الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    وظائف معلم مساعد 2024.. تعرف على الكليات ورابط التقديم    سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 6 مايو 2024    د.حماد عبدالله يكتب: "الإقتصاد الجزئى " هو سبيلنا للتنمية المستدامة !!    استقرار سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 6 مايو 2024    جيش الاحتلال يفرض حظرا للتجوال في مخيم نور شمس بطولكرم    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    إعلان بانجول.. تونس تتحفظ على ما جاء في وثائق مؤتمر قمة التعاون الإسلامي بشأن القضية الفلسطينية    تشكيل غير مناسب.. فاروق جعفر يكشف سبب خسارة الزمالك أمام سموحة    هل استحق الزمالك ركلة جزاء أمام سموحة؟.. جهاد جريشة يجيب    خالد مرتجي يكشف أسباب غيابه عن مراسم تتويج فريق الزمالك للكرة الطائرة    طاقم حكام مباراة بيراميدز وفيوتشر في الدوري    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    أمير عزمي: خسارة الزمالك أمام سموحة تصيب اللاعبين بالإحباط.. وجوميز السبب    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    طقس شم النسيم.. تحسن حالة الجو اليوم الاثنين    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    تصل ل9 أيام متواصلة.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر للقطاعين العام والخاص    بالأسماء.. إصابة 12 من عمال اليومية في انقلاب سيارة ب الجيزة    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    حمادة هلال يكشف حقيقة تقديم جزء خامس من مسلسل المداح    أنغام تتألق بليلة رومانسية ساحرة في أوبرا دبي    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    "وفيها إيه يعني".. فيلم جديد يجمع غادة عادل وماجد الكدواني    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    إنفوجراف.. نصائح مهمة من نقابة الأطباء البيطريين عند شراء وتناول الفسيخ والرنجة    أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منها    الصحة تحذر.. إذا ظهرت عليك هذه الأعراض توجه إلى المستشفى فورًا (فيديو)    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    فى ليلة شم النسيم.. إقبال كثيف على محلات بيع الفسيخ فى نبروه||صور    ردا على إطلاق صواريخ.. قصف إسرائيلي ضد 3 مواقع بريف درعا السوري    سعرها صادم.. ريا أبي راشد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور    الباشا.. صابر الرباعي يطرح برومو أغنيته الجديدة    بوتين يحقق أمنية طفلة روسية ويهديها "كلب صغير"    بإمكانيات خارقة حتدهشك تسريبات حول هاتف OnePlus Nord CE 4 Lite    مصرع وإصابة 6 في حادث انقلاب تروسيكل بمطروح    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    أستاذ اقتصاد: المقاطعة لعبة المستهلك فيها ضعيف ما لم يتم حمايته    أمطار خفيفة على المدن الساحلية بالبحيرة    مصر في 24 ساعة|اعرف طقس شم النسيم وتعليق جديد من الصحة عن لقاح أسترازينيكا    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    3 قتلى و15 مصابًا جراء ضربات روسية في أوكرانيا    نائب سيناء: مدينة السيسي «ستكون صاعدة وواعدة» وستشهد مشاريع ضخمة    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعي فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    «العمل»: جولات تفقدية لمواقع العمل ولجنة للحماية المدنية لتطبيق اشتراطات السلامة والصحة بالإسماعيلية    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المناطق الجديدة.. مدن للأشباح

المدن الجديدة في مصر.. فكرة بدأت منذ أوائل الخمسينات، قبل أن يتغول الزحام في العاصمة القاهرة وتختنق بسكانها، وزادت الحاجة إليها في العقود التالية عندما وصلت القاهرة إلى حد الانفجار السكانى،
وكان الهدف الأساسى من هذه المدن الجديدة حول القاهرة والجيزة والحزم الجغرافى هو الحد من التكدس السكانى في العاصمة، وجذب المواطنين إلي المناطق العمرانية الجديدة، خاصة الوافدين من محافظات مصر الأخرى بحثاً عن فرص عمل، وكان من المفترض في تخطيط وبناء هذه المدن، أن يتم الاهتمام بالبنية التحتية وتوفير الخدمات والمرافق، وتقديم التيسيرات للمواطنين ممن يشترون الأراضى ويسعون لإقامة المبانى السكنية، لكن ما حدث في معظم المدن الجديدة هو العكس تماماً، فقد تم إهمال الخدمات والمرافق، وغاب الأمن، وتعقدت إجراءات البناء من حصول على تراخيص أو توصيل خدمات الكهرباء والمياه، وأصبح المواطن يلف ويدور كعب داير بين أجهزة هذه المدن من أجل إنهاء بناء العقارات سواء فيللات أو عمائر، وبسبب غياب الخدمات وتعقيد الإجراءات.. تحول معظمها إلي «مدن للأشباح» لا يعمرها إلا أعداد قليلة من السكان، وبالتالى لم تسهم هذه المدن بصورة حقيقية في حل زحام القاهرة والجيزة أو حل مشكلة السكان في مصر.. «الوفد» يفتح ملف المدن الجديدة من أرض الواقع، ليقدم لوزارة الإسكان وكل الجهات المعنية صورة حقيقية لهذه المشاكل.. والتي يجب حلها لتحقق المدن الجديدة الهدف من إنشائها.
بعد 37 عاماً من إنشائها..
