المصري علي القدرة القتالية للقوات المسلحة التي خاضت خلال السنوات الماضيه معركة قاسية مع قوي الإرهاب والعنف, التي تسعي لتحويل مصر إلي بركة من الدماء, وتشريد شعبها بإيعاز من الأشرار, أن القوات المسلحة قادرة في كل وقت علي التعامل مع هذه التحديات والأهم أن قواتنا المسلحة بكامل يقظتها, وقادرة علي مواجهة أي تنظيمات إرهابية وردعها, وبمعني أدقأنها رسالة ردع للإرهابيين في الداخل والخارج, ورسالة واضحة أمام العالم أجمع, وموجهة لمحاربة كل من تسول له نفسه المساس بأرض مصر أو أمنها أو شعبها العظيم. [email protected]