أزمة طاحنة يواجهها تجار الأسماك المملحة "الفسخانية" بالإسكندرية استعداداً لأعياد شم النسيم. وذلك لنقص الكميات المطروحة من السردين البلدي الذي يعشقه أبناء الإسكندرية والقاهريون. وأيضاً نقص الكميات المطروحة من الرنجة التي ارتفعت أسعارها نتيجة ارتفاع سعر الدولار وهو ما أدي إلي نقص الكميات المستوردة وما يتم طرحه معظمه من الكميات المستوردة ما قبل ارتفاع الدولار.. كما ان الأزمة تواجه التجار في نقص أم الخلول والقندوفلي وأصبح الحل لبعض المواطنين للخروج من الأزمة "طبق الفياجرا" كابتكار جديد لهذا العام. في البداية يقول محمد ياسين ان البوري المطروح كميته قليلة هذا العام نتيجة لانخفاض منسوب المياه ببحيرة مريوط في أعقاب الأزمة التي تعرضت لها الإسكندرية مما تسبب في موت الأسماك الصغيرة والزريعة فأصبحت الكميات المطروحة أقل بكثير من سد احتياجات السوق خاصة ان هناك نقصاً منذ أعوام في البوري البلدي والاعتماد الكلي حالياً علي بوري المزارع لأن المواطنين لا يفضلون البوري المجمد المملح لان لحمه يصبح مفتتاً وبلا طعم عند تقطيعه. وهو ما يضطرنا لشراء كميات محدودة من البوري الطازج بسعر 35 جنيهاً وهو ما سينعكس علي ارتفاع سعر كيلو الفسيخ عند الطرح عن الموسم الماضي. يقول أحمد حامد: إن المشكلة أيضاً تكمن في السردين المملح والذي يعشقه أبناء الإسكندرية والقاهريون علي وجه التحديد لأن السردين البلدي له مذاق خاص ولا يحتفظ بالملح لمدة طويلة وتستخدمه بعض المطاعم كنوع من "المقبلات" لأن رائحته النفاذة قليلة وللأسف هذا العام المطروح من الأسماك البلدي قليل نظراً لهروب السردين هذا العام من المياه الاقليمية نتيجة تلوث المياه بإلقاء الشركات مخلفاتها بمياه منطقة المكس. وأضاف: انه لم يعد أمامنا سوي السردين اليمني المجمد الذي يبلغ سعره 13 جنيهاً لتمليحه لتقديمه لزبائن شم النسيم. أما محمد محيسن فيقول: ان الجديد هذا العام هي الملوحة الكلابي كبديل للسردين والفسيخ ويتم الاتفاق عليها مع تجار أسوان حسب الرغبة في الكمية التي يريدها التاجر وتأتي في صفائح مغلقة جيداً حتي لا يصيبها العفن ولا تفتح إلا مع بداية مرحلة البيع. وأضاف: ان الملوحة الصعيدي يطلق عليها اسم الكلابي لكون رأس الملوحة تشبه الكلب ولها أسنان حادة كما انها لا تظهر سوي في بحيرة ناصر وبالتالي فهي كبيرة الحجم وتتميز بطعمها الرائع ونتعاقد علي شرائها بسعر 60 جنيهاً للكيلو. قال محمود جميعي: لدينا هذا العام مشكلة في الرنجة وهي الأكلة المفضلة للغالبية العظمي من أبناء المحافظات لارتفاع سعر الدولار حيث ان نوع الأسماك الخاص بها يتم استيراده من هولندا والنرويج وهو سمك "الهارنج" ونقوم بتصنيعه مع مصانع خاصة بخلاف ان أسعار الرنجة المستوردة ستكون باهظة الثمن. وقال: ان سعر الدولار شكل فارقاً كبيراً بين أسعار استيراد الرنجة هذا العام عن العام الماضي وللأسف فإن بعض التجار لايزالون يحتفظون بأسعار الرنجة من العام الماضي ولكنهم يستغلون عملية ارتفاع الأسعار. وأشار إلي أن المستوردة بالكامل والتي تأتي مغلفة فستكون أسعارها جنونية وبصورة عامة فإن سعر كيلو الرنجة سيزيد هذا العام بما يقرب 10 جنيهات عن العام الماضي.