أكتوبر.. العبور.. عشوائيات حديثة
وسائل النقل غائبة.. و«التوك توك» يتوحش.. والشقق تتحول إلى محلات
السكان هجروا بيوتهم.. والجهاز آخر من يعلم
فى عام 1978 قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات الخروج من حدود القاهرة التي ازدحمت بسكانها، وإنشاء عدة مدن جديدة كان علي رأسها مدينة 6 أكتوبر، التي تم تسميتها بهذا الاسم تيمناً بيوم العبور العظيم، فكان من المفترض أن تكون هذه المدينة عبوراً من زحام القاهرة، إلى رحابة الصحراء الواسعة، ولكن بعد 37 عاماً من إنشائها لم تستطع المدينة الجميلة المحافظة علي رونقها، بعد أن امتدت إليها يد الإهمال، فتحولت مساكنها إلي محلات تجارية وأرصفتها إلي مقاه، واحتلها التوك توك الذي أصبح وسيلة المواصلات الرئيسية فيها، وتبدد حلم أكثر من 150 ألف مواطن يعيشون فيها، كانوا يحلمون بالمدينة الفاضلة ولكنها بمرور الزمن أصبحت قطعة من العشوائيات التي أنشئت المدن الجديدة للقضاء عليها، ولكن هذا لا ينفى وجود قصور وحدائق غناء فيها يسكنها علية القوم فقط.
أصبحت مدينة 6 أكتوبر تضم متناقضات غريبة وعجيبة، ففي الوقت الذي تنتشر فيه القصور والفيلات والموجودة في تجمعات سكانية لا يقطن فيها إلا علية القوم، توجد بها مساكن كان من المفترض أنه تم إنشاؤها بطريقة حضارية ومنظمة ليقيم فيها المصريون من جميع الفئات، ونظراً لأن مدينة 6 أكتوبر تبعد عن القاهرة حوالى 38 كيلومتراً فقط، فقد كان من المخطط أن تستوعب المدينة عدداً أكبر من السكان، ولكن المشاكل التي تعاني منها جعلت الكثيرين يعيدون التفكير في الإقامة بها، فرغم ارتفاع أسعار الشقق بها والتي تتراوح بين 300 ألف جنيه وتتخطى المليون أحياناً، فإن يد الإهمال قد طالتها، وراحت تعبث بها حتي تحولت المساكن المنظمة الجميلة إلى عشوائيات بشعة خاصة في الحي السادس والذي يعتبر واحداً من أقدم أحياء المدينة التي تضم 12 حياً سكنياً، فرغم أن المدن الجديدة كانت تتميز بنظام صارم يمنع من يسكن فيها من تحويل الشقق إلي أى غرض آخر غير الأغراض السكنية التي أنشئت لأجلها، إلا أن الأرباح وغيبة المسئولين بالجهاز عن متابعة أعمالهم أغرت الكثيرين بتحويل شقق الدور الأرضى إلي محال تجارية ومقاه، ولم يقتصر الأمر علي ذلك فقط، بل إن هذه المحلات والمقاهى المخالفة احتلت الأرصفة وضمتها إليها، وحرمت علي السكان السير عليها، هذا بالإضافة إلى مشكلة المواصلات التي أدت إلى سيطرة التوك توك علي المشهد، بالإضافة إلى سيارات نصف نقل مغطاة تقل المواطنين بين أحياء المدينة بشكل غير آدمى، ويرصد فتحي بخيت المقيم بالمدينة منذ عام 1998 التغيرات التي حدثت للمدينة منذ هذا التاريخ وحتي الآن قائلاً: عندما سكنت في المدينة كانت جنة، الشوارع خالية ونظيفة، والنظام هو السمة العامة للمدينة، ولكن مع زيادة عدد السكان بها تغير كل شيء، ودخلتها العشوائيات فسكان الدور الأرضى في العمارات يبحثون عن الربح، لذلك حولوا الشقق إلى محلات، وهذه المحلات احتلت الأرصفة وأصبحنا لا نستطيع السير عليها، فنضطر للنزول في نهر الطريق، وبالتالى يتعرض الأطفال إلى خطر السيارات، حتي أصبحنا لا نستطيع الخروج بأطفالنا إلى الشوارع، وزاد التوك توك الطين بلة، فقد أصبح هو وسيلة المواصلات العامة داخل المدينة، خاصة أن الميكروباص وخطوط الأتوبيس التي تربط المدينة بميدان عبدالمنعم رياض، وشبرا الخيمة لها خطوط سير محددة، وبالتالى فهناك أحياء لا تجد سوي التوك توك وسيلة مواصلات، وأضاف أن الخدمات بشكل عام زادت في المدينة ولكن مشكلة العشوائيات وعدم تصدى الجهاز لها جعل المدينة عشوائية والحياة فيها أصبحت صعبة للغاية.
