تشهد الإسكندرية أغرب موسم للفسيخ والرنجة وغيرها من مملحات شم النسيم ليس لارتفاع الأسعار الجنوني فحسب ولكن للتنافس بين أصحاب المحال المتخصصة وربات المنازل علي الفيس بوك والسوبر ماركت. لعل أغرب ما يشهده موسم شم النسيم هذا العام هو النقص الشديد في المعروض من أم الخلول والقندوفلي والملوحة الصعيدي والسردين الرشيدي في ظل ظهور وتقاليع جديدة للتحايل علي ارتفاع الأسعار وهي خلطة الفياجرا وتباع علي صورة ساندوتشات للعمال الوافدين يوميا علي الإسكندرية من أبناء القري وأيضا عمال اليومية والباعة الجائلين ويبلغ سعرها 25 جنيها للساندوتش الواحد وهو عبارة عن بواقي فسيخ ورنجة مخلية وبطارخ ويتم خلطهما بقليل من الزيت والليمون لتصبح بمثابة وجبة أسماك التي تعد الأفضل خلال موسم شم النسيم لكونها الأرخص. التقت "المساء" ببعض الباعة العاملين بمجال الفسيخ والرنجة لكشف غرائب موسم شم النسيم في البداية يقول حسن الرشيدي موسم شم النسيم هذا العام من أغرب المواسم للارتفاع الجنوني في الموالح نظرا لقلة المعروض.. فقد اعتدنا كل عام ان يكون هناك كثافة من منتج الملوحة الصعيدي التي تأتي من محافظة أسوان إلا أن هذا العام لاحظنا ارتفاعا جنونيا في سعر المنتج حيث بلغ سعره 120 جنيها للكيلو وتتم تعبئتها في صفائح مبرشمة من الصعيد حتي لا يفسد والصفيحة يبلغ وزنها قرابة 20 كيلو أي انها يصل سعرها 1240 جنيها وهو ما يمثل ارتفاعا كبيرا ليس علي التاجر فحسب ولكن علي المواطن أيضا عند بيعه بسعر التجزئة وهو ما ترتب عليه إحجام الكثير من الباعة عن جلبه من الصعيد إلا حسب الطلب. أضاف محمد ياسين - تاجر- تعد أم الخلول والقندوفلي من أحد المعالم الأساسية للإسكندرية والمفضلة لدي أبناء المناطق الشعبية والمصطافين القادمين للثغر خلال موسم شم النسيم إلا انه هذا العام ارتفعت أسعارها أيضا بصورة ملحوظة نظرا لندرتها حيث لأول مرة يصل الحجم الصغير إلي 80 والحجم الكبير يتجاوز ال200 جنيه. أضاف اننا كنا نقوم بجلب أم الخلول والقندوفلي من رشيد وادكو والاسماعيلية بعد ان أصبحت نادرة في الإسكندرية في ظل تلوث البحر ولكن هذه المناطق أصبحت تقتصر علي أبنائها وزوارها.. وهو ما جعل أم الخلول والقندوفلي بحسب الطلب ويتم حجزها مسبقا خاصة أن المطاعم الكبري تحرص علي حجز كميات كبري منها لتلبية طلبات روادها في العيد. أما هاني محمود فأكد ان البديل المتاح حاليا هو الرنجة.. فرغم ارتفاع أسعارها إلا انها تعد الأرخص مقارنة بالفسيخ والملوحة حيث يبلغ سعر الرنجة المصري وهو ما بين معبأة بالواحدة أو تباع بالكيلو من 30 إلي 50 جنيها حسب المنطقة التي تباع فيها.. فبالطبع المناطق الراقية أسعارها تختلف عن الأسواق الشعبية وحتي ولو كان المنتج واحدا. أما الرنجة المستوردة والتي تأتي من اليونان وهولندا فأسعارها تبلغ ما يقرب من 200 جنيه للكيلو وتباع لدي المحلات الكبري وبالطبع لها زبونها الخاص وأيضا تباع بالطلب موضحا ان القادمين للإسكندرية من القاهريين يحرصون علي شراء هذه النوعيات من الرنجة أو السردين أو غيره أثناء اتجاههم لمنطقة الساحل الشمالي. أما أحمد حامد فيتحدث باستفاضة عن منافسة الفسيخ هذا العام.. موضحا غرائب المهنة حيث يقول ان البوري بصورة عامة مرتفع بصورة عامة عن العام الماضي حيث يبلغ 55 جنيها قبل تمليحه ومع تمليحه يفقد جزءا من وزنه وبالتالي لابد من حسب من يريد تمليح كيلو يملح قرابة كيلو ونصف الكيلو ومع ارتفاع الأسعار اضطرت ربات المنازل إلي تمليحه وهو جفاف الفسيخ المنزلي فأصبحن يلجأن إلي شراء ماء الفسيخ لإضافته علي ما هو متوفر لديهم في منازلهم حيث يبلغ سعر زجاجة ماء الفسيخ 2 لتر خمسة جنيهات. أضاف ان سعر الفسيخ هذا العام يصل إلي 120 لقلة المعروض نظرا لأن الموسم الأصلي يفصله عن شم النسيم ما يقرب من خمسة أشهر وهي فترة طويلة قبل تمليح الفسيخ وبالتالي فإنه قد ارتفع بالطبع بعد انتهاء الموسم.