وتوقع الكثيرون ان يطيح ساركوزي برئيس وزرائه فرنسوا فيلو الذي بدأ معه الطريق منذ مايو 2007 باعتبار أنه يريد شخصا أكثر حماساونشاطا من فيلو الهاديء.وقالت الصحف أن ساركوزي يشعر بالندم لأنه لم يكن مقتنعا به. واختاره فقط علي سبيل المكافأة بعد أن أدار الحملة الانتخابية التي وصلت به إلي قصر الاليزيه. ورشحوا بدلا منه جان لوي بورلو وزير البيئة ليحل محله. ورشح بعضهم ميشال اليوماري وزيرة الدفاع. وقتها ادلي فيلو- وهو محام ومتزوج من سيدة بريطانية "بنيلوب" وله منها خمسة أبناء- بتصريحات لاحدي الصحف. قال فيها ان من الخطأ تبديل الحصان وسط السباق.. واعتقد المعلقون وقتها هذه التصريحات مجرد "حلاوة روح" قبل أن يتلقي رصاصة الرحمة. وخابت التوقعات كلها واختار ساركوزي فيلو مرة أخري لتولي الوزارة وليجد الفرنسيون أنفسهم أمام حكومة جديدة ورئيس وزراء قديم. وتلقي بورلو الرصاصة بدلا منه. وتحولت اليوماري إلي أول سيدة تشغال وزارة الخارجية سنة هو الرابح الأول من التغيير الوزاري. وأهم المكاسب التي حققها في رأي المحللين أنه سوف يتحول إلي ند وشريك لساركوزي خلال العامين الباقين من رئاسته بعد أن كان مجرد مساعد له علي مدار السنوات الثلاث السابقة. وهذا ما اتضح منذ الأيام الأولي لرئاسته حيث ألقي ساركوزي بثقله في كل الجبهات دون مراعاة لاختصاصات رئيس الحكومة وجعل من فيلو مجرد مساعد له رأي استشاري. وكان في معظم الأحوال يأخذ برأي مستشاريه ويهمل رأي فيلو مما سبب بعض الخلافات بينهما. وهنا يتبادر السؤال.. لماذا اختار ساركوزي خصمه اللدود مرة أخري؟! يري البعض أن السبب يكمن في الاستفادة من شعبيته الكبيرة التي تفوقت علي شعبية ساركوزي نفسه بشكل ملحوظ بل ان البعض بدأ يدعوه إلي ترشيح نفسه في انتخابات عام 2012. ويري ان حظوظه في الفوز ستكون طيبة وفي هذه الظروف لابد ان يتحول فيلو إلي ندو وليس تابعا. عموما ليس فيلو جديدا علي المناصب الوزارية قبل ان يكون رئيسا للحكومة. فقد شغل عدة مناصب منها وزير الشئون الاجتماعية ووزير التعليم . وفي عام 2003 أدخل اصلاحات مهمة علي نظام المعاشات وفي عام 2005 اطاح به جاك شيراك فتحالف مع خصمه اللدود ساركوزي. وقبل ذلك كان عضوا في الجمعية الوطنية "البرلمان" وهو في السابعة والعشرين من عمره. وتقول عن الكاتبة كريستين كيلي التي تعد كتابا عنه ان فيلو يعد تجسيدا حيا لليمين الفرنسي في شكله المثالي الذي تصوره الديجولية. ويتميز بخبرات طويلة في خفض عجز الميزانيات. ويتميز فيلو بأناقته العالية وهذا أمر طبيعي في عاصمة الموضة. وتقول عنه زوجته أنه يعشق بيته في غرب فرنسا ويجد فيه من الراحة ما لا يجده في ماتينو "المقر الرسمي للحكومة الفرنسية علي غرار 10 دواننج ستريت في بريطانيا" أما هو فيقول عن نفسه انه يفضل التنزه في الجبال والمشاركة في سباقات انه يفضل التنزه في الجبال والمشاركة في سابقات السيارات وقراءة الأعمال الرومانسية للأديب فرنسوا شاتوبريان الذي عاش في القرن التاسع عشر.