ورغم أن المدينة تضم 6 مناطق صناعية كبرى، فإنها لم تحل مشكلة ساكنيها في العمل، فما زال عدد كبير من سكان المدينة يعمل خارجها، كما يقول خالد عبدالفتاح، موظف، مشيراً إلي أنه يعمل في التليفزيون ويضطر يومياً للنزول إلي وسط القاهرة متحملاً عذاب المواصلات وتكاليفها العالية، لأن عمله ليس له نظير في المدينة التي يسكن فيها، وأضاف أن المشكلة الأكبر من ذلك هي أن المناطق الصناعية بالمدينة زادت من أعبائها، فأصحاب المصانع لم يشترطوا فيمن يعملون في مصانعهم أن يكونوا من سكان المدينة، ومن ثم أصبح المحور يعاني الزحام صباحاً ومساء بسبب ذهاب الموظفين إلي أعمالهم أو عودتهم منها، وبذلك أصبح الزحام في الاتجاهين، وأشار إلي أن المنطق يقر بأن من يسكنون في مدينة جديدة لابد أن يكون عملهم فيها، حتي نخفف الأعباء علي العاصمة، أما الوضع الحالى فكأننا لم نفعل شيئاً، فالقاهرة مزدحمة، والطرق إلى المدن الجديدة ومنها أيضاً مزدحمة، فماذا قدمت هذه المدن إذن؟
مشاكل بالجملة
ويلتقط خالد حسين أطراف الحديث، مشيراً إلي أن هناك مشاكل أخرى وهي انتشار الإيجارات في المدينة التي جعلت المساكن يقيم فيها أشخاص دون المستوى، ومن ثم انخفض المستوى الاجتماعى لسكان المدينة، هذا بالإضافة لمشكلة المستشفيات، فالحكومية منها قليلة ولا تقدم خدمة جيدة، والخاصة أسعار الخدمات فيها مبالغ فيها، هذا بالإضافة إلي ارتفاع فواتير المياه حيث ينظر المرفق لنا كالأغنياء ويحاسبوننا في المتوسط 35 جنيهاً شهرياً، هذا بالإضافة إلى فواتير الكهرباء والغاز التي أرهقت جيوبنا.
ومن عشوائيات الحي السادس إلى مشاكل سكان حدائق أكتوبر، وهي من أحدث مناطق أكتوبر وتضم مناطق «ابنى بيتك» الأولى والثانية والثالثة والرابعة، وشقق إسكان الشباب وعدداً كبيراً من المشروعات السكنية الخاصة والتابعة للمشروع القومي للإسكان، فالمشاكل هناك مختلفة نتيجة لانعدام الخدمات مثل الطرق والإنارة والمياه، ورغم أن هناك عدداً ليس قليلاً من السكان يقيمون بهذه المناطق إلا أن المنطقة لا يوجد بها مدرسة ولا مستشفي، ولا أعمدة إنارة ولا وسائل مواصلات عامة، ولا قسم شرطة ولا مطافئ، وهو ما أدى إلى قيام السكان بالتظاهر أمام مقر وزارة الإسكان للمطالبة بتوصيل المرافق لتلك المنطقة المعدومة الخدمات، وهددوا وقتها بالاعتصام أمام قصر الاتحادية إذا لم تتحرك الوزارة لتلبية مطالبهم المشروعة، ويعاني سكان المنطقة كما يقول أحمد محمد الخطيب من انعدام الخدمات الصحية والتعليمية والمواصلات حتي إنهم يضطرون للمشي علي أقدامهم لحوالى 3 كيلومترات حتي طريق الواحات ليستقلوا الميكروباص للذهاب إلي أعمالهم في القاهرة، وهي مسألة مكلفة مادياً نظراً لارتفاع تسعيرة الميكروباص والتي تقدر بثلاثة جنيهات ونصف في كل مرة، ولكننا نضطر لاستقلاله حيث لا يوجد أتوبيس لخدمة المنطقة، وأضاف كذلك لا يوجد لدينا مستشفي والأرض المخصصة لهذا الغرض لم يبدأ العمل فيها رغم وجود سكان في المنطقة، وأشارت أم أحمد إحدى المقيمات في المنطقة إلى أنها تخشى على أبنائها عند عودتهم من مدارسهم أو جامعاتهم، حيث إنهم يمشون طريقاً طويلاً من طريق الواحات حتي يصلوا إلى هنا، وهذا الطريق خال من أعمدة الإنارة مما يعرضهم لمخاطر كثيرة، وأضافت السيدة التي تقيم في المنطقة منذ عامين فقط إلي أنها لو عاد بها الزمن ما تركت شقتها القديمة وجاءت إلي هذه المنطقة النائية.
هذا هو حال مدينة 6 أكتوبر بعد حوالى 37 عاماً من إنشائها، فوضى وعشوائيات في الأحياء القديمة وخراب وانعدام للخدمات في الأحياء الجديدة، والجهاز المنوط بها تطوير المدينة أغمض عينيه عن رؤية هذه المشاكل وترك السكان لمعاناتهم، بينما تفرغ للاهتمام بالمستثمرين وتذليل العقبات التي تقف في طريق مشروعاتهم، هذه المشكلات نضعها بين يدي المسئولين بجهاز المدينة ليتعرفوا علي معاناة المواطنين قبل فوات الأوان.
«مايو» مدينة طاردة للسكان
أنشئت لتستوعب مليون وربع المليون نسمة..لا يسكنها سوى 250 ألفاً فقط
الشوارع مظلمة وشبكات الصرف دون صيانة.. والمستشفى العام مغلق
سائقو الميكروباصات يتحكمون فى السكان لاختفاء وسائل النقل العام
على الرغم من أن مدينة 15 مايو من المدن الجديدة التي أقيمت منذ 35 عاماً فقط، وكان الهدف منها امتصاص الزيادة السكانية وحل أزمة إسكان الشباب، فإن المدينة مازالت تعاني العديد من المعوقات التي أحالت حياة سكان المدينة لمسلسل من المعاناة لا ينقطع لعدم توافر وسائل مواصلات، وغلق مستشفي المدينة الرئيسية والكثير من المشاكل الأخرى التي جعلتها مدينة طاردة للشباب.
