* يسأل محمد نور الدين مقاول: بماذا خص شهري رجب وشعبان؟ وما الذي ورد في فضلهما؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: إن شهر رجب أحد الشهور الأربعة الحرم التي خصها الله تعالي بالذكر ونهي عن الظلم فيها تشريفاً لها في قوله عز من قائل: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم" "سورة التوبة: آية 36" وقد جاء الأمر من رسول الله صلي الله عليه وسلم بالصوم فيهن في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبوداود وابن ماجه والبيهقي بسند جيد عن رجل من باهلة "أنه أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم. ثم انطلق فأتاه بعد سنة وقد تغيرت حاله وهيئته. فقال: يا رسول الله أما تعرفني؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول. قال: فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة؟ قلت ما أكلت طعاماً منذ فارقتك إلا بليل. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لم عذبت نفسك. ثم قال: صم شهر الصبر ويوماً من كل شهر. قال: زدني فإن بي قوة. قال: صم يومين. قال: زدني. قال: صم ثلاثة أيام. قال: زدني. قال: صم من الحرم واترك. صم من الحرم واترك. صم من الحرم واترك. وقال بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها". أما شهر شعبان فينبغي الإكثار فيه من الصيام اقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم. قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان". رواه البخاري ومسلم. وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" رواه أبوداود والنسائي وصححه ابن خزيمة. * يسأل خالد أحمد عبدالحليم.. من أخميم - سوهاج: ما الأحاديث والآثار الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان؟ وما قوة أحاديث تقدير الآجال في هذا الشهر؟ يجيب: لقد جاء في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث كثيرة منها. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها. فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلي سماء الدنيا. فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلي فأعافيه؟ ألا سائل فأعطيه؟ ألا كذا. ألا كذا؟ حتي يطلع الفجر". ومن الأحاديث التي أشار إليها ابن العربي فيما يتعلق بنسخ الآجال: ما رواه الدينوري عن راشد عن سعد: أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلي ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة" وهذا حديث مرسل. وروي ابن جرير عن عثمان بن محمد بن المغيرة: أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "تقطع الآجال من شعبان إلي شعبان حتي إن الرجل لينكح ويولد له. وقد اخرج اسمه في الموتي" وهذا ايضا مرسل. وروي ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال في تفسير قوله تعالي: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ہ فيها يفرق كل أمر حكيم" "الدخان: 4-3". في ليلة النصف من شعبان يبرم أمر السنة. وينسخ الأحياء من الأموات. ويكتب الحاج. فلا يزاد فيهم ولا ينقص. وهذا أثر مقطوع من قول عكرمة. وجمهور المفسرين من الصحابة والتابعين. وأئمة التفسير علي أن المراد بالآية الكريمة ليلة القدر. لأنها هي التي نزل فيها القرآن.