رحبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بفوز نيكولا ساركوزي في انتخابات الرئاسة الفرنسية ووصفت ذلك بأنه بداية مرحلة مثيرة للحماس في فرنسا. وقالت رايس في واشنطن إن الشعب الفرنسي قال كلمته وبلادها مسرورة جدا للعمل مع حكومته المنتخبة الجديدة. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش من أول الذين اتصلوا بساركوزي مهنئين بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية وأفردت له الصحف الأميركية صفحاتها الأولى مرحبة بالرئيس المنتخب الذي وصفته بأنه صديق للولايات المتحدة. وفي موسكو بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة تهنئة إلى ساركوزي بعد 48 ساعة على انتخابه معربا عن الأمل في "تعزيز" العلاقات بين البلدين كما أعلن الكرملين. من جهته دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى إحلال "أجواء من الثقة" بين الجزائروفرنسا، في رسالة نقلتها جميع وسائل الإعلام بمناسبة ذكرى المجازر الفرنسية في شرق الجزائر. ولم يجدد بوتفليقة مطالبة فرنسا "بالاعتذار" و"الندم" مثلما فعل في العام الماضي في ذكرى تلك المجازر التي أوقعت 45 ألف قتيل بحسب المؤرخين الجزائريين. وكان ساركوزي رفض الاستجابة لطلب الجزائر خلال زيارة قام بها في نوفمبر الماضي بصفته وزيرا للداخلية، ورفض أي "فكرة ندم" خلال حملته الانتخابية وفي كلمة ألقاها عند انتخابه. في هذه الأثناء بدأ ساركوزي العمل على تفاصيل تشكيلته الحكومية، فيما كان الحزب الاشتراكي في باريس يجهد لتخطي انقساماته استعدادا للانتخابات التشريعية في يونيوالقادم. وقال كلود غيان أحد معاوني ساركوزي المقربين إن الرئيس المنتخب "سيهيئ نفسه لمهامه خلال اليومين أو الأيام الثلاثة التي سيمضيها في رحلة بحرية قبالة شواطئ مالطا" موضحا أنه يعمل "على تشكيلة حكومته" قبل أن يتسلم السلطة من الرئيس المنتهية ولايته جاك شيراك يوم 16 مايو الجاري. ويعتزم ساركوزي تشكيل فريق حكومي صغير من 15 وزيرا فقط مقارنة مع 29 وزيرا في الحكومة المنتهية ولايتها على أن يعين على رأسها بحسب توقعات الصحافة وزير التربية والعمل السابق فرنسوا فييون. وفي المقابل يشهد الحزب الاشتراكي الذي هزمت مرشحته سيغولين رويال أمام ساركوزي وضعا داخليا صعبا إذ يواجه خيارات بشأن مستقبله. واجتمع المكتب الوطني في الحزب الاشتراكي مساء الثلاثاء لرص الصفوف تمهيدا لخوض الانتخابات التشريعية يومي 10 و17 من الشهر القادم. وطالب رئيس الوزراء السابق لوران فابيوس الذي استاء من انفتاح رويال على الوسط خلال الحملة الانتخابية بالتفاف حقيقي حول اليسار. ورد جان لوي بيانكو أحد المعاونين المقربين من رويال أنه رغم هزيمتها في الانتخابات فإنها "تتمتع بالشرعية المطلقة" بفعل الأصوات التي حصلت عليها وأن برنامجها الانتخابي يجب أن يشكل "قاعدة" الاطروحات التي سيتم تبنيها في الانتخابات التشريعية. في هذه الأثناء ذكرت الشرطة الفرنسية أن 365 سيارة أحرقت الليلة الماضية في أعمال شغب احتجاجا على فوز ساركوزي بالرئاسة، مشيرة إلى توقيف 160 شخصا معظمهم من اليسار المتطرف. وبعيدا عن دوامة الانتخابات ونتائجها ترأس الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته جاك شيراك للمرة الأخيرة الاحتفال بالذكرى الثانية والستين للانتصار على النازية. ووضع شيراك الذي انتخب للمرة الأولى عام 1995 ثم أعيد انتخابه عام 2002 إكليلا من الزهر على قبر الجندي المجهول وأجج الشعلة الموضوعة أمامه قبل أن يحيي جمعيات المحاربين القدامى التي اجتمعت تحت قوس النصر. واستنادا إلى محاربين قدامى اعتادوا المشاركة في الاحتفالات فإن شيراك قضى مع المشاركين وقتا أطول من المعتاد وأكثر من المصافحة. كما ذهب شيراك للقاء مجموعة من الشباب في إحدى المنصات. ويفكر شيراك (74 عاما) الذي عدل عن ترشيح نفسه لولاية جديدة بعد 12 عاما أمضاها في الإليزيه، في إنشاء مؤسسة لمواصلة عمله لتشجيع حوار الثقافات والتضامن والبيئة.