تعد مدينة 15 مايو من المدن الجديدة التي تم إنشاؤها بقرار جمهورى رقم (119) لسنة 1978، وتقع جنوب شرق مدينة حلوان، وعلى بعد 35 كيلومتراً من القاهرة، وتبلغ مسافة المدينة نحو 12231.67 فدان، ويصل عدد الوحدات بالمدينة لنحو 34354 وحدة، منها 18420 وحدة سكنية تم تنفيذها عن طريق جهاز المدينة، ونحو 15934 وحدة تم تنفيذها عن طريق بنك الإسكان والتعمير وهيئة تعاونيات البناء والإسكان، فضلاً عن تنفيذ وحدات من قبل الإسكان الاجتماعى، والقوات المسلحة، ووحدات أخرى من خلال مشروع الإسكان الاجتماعى.
«الوفد» قامت بجولة بالمدينة للتعرف على معاناة المواطنين، حيث شكا محمد عثمان من تحكم سائقى الميكروباصات في الركاب، وذلك نظراً لعدم وجود أتوبيسات تجوب المجاورات الموجودة بالمدينة، فضلاً عن عدم وجود مرافق بالمرحلة الثالثة ابتداء من المجاورة 25، حيث اهتم المسئولون برصف وتشجير المجاورات الأولى فقط.
أما عبدالسلام عبدالواحد، الموجه بالتربية والتعليم، فيقول: وسائل المواصلات من أكثر المشاكل التي يعاني منها سكان المدينة، وذلك لعدم وجود خطوط مواصلات سوى أتوبيس نقل عام من مايو إلي التحرير، ورغم أنه كان لدينا أتوبيس يساهم في نقل المواطنين من المدينة إلي العباسية والعتبة، فإننا فوجئنا باختفائه منذ عدة أشهر، كما كان هناك ترام يربط مناطق المصانع بمنطقة حلوان و15 مايو، وتم رفعه بعد سرقة الأسلاك والقضبان، فأصبحنا نعتمد الآن بشكل كامل علي علي الميكروباصات التي يستغل أصحابها الركاب، لعدم توافر وسائل بديلة، فلكي أذهب إلي وسط البلد، أحتاج لاستقلال الميكروباص حتي منطقة حلوان بجنيه ونصف الجنيه، ثم أبحث عن مواصلات أخرى، وهذا الأمر يعد شاقاً بالنسبة لنا خاصة أن تلك الوسيلة الوحيدة للتنقل لا تتوافر بعد الساعة 12 ليلاً ونضطر بعدها للاعتماد على التاكسى، لذا نطالب المسئولين بالنظر إلى مشاكلنا وحلها لرفع المعاناة عن سكان المدينة.
مطلوب مستشفى
ويشكو النقيب عطية أحمد من عدم توافر مستشفي عام بالمدينة، ويقول: لا يوجد لدينا سوي مركز طبى في المدينة، ونحتاج لخدمة طبية نظراً لوجود أطفال صغار لدينا وعند مرضهم نضطر للذهاب إلي حلوان والبحث عن أطباء لإسعافهم، ومن ناحية أخرى تم إزالة الأرصفة مما تسبب في إعاقة الطريق أثناء مرور السيارات، حيث يتم تطوير الميدان الموجود به المجاورات الأولى، وترك المسئولين باقي المجاورات بلا خدمات أو تطوير، كما تنتهي وسائل المواصلات في المجاورات البعيدة في تمام الساعة 8 مساء، مما يجعلنا لا نستطيع التنقل من مكان لآخر، ويصبح الاعتماد الكلى للسكان علي السيارات الخاصة، أما من لا يملك سيارة فلا يتمكن من التنقل ليلاً.
محمدى إبراهيم يقطن في المجاورة رقم 27 يعاني من نفس المشكلة، فيقول: أعمدة الإنارة الموجودة بالشوارع المحيطة بنا، دائماً مظلمة، ولا يتم إنارتها، مما يسبب صعوبة في نزول الشوارع كما نخشى علي أطفالنا بعد غروب الشمس من النزول للشارع، أو الذهاب لأى مكان، كما نشكو من سور شبكات الصرف الصحى، ومن المؤسف إضافة بند للصرف الصحي علي فاتورة المياه دون وجود خدمات تقدم لنا.
بائع التوابل
سيف مسعود، بائع متجول، يأتي يومياً من كفر العلو إلي مدينة مايو، لكي يتمكن من بيع بعض التوابل. ويقول: ليس لي مصدر رزق آخر، فأنا أتردد يومياً علي مجاورة 6، وأستقل المواصلات يومياً ب7 جنيهات، مما يضاعف من الأعباء، خاصة وأنني متزوج ولدي 4 أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، والمواصلات إلى المدينة تعد مكلفة بالنسبة لى، كما أنني أجلس بجوار الجمعية وأحتاج لمساعدة المسئولين بتوفير مكان يمكنني من خلاله بيع التوابل، ويصبح مصدر رزق، كما أستطيع الاتفاق على أطفالى وزوجتى.
