واصل قسم التحقيقات بجريدة المساء ضرباته الناجحة لكشف الحالة التي وصلت إليها المدن الجديدة.. آخر تلك الضربات اختراقه للمسكوت عنه في مدينة 15 مايو الذي نشر أول أمس والذي وصف المدينة بأنها شاخت قبل الأوان.. أو شاخت في عز شبابها - 40 عاماً. والحقيقة أنه في مدينة 15 مايو اتسع الخرق علي الراقع فسكان المدينة لا يعرفون من هو رئيس جهازها ولا مواعيد عمله إن كان له عمل وماذا يفعل في يومه الطويل؟ باختصار أهل المدينة لا يعرفون هل للمدينة رئيس أم لا فهم لا يشعرون بجديد يطرأ علي حياتهم اللهم إلا الأسوأ فالمحلات المخالفة يتم افتتاحها يومياً في حي الخشب بالمجاورة السادسة. أهل المدينة يذهبون ليقدموا شكاوي حول ما يرونه من تجاوزات أو عيوب فيطلب منهم دفع 52 جنيهاً مقابل أي شكوي ولكن للأسف بدون أي تقدم أو معالجة صحيحة كشكوي سكان مثلاً عن افتتاح دار حضانة مخالفة أقضت مضجع السكان. في حي رجال الأعمال بالمدينة وهو من أهم أحيائها ويواجه مستشفي المدينة الذي افتتح في بداية هذا العام مباشرة تحول الحي كله إلي مقهي كبير تقريباً 3 أو 4 مقاه تحتل كافة المساحة.. احتلت الشوارع والأرصفة واختلط فيها الحابل بالنابل تبدأ العمل رسمياً بعد الثانية عشرة مساء وحتي الخامسة صباح اليوم التالي ولنتخيل معا ما الذي سوف يفعله السهاري في مثل هذه الساعات والناس نيام! وهنا لابد من إجابة لسؤال: هل هذه المقاهي مرخصة. وهل يدفع أصحابها حق الدولة عليهم من ضرائب وخلافه. لا أعرف هل يعلم رئيس المدينة وجهازه أن حديقة المجاورة السادسة تتحول ليلاً إلي مقهي كبير.. وتعود في الصباح بقدرة قادر إلي حديقة والجهاز في سباته العميق.. والمحلات المخالفة في الشقق الأرضية تحتل الأرصفة وما عليها! مدينة 15 مايو كانت تتفوق علي قريناتها بحدائقها الجميلة والواسعة.. إلا أن الحال تغير.. تبدل حال تلك الحدائق بعد أن لقها الإهمال والتسيب في غيبة جهاز المدينة ورجاله من حظ مدينة 15 مايو أن سكانها من البسطاء وليسوا من علية القوم كالتجمع الخامس وكونها كذلك فإن المدينة وجهازها ورئيس جهازها يعتقدون أن علي سكانها الرضا بما يقدم إليهم علي أساس أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان. ولأن الشيء بالشيء يذكر ولأن التعديات المستمرة يتولد عنها نهم لدي أصحاب النفوس الضعيفة فقد فوجئ سكان مربع حي بالمجاورة الخامسة بأحدهم يقوم بتسوير جزء من الحديقة العامة معلناً أنها له.. هكذا عيني عينك.. ولا أستبعد أن يقوم بعد فترة بتقديم شكوي بعد دفع رسومها.. ان السكان يتعدون علي حديقته ويقدم طلباً بتمليكها. لقد كانت مدينة 15 مايو فخراً للمدن الجديدة.. وقت أن كان للمدينة صاحب.. أما الآن فقد أصبح حالها يصعب حتي علي سكانها! لا نعرف إن كان رئيس جهاز المدينة يقرأ الصحف أو لا أم أن ثقافته تليفزيونية فقط وإذا كان موجوداً لماذا لا يترجل من مكتبه ويتواضع لله مصافحاً السكان في شوارعها سائلاً عن أحوالهم ملبياً طلباتهم؟ وقيام الإنسان بعمله لا علاقة له بقرب انتهاء خدمته الحكومية بل لعل ذلك دافعاً للتركيز والتجويد.