يذكرني الدوري الممتاز لكرة القدم هذا الموسم بأول سنة تحول فيها نظام الثانوية العامة لسنتين بدلا من سنة واحدة.. ذلك النظام الذي أرهق الأسرة المصرية والطلبة ولم يستفد منه سوي المدرس الذي اتسعت لديه فرص الحصول علي مقابل مادي أكبر وبتوحش.. وهذا التوحش يزيد مع توتر الأسرة المصرية التي كلما خافت استسلمت لسطوة المدرسين مثلما تستسلم الأندية لسطوة اتحاد الكرة الذي جاء بالدوري طويل المدي في الفترة الأقصر وفي الظروف الأصعب التي تعيشها البلاد غير مهتم بشيء سوي جمع الأموال فقط سواء من الاعلانات أو البث المشئوم أو العقوبات التي تنهال كالسيول أو مزاحمة الأندية في حقوقها الاعلانية مثلما يحدث في المؤتمرات الصحفية أو القيد أو الانذارات. يقف اتحاد الكرة ليشاهد المباريات والمنافسة وثورة الجماهير وغضب الأندية وصراع الفضائيات وسيشاهد سقوط اللاعبين بسبب الارهاق وخراب الأندية وحرب الجماهير المتعصبة سعيدا بما يجمع من أموال ومستمتعا علي طريقة قياصرة العصور القديمة التي كانت تجمع المصارعين وتتركهم في الحلبة يتصارعون حتي الموت وسط ضحكات المشاهدين. هذا المشهد يجعلني ازداد يقينا ان مسابقة الدوري لن تستكمل وستتساقط الأندية كأوراق الشجر في أيام الخريف. ولذلك وأمام تعنت اتحاد الكرة وتمسكه بمواصلة مسلسل الفشل وعدم الاستجابة لصوت العقل فانني أطالب الأندية وجماهيرها ولاعبيها واعلامنا بأن يهدأوا ويصبروا ويتماسكوا.. فالمشوار لايزال طويلا والمسابقة تشهد الكثير من المفاجآت علي مستوي النتائج والعروض.. والبطل لن تظهر له ملامح أو نعرف الهابطين بعد أسبوعين أو عشرة أو عشرين أو حتي ثلاثين.. والتوتر لن ينال إلا بصاحبه ويضره. والآن يجب أن نتعامل مع المسابقة وكأننا في أوروبا لاسيما عندما تتقارب المستويات والنتائج وتأتي المتعة الحقيقية لكرة القدم ولا يصبح لدينا بطل أوحد ينتزع البطولات دون منافسة من الآخرين.. ولذلك أيضا يجب أن نتوقف عن مهاجمة الفرق الكبيرة كالأهلي أو الزمالك أو الاسماعيلي إذا تعثرت خلال الموسم.. علينا أن نتعامل مع الواقع حتي نعبر جميعا هذه المرحلة الحرجة.. والواقع يقول ان الدوري اشتغل والمفاجآت قادمة. وأول من أرجوه الهدوء هو الإعلام الذي ينبغي أن يتعامل مع الأحداث بمنطقية وبمانشيتات موضوعية غير استفزازية.. كما أرجو الجماهير أن تهدأ وتعرف ان الموسم طويل جدا وعليها مساندة لاعبيها وأنديتها بدلا من أن تتسبب في إلحاق الضرر بها لأن البطل سيكون صاحب النفس الطويل.. ثم علي الحكام أن تعرف ان كل بطاقة لو لم تخرج في وقتها السليم فسيأتي يوم لن تجد الأندية فيه لاعبين تلعب بهم.