المهندس علي رشاد، رئيس جهاز مدينة 15 مايو، يؤكد أن مدينة 15 مايو تم إنشاؤها بقرار جمهورى عام 1978، لحل أزمة الزيادة السكانية، وامتصاصها من مناطق التكدس السكانى بمنطقة المعادي وحلوان والتبين، وعند بداية إنشائها تم وضع خطة لتعمير المدينة، وكان مقرراً أن يبلغ عدد السكان بها مليوناً و200 ألف مواطن، والآن يصل عدد السكان بالمدينة لنحو 250 ألفاً ما بين مقيمين ومترددين.
وعن المشاكل التي يعاني منها سكان مدينة مايو، يقول: لقد قمنا بتوفير خطوط أتوبيسات من مايو إلي عبدالمنعم رياض، مروراً بحلوان، وهذا ما يسبب إزعاجاً للمواطنين، فالكثير منهم يعترضون علي مروره بحلوان، كما تم توفير أتوبيسات من 15 مايو إلي العباسية، فضلاً عن 100 سيارة سرفيس تابعة لمجلس الأمناء، وتقدم خدمة نقل داخلى بالمدينة تسهيلاً علي المواطنين، وجار دراسة مقترح يساهم في تشغيل الشباب من خلال تشغيل خطوط داخلية لكل من يمتلك سيارات 7 راكب، وسوف يتم تقديم التسهيلات اللازمة لهم بشرط حسن السير والسلوك، والالتزام بخط السير والقيادة الجيدة، وسوف يتم توفير أرقام تليفونات للتواصل مع المواطنين في حالة وجود أية شكاوى من قبل هؤلاء السائقين.
أما بالنسبة للمستشفيات، فهناك مستشفى بجوار جهاز المدينة يتولى الجهاز تنفيذها وسوف يتم افتتاحها نهاية العام الحالى، وسوف تخدم أهالى مايو، وندرس الآن تقديم خدمات استهلاكية للمواطنين، وعن أزمة الإضاءة ليلاً والتي تسبب إزعاجاً لأهالى المنطقة، أكد أن هناك ترشيداً للطاقة، لذا يجب أن يكون هناك عمود مضاء وآخر بدون إضاءة، وجار الآن تنفيذ محطة للطاقة الشمسية، حتي يكون لدينا فائض من الطاقة، أما بالنسبة للمشاريع التي سيتم إنشاؤها، فهناك ما يقرب من 4820 وحدة إسكان اجتماعى سيتم الانتهاء منها نهاية العام، فضلاً عن 6000 وحدة سيتم طرحها ابتداء من يوليو القادم، وهي كاملة التشطيب، ويشترط أن يكون المتقدم إليها لا يقل على 21 سنة، ولا يزيد على 50 سنة بمقدم حجز 5000 جنيه و400 جنيه شهرياً، وتتراوح المسافة نحو 90 متراً، كما سبق وطرح الجهاز «إسكان عائلى وإسكان اجتماعى ومقابر»، واختتم تصريحاته قائلاً: سوف نبذل كل ما في وسعنا لحل مشاكل المواطنين التي يعانون منها، وعلى كل مواطن لديه شكوى أن يتقدم للجهاز لحلها.
القاهرة الجديدة..الأحلام تحولت إلي كوابيس
الفقراء يشتكون من غياب الأمن والأثرياء يعانون من البلطجية وانتشار الرشوة
سرقة السيارات في «عز النهار» والحدائق تحولت إلي «غُرز»
سكان «خرابة» مول: الجيش كان يمدنا بالمياه والحكومة تخطط لطردنا
«القاهرة الجديدة».. المعروفة إعلاميا وجماهيريا بالتجمع الخامس.. مدينة خطفت الأضواء من القاهرة الكبري.. وباتت قبلة رجال المال والأعمال والسلطة والمشاهير.. مدينة المسطحات الخضراء والشوارع الواسعة منخفضة الكثافة السكانية المتميزة بجودة هيكلة المرافق العامة والبعيدة تماماً عن شبح العشوائيات وفوضي الشارع وسلطة البلطجية.. مدينة إلي جانب المشاهير تضم علي أطرافها بعض البسطاء من محدودي الدخل وما تبقي من أسر تنتمي للطبقة المتوسطة ممن كانوا يحلمون بأن يقطنوا مدينة الأحلام وظلوا لسنوات طويلة من أعمارهم يدفعون أقساطاً باهظة من أجل سكن خاص تحيطه الأشجار العالية.. ولكن جولتنا علي معظم مناطق مدينة القاهرة الجديدة أكدت أنها لم تعد مدينة الأحلام.. بل زحفت إليها معظم ما تعانيه شوارع وأحياء القاهرة الكبري من عشوائية وفوضي وبلطجة وفقدان للأمن والأمان!!
