كان الغرض من إنشاء مواقع "التواصل الاجتماعي" كما هو معلن احداث حالة من التواصل بين البشر تتيح لكل منهم التواصل مع غيره سواء في داخل بلده أو خارجه. ورغم أهمية هذه المواقع فقد تحولت بمرور الوقت إلي "مواقع خبيثة" حيث استغلها البعض في ترويج سمومة وشائعاته. وفي مصر هناك الكثيرون الذين تخصصوا في ترويج الشائعات وبث الأخبار الكاذبة بهدف زعزعة استقرار الوطن. خبراء الأمن وقد لاحظوا ان "فيس بوك" مثلاً أصبح مصدراً للأخبار الكاذبة والخبيثة حذروا المواطنين من الاعتماد عليه كمصدر للأخبار وطالبوهم بالبحث عن الأخبار من مصادرها الموثوقة كالصحف القديمة وقنوات التليفزيون الرسمية وغيرها من المصادر المهنية التي لا تبث خبراً إلا بعد التأكد من صحته. الخبراء في نفس الوقت أكدوا ان غياب المعلومة يسهم في انتشار الأخبار الكاذبة وكما طالبوا المواطنين بالبحث عن الأخبار في المصادر الموثوقة طالبوا ايضاً الوزارات والمؤسسات التي يشاع عنها أخبار كاذبة ان تسارع بتصحيح المعلومات الخاطئة وتبادر بإتاحة المعلومات للمواطنين حتي لا يلجأوا إلي الفيس وغيره للحصول علي الخبر أو المعلومة التي تكون في الغالبة غير صحيحة. د.ممدوح عطية "خبير الأمن الوطني" يقول: ان لدينا عدداً مهولاً من الشائعات التي رصدت علي مدار الفترة القليلة الماضية وأصبحنا في حاجة إلي دور من المواطن نفسه الذي يتمتع بالوطنية والخوف علي الوطن بأن يلجأ إلي المصادر المسئولة لأخذ المعلومات والقنوات الشرعية التي تبث الأخبار دون الجري وراء الخونة والمتورطين الذين يهدفون من وراء نشر الشائعات إلي دمار البلد. أكد أن الراديو من أصدق المصادر التي تبث الاخبار كل نصف ساعة فلماذا لا نتعرف علي مجريات الأحداث من خلاله إلي جانب التليفزيون الرسمي؟ * اللواء فؤاد علام "الخبير الأمني" يقول: الشائعات المتداولة نسبتها طبيعية جداً وليس هناك ظاهرة بتخطي الشائعات المعدل المعقول فجهاز الأمن الوطني يحلل هذه النسبة بل علي العكس هذه المرحلة أفضل من السابق لكن في كل الأحوال يجب ان يكون هناك جهاز متخصص للرد علي هذا الكلام. ومع الاسف الشديد الاعلام المصري ليس لديه وعي ويفتقد القدرة علي مداولة الخبر وعلي المواطن نفسه توخي الحذر حتي لا يكون أداة لنشر تلك الأكاذيب. رد سريع * د.صفوت العالم "استاذ اعلام سياسي بجامعة القاهرة" أوضح اننا يجب ان نتابع ونرصد كل الشائعات التي تتداول عبر وسائل التواصل والصحف محدودة الانتشار لأن هناك مئات الشائعات تفتقد الدقة ومع الأسف تنتشر بسرعة الصاروخ من مجرد بوست علي مواقع التواصل إلي أخبار ونشر علي المواقع لذلك يجب علي المسئولين والمتحدثين باسم كل الوزارات ان يتم تناول هذا الخبر وتوضيحه للرأي العام ويكون ذلك علي وجه السرعة دون تراخ أو تأخير فهذا يساعد علي تصحيحه عاجلا قبل ان يظل في الانتشار. أوضح ان المواطن المخلص لبلده عليه ألا يقوم بمساعدة الأيادي الفاسدة علي نشر هذه الأخبار وبفضل ان يقوم بأخذ المعلومة من المصادر الموثوقة