جولة - الوفد
في مدينة القاهرة الجديدة تجتمع كل المتناقضات.. الرفاهية المغالي فيها في المعيشة والقصور الفارهة.. وفيها أيضاً المعتدلون من متوسطي الحال والأحوال وكذلك المعذبون المحرومون من كل متع الحياة وأبسطها السكن الآدمي والمياه الصالحة للاستخدام.. فيها نجد من يشرب المياه المعدنية ويستورد لغدائه وعشائه الكفيار وفيها من يستخدم مياه الصرف الزراعي بديلا لمياه الشرب ومن عربات الفول الملاذ لإشباع جوعه وحتي عطشه.. كمنطقة الزلزال 2 بالقطامية إحدي ضواحي مدينة القاهرة الجديدة.. التي تعد عنواناً عريضاً للمهمشين والجوعي الذين نبتوا في دولة مبارك .. كما زحفت العشوائية والفوضي وبلطجية الشارع إلي مناطق بعينها كما يحدث علي سبيل المثال في إسكان الشباب المجاور والمطل عليه منطقة الجولف، حيث احتفل بعض البلطجية الميدان الواسع بالمنطقة وتحولت جنباته الخضراء لأماكن لبيع الخضار والفاكهة ومقاهي و«غُرز» لشرب وتناول أي شيء.. فنجد مثلا سكان المحلية السابعة شباب يشتكون من فقدانهم للأمن والأمان وتزايد حالات السرقة للسيارات الخاصة وللشقق ولعدادات الكهرباء رغم أنهم لا يبعدون عن قسم الشرطة وجهاز المدينة سوي مئات الأمتار علاوة علي ما تشهده أسواق الخضار والفاكهة وكافة مستلزمات أي منزل اليومية من ارتفاعات متتالية للأسعار فالكل يبيع علي حسب أهوائه مستغلين حاجة الزبون لعدم وجود أي أسواق جملة للخضار والفاكهة واللحوم أو حتي البيع القطاعي كذلك الشكوي من عدم وجود مدارس حكومية وخاصة مصروفاتها في متناول الشباب ومحدودي الدخل والمنتمين للطبقة المتوسطة المتواجدين بإسكان الشباب علي وجه الخصوص.. فهل يعقل أن مدرسة واحدة ووحدة صحية ومستشفي لا تعمل معظم الأيام لخدمة كل مجاورات ومحليات الشباب التي أقامتها الدولة.. إلي جانب قلة وسائل المواصلات العامة للنقل والاعتماد الأساسي علي التاكسي الأبيض والميكروباص اللذين يرهقان ميزانية المواطنين.
والشكاوي وان اختلفت ما بين مناطق وأحياء القاهرة الجديدة فهي متواجدة ومتكررة فمن مشكلات القطامية والمستقبل وإسكان الشباب لمناطق وأحياء باقي المدينة كالتجمعات المختلفة ومنها التجمع الرابع والخامس والرحاب والنرجس وحتي مدينة الصحفيين.. نجد رغم وجود 3 أقسام للشرطة لخدمة المدينة بأكملها عنصر الأمن والأمان مفقودين في معظم تلك الأحياء واحتلال مافيا الميكروباص لشارع التسعين وعربات الفول ومافيا وبلطجية «السياسي» أهم ما يؤرق سكان تلك المناطق وهذه الأحياء فشارع التسعين لا ضابط ولا رابط للسرعة الجنونية للسيارات وسكان العمارات والفيلات وبعض القصور يتساءلون ما ذنبنا إذا كنا أقدمنا علي تلك الصحراء وعمرناها مع الدولة لتكون لنا بمثابة مدينة للأحلام بعيدة عن الضوضاء ونجدها تحولت وأمام منازلنا جراجات عامة ومواقف للسرفيس وبلطجية سائقي الميكروباص.. ولماذا الفساد مستمر للآن ونواجه العديد من الصعاب عند رغبتنا في تركيب عداد للكهرباء وإدخاله لمنازلنا. فالرشوة الطريق المتاح لمواجهة التعقيدات وللتغاضي عن التجاوزات والتسعيرة معروفة فإدخال الكهرباء لفيللا يكلف صاحبها 15 ألف جنيه ومن لا يدفع فله الله والزمن كفيل بإمكانية إتمام الترخيص له وإدخال الكهرباء بعد اشتراط أن تكون واجهات المنزل أو الفيللا كاملة التشطيب والدهانات.. حتي إدخال الغاز معاناة وتكلفته تصل لآلاف الجنيهات رغم مرور خطوط الغاز أمام المنازل ورغم أن تكلفة هذه المرافق محملة من الأساس علي أسعار الأراضي المقام عليها هذه المباني وتلك الفيللات.. ومن مناطق التجمعات بالقاهرة الجديدة للرحاب ومدينة الصحفيين الشكاوي لا تنتهي رغم اختلافها فسكان الرحاب دائما ما يشتكون من عدم الصيانة لكافة التجمعات علي اختلاف البوابات رغم تحصيل المبالغ المخصصة لها، كذلك الشكوي من عدم تواجد أمني ملحوظ في محيط الرحاب من الخارج وعلي طول شوارع مناطق وأحياء القاهرة الجديدة وعلي وجه الخصوص التجمع الخامس، كما تتكرر نفس الشكوي عند سكان مدينة الصحفيين والتي لم تكتمل مرافقها ويحيط بها الظلام مما يعرض الأهالي لمخاطر جسيمة من قطع الطرق والمسجلين الذين ينتشرون هناك.
الشكاوي والمعاناة أكدتها جولة «الوفد» علي بعض تلك المناطق.. ويؤكدها أيضا لسان حال سكان بعض قاطني تلك الأحياء الراقية والمتوسطة علي حد السواء.. والبداية كانت من منطقة مساكن الزلزال بالقطامية.
محمود صلاح - موظف وسائق يشير إلي معاناة السكان من عدم رصف الشوارع والانقطاع المستمر للمياه وندرة مواصلات النقل العام للمنطقة ومن ارتفاع القيمة الإيجارية للشقق السكانية والتي لا تتحملها رواتب الشباب الذي طالبته الدولة بالذهاب والسكن وتعمير المدن الجديدة.
صبحي عبدالله عامل باليومية يطالب الدولة بتوفير مواصلات النقل العام للمواطن خاصة ان معظمهم من محدودي الدخل فلا يوجد سوي خطين فقط أحدهما يتجه لإمبابة والآخر للعتبة لذا فغالباً يقع المواطنون فريسة لابتزاز واستغلال أصحاب الميكروباص والتاكسيات. ومن المشاكل الأخري ندرة المدارس حيث لا يوجد سوي مدرسة حكومية واحدة لكل هذه الآلاف من المواطنين في مقابل عشرات المدارس الخاصة والدولية والتي لا تجرؤ حتي مجرد النظر إليها.. ويتساءل صبحي كيف يكون التعمير دون مرافق كافية أو خدمات مناسبة لظروف أمثالنا من معدودي أو حتي محدودي الدخل؟
خرابة مول
وفي منطقة مساكن خرابة مول القطامية كما يطلق عليها.. مأساة لا يتصورها عقل فهناك بشر يشربون مياه الصرف الزراعي غير المعالج بديلاً لمياه الشرب التي قطعتها عنهم الحكومة لأن ساكنيها من وجهة نظرهم مغتصبون لشقق الدولة وبلطجية وقطاع طرق وهم في الأساس غلابة ومعدومون منذ زلزال 92 والحكومة لم توفر لهم المأوي وبعد ثورة 25 يناير 2011 وجود تلك المساكن غير المكتملة المرافق والتي حتي دون باب أو شباك خاوية لا يسكنها منذ سنوات إلا الغربان والقوارض وزعم أنها مغلقة إرضاء لعيون جمال مبارك وساكني الجولف والذين تتأذي أنظارهم من رؤية تلك المساكن.. فما كان أمام هؤلاء الفقراء إلا أن وضعوا أيديهم عليها وأقاموا بها رغم أنها بدون مياه أو كهرباء أو حتي باب أو شباك، وحاولوا مراراً أن يتواصلوا مع الدولة ويطالبوه بتقنين أوضاعهم وفقاً لظروفهم المادية الصعبة ولكن الدولة لم تستجب وتهددهم بالطرد وقطعت عنهم حتي مياه الصرف الزراعي رغم أن الجيش بنفسه بعد 25 يناير كان يرسل إليهم الماء والغذاء ويطمئنهم بأن الدولة ستحل لهم المشكلة.. وللآن لم تحل.
نفس المعاناة والكلام - يؤكده - محمود كيلاني - سائق يعول أسرة من 6 أفراد لا مأوي لهم سوي مساكن «خرابة» مول وإن جاء البلدوز ليخرجنا سنواجهه بأجسامنا حتي يكون القبر مأوي وأسرتي بعد تلك الشقة الحقيرة والتي كنت أراها أهون من المبيت في الشارع.
ونفس الكلام ردده - محمد فكري ميكانيكي لديه أربعة أولاد.
ومن سكان القطامية إلي إسكان الشباب ومن جانبها أكدت أم سلمي علي افتقادهم للأمن والأمان حيث أن سرقات السيارات تتم في وضح النهار وكذلك عدادات الكهرباء المتواجدة في مداخل عمارات بنك التعمير والإسكان علي وجه الخصوص وأن المنطقة بأكملها وما يجاورها من أحياء لا توجد سوي مدرسة حكومية واحدة بينما تبلغ أقل مصروفات للمدارس الخاصة 10 آلاف جنيه، أضافت أن العشوائية والتسيب أصبح من سمات مساكن الشباب، فالميادين العامة والمسطحات الخضراء احتلها البلطجية وأصحاب الأكشاك وتحولت إلي مقاه و«غُرز» تحت سمع ومرأي من قسم الشرطة وجهاز المدينة.
ومن إسكان الشباب إلي بعض مناطق الفيللات بالحي أو التجمع الخامس والرابع حيث معظم الشكاوي من ارتفاع تكاليف إجراءات تراخيص المباني أو حتي إدخال الكهرباء ومن العشوائية التي بدأت تزحف علي شوارع أبرزها شارع التسعين..
يقول عمر عبدالعظيم.. إنه ليس كل من يقطن في التجمع الخامس من الأثرياء بل هناك العديد من متوسطي الدخل الذين كانوا طوال سنوات مضت يحلمون بالسكن الخاص ومع ذلك يحاسبون علي كافة الخدمات والمرافق كأنهم أثرياء بل وأصحاب مليارات.. فالمياه والكهرباء وحتي المواد الغذائية أسعارها مرتفعة عن باقي مدن القاهرة الكبري رغم أن القاهرة الجديدة تضم بين جوانبها الغني والفقير والمتوسط.. ولذلك ظللت ابني في فيلتي وهي صغيرة المساحة طوال 20 سنة ولم انته منها للآن بسبب بالرشوة في كل مصلحة.
ظاهرة وتعليق
كل مظاهر التخلف والعشوائية وعدم الالتزام بالقانون وخاصة قانون العمل.. انتقلت للقاهرة الجديدة .. حيث شوهد في مناطق القاهرة الجديدة وعلي وجه الخصوص التجمع الخامس والرحاب مجموعات من الأطفال في الحدائق والطرقات يقومون بعمليات التنظيف من خلال عامل نظافة رسمي يقوم بتوجيههم كذلك يقومون برصف الطرق.. وهو ما يثير استياء السكان ويتعارض مع قانون الطفل الذي يحظر عمالة الأطفال!!