والصحف القومية. وعلي كل إدارات العلاقات العامة والجهات المعنية في الوزارات ان تضع أمام المواطن أرقام اتصال للاجابة عن استفسارات المواطنين أو التواصل مع الشعب من خلال صفحات رسمية للتأكد من مصداقية الخبر فمسئولية الحكومة ان تعرض الحقيقة حتي إذا كانت مؤسفة علي الرأي العام وعدم حجب الحقائق حتي لا يحدث مثلما نري وتنتشر شائعات كالانفجار الذي حدث بجانب مطار القاهرة فواقعة واحدة خرج منها عشرات الروايات.. انفجار طائرة.. وأخري حادث إرهابي.. وتفجير مخازن سلاح.. وجميعها اتضح كذبها لأن ما حدث كان انفجاراً في أحد مخازن مصنع كيماويات. أكد ان وسائل الاعلام عليها ان تتواصل مع إدارة مكافحة الشائعات ويقوم التليفزيون والصحف والمواقع بمواجهة الوزارات المعنية بالشائعة للتحري من مدي صدقها أو عدمه. الخبر الصحيح * د.محمد معوض إبراهيم "استاذ اعلام بجامعة عين شمس" يقول: المعلومة أو الشائعة الخاطئة يجب ان نواجهها بالخبر الصحيح والمواجهة الأمنية وفي الدراسات العلمية تأتي الشائعة لغيبة المعلومات والمفترض ان وسائل الاعلام لها ممثلون في كافة الهيئات والوزارات ويجب ان يجلبوا الأخبار الدقيقة. أشار إلي ان المواطنين عليهم التعامل مع مصادر الأخبار المنطوقة والصحف التي تعتمد في المادة التحريرية علي الخبر السليم. حذر المواطنين من البوستات التي تنتشر علي الفيس بوك والتي تهدف لزعزعة الاستقرار ورغم انها أخبار غير منطقية وعارية من الصحة إلا ان المواطن قد يتفاعل معها وينشرها فليس هناك مصداقية في أخبار التواصل الاجتماعي. * د.نادية رضوان "استاذ اجتماع بجامعة قناة السويس": تقول ان هناك من يستغل طيبة وسذاجة بعض أفراد الشعب المصري ويعمل علي ترويج الشائعات للايحاء بأن البلد غارق في الفساد ومحاولة زعزعة الاستقرار وهذا الشخص أو الجماعات التي تعمل علي اختلاف الاخبار والالتفاف حول المعلومات هم مرضي نفسيون ويحاول الشخص منهم ان يشعر بذاته وانه ذو أهمية يتلقي تعليقات من خلال البوستات التي يروجها علي وسائل التواصل فهؤلاء يريدون ان يحققوا هوية لهم ليشعروا بالحراك أو الاهتمام هؤلاء إلي جانب من يكره البلد سواء من الكتائب الإلكترونية من الخارج أو الاخوان وأعداء الوطن. أشارت إلي ان البوستات العديدة التي تنشر علي مواقع التواصل وتتسبب في اثارة البلبلة لابد وان تكون هناك جهة بحثية تقوم باعداد دراسة عن الموضوعات التي تطرح وكم منها مغرض وكم منها صحيح ويجب علي الجهات المسئولة التي تتضمنها الشائعة ان تؤكد أو تنفي مدي مصداقية هذا الخبر بالاضافة إلي ان هناك اخباراً ليس من شأن الجهات الحكومية التدخل فيها فقد تمس شخصيات عامة أو موضوعات اجتماعية وفي هذه الحالة علي الاعلام ان يتحري الدقة في هذه المعلومات ويستعرضها لتفادي اللغط فيها. أضافت ان المواطن عليه دور في التحري عن مصداقية الخبر من خلال البحث والاستفسار علي الصفحات الرسمية للوزارات والهيئات ويكون عليه رسالة وطنية ان ينشر هذه الدلائل الصحيحة حال وصوله إليها.