مدينة المتناقضات..أثرياء فى قصور.. وفقراء فى خرابات
مدينة القاهرة الجديدة أنشئت بموجب قرار جمهورى رقم 191 لسنة 2000 وتقدر مساحتها بحوالى 70 ألف فدان وتعتبر من مدن الجيل الثالث ومن أكبر المدن الجديدة، ومع التطور العمرانى الواسع الذي شهدته ولاتزال الدولة خطفت الأضواء من مدينة القاهرة الكبرى.
وتمتاز مدينة القاهرة الجديدة بتوافر جميع أنواع الخدمات والأنشطة الترفيهية والتعليمية بها مثل النوادى الرياضية والاجتماعية كنوادى الجولف والجامعات مثل الجامعة الأمريكية والألمانية ومدارس اللغات الخاصة والدولية في التجمع الخامس، بالإضافة إلي ارتباطها السريع بالطرق المحورية والسريعة الداخلة والخارجة إلى القاهرة الكبرى، مما أدى بدوره إلي رغبة الأفراد بالإقامة بها مقارنة بمدينة القاهرة الكبرى.
ومما زاد أيضاً من رغبة الأفراد فى الإقامة بمدينة القاهرة الجديدة توافر مميزات جغرافية خاصة بالمنطقة، حيث ترتفع تلك المنطقة في شرق النيل عن مستوى بقية المناطق وتتميز بنقاء جوها وانخفاض درجات الحرارة بمعدل خمس درجات في فصل الصيف.
وترتبط المدينة بالمدن الأخرى عن طريق خطوط أتوبيس القاهرة الكبرى هيئة النقل العام لربط المدينة بالعباسية، كما يوجد سيارات نقل جماعى وميني باص لربط المدينة بمدينة نصر وكذلك سيارات تابعة لمدينة الرحاب لربط المدينة بمترو أنفاق «كوبرى القبة - مدينة نصر»، كما ترتبط المدينة داخلياً عن طريق خطوط تابعة لمجلس أمناء المدينة لربط أحياء المدينة ببعضها!
عدد سكان مدينة القاهرة الجديدة من المنتظر أن يصل إلي 4.9 مليون نسمة «عند اكتمال نموها» وتبلغ مساحة النشاط السكني للمدينة 43.4 ألف فدان مقسمة إلي مجموعة من الأحياء تشتمل علي جميع مستويات الإسكان «اقتصادى، متوسط، فوق متوسط، فاخر»، وتوفر هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة قطع الأراضى السكنية للأفراد وللشركات الاستثمارية والمنتجعات السكنية، وكذلك المشروعات الدائرة مثل مشروع إسكان مبارك وإسكان جمعية المستقبل ومشروعات الإسكان الحر والإسكان العائلى، كما قامت الهيئة بإنشاء عدد 34845 وحدة سكنية منها عدد 21818 وحدة إسكان شباب ومستقبل وقام القطاع غير الحكومى بإنشاء عدد 117687 وحدة سكنية.
كما تبلغ مساحة النشاط الخدمى 18.2 ألف فدان، حيث يوفر التخطيط الحصرى للمدينة قطع أراض للخدمات المختلفة «تعليمية - صحية - ثقافية - دينية - ترفيهية - تجارية»، ومن أبرز المشروعات بالمدينة فيما يخص القطاع التعليمى نجد الجامعة الأمريكية والألمانية والكندية الدولية وأكاديمية القاهرة الجديدة وأكاديمية الشرطة.. وفي القطاع الترفيهى نادي القاهرة ونادي البترول ونادى الزهور وملاعب الجولف، ومؤخراً نادي بلاتينيوم.
كما تبلغ مساحة النشاط الصناعي بالمدينة 1.2 ألف فدان، حيث تتمثل الأنشطة الصناعية بها في الصناعات الهندسية والكهربائية والغذائية والخشبية والأثاث والصناعات البلاستيكية والورقية والغزل والنسيج ومواد البنا والصناعات المعدنية والكيماوية والأدوية والملابس الجاهزة.
ويبقى تعليق!
هكذا كانت مدينة القاهرة الجديدة من واقع الأوراق الرسمية.. والتي أكدت جولتنا في المدينة بعضاً من جوانبها.. ولكن الواقع يؤكد أنه قد حدث انحراف نوعى فيما كان مخططاً لتلك المدينة المميزة. التي تضم الأغنياء والأثرياء وتتفاوت في الخدمات حتى توفير الأمن والأمان.
في نفس المدينة يختلف من منطقة لأخرى، فالعشوائيات بدأت تزحف إليها والسرقات للمنازل والسيارات تتم في وضح النهار والمواقف العشوائية للميكروباص، والباعة الجائلون احتلوا أرقى وأغلى الشوارع الاستثمارية في التجمع الخامس علي سبيل المثال.. جولتنا فى مدينة القاهرة الجديدة لا تكذب ولا تتجمل.. لعل وعسى نجدها تعود لرونقها المفترض والمرسوم كمدينة للأحلام!
هجرة جماعية.. من الشيخ زايد
المجمعة العشرية .. سلبيات لاتنتهي
سياسة المسكنات تفسد "بدر"
المباني مهجورة وطرق بلا إنارة والرعاية الصحية تحت الصفر
الشركة المؤسسة تحلب جيوب السكان وتحصل سنويا 200 مليون جنيه فروقاً للصيانة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.