* يسأل الأستاذ محمود محيي المزار من الكوم الأخضر شبين الكوم منوفية قائلا: ما حكم الصيام في شهر رجب؟ * * ويجيب عن هذا السؤال الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: لشهر رجب فضل عظيم فهو من الشهور الحرم قال تعالي: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها أريعة حرم" "التوبة: 36". ولم يأت في فضله حديث صحيح يخصه بعينه علي غيره من الشهور. لا في صلاة ولا صيام ولا عمرة ولا أوقات ولا دعاء إنما هو كباقي الشهور الحرم في الفضل والمكانة. أما الاحاديث التي وردة في فضل صيامه فقد جاءت علي العموم في الحث علي الصيام ثلاثة ايام من كل شهر. أو صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع. وكذلك احاديث الحث علي الصيام من الاشهر ا لحرم والترك. فيدخل رجب في عموم ذلك كله ومنها. "أنه أتي رجل من بني باهيل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فأسلم ثم انطلق فأتاه بعد سنة. وقد تغير حاله وهيئته. فقال: يا رسول الله. اما تعرفني؟ قال صلي الله عليه وسلم: ومن أنت؟ قال: أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول. قال: صلي الله عليه وسلم: فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة؟ قال: ما أكلت طعاما منذ فارقتك إلا بليل. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: قال: لما عذبت نفسك؟ ثم قال: صم شهر رمضان. ويومين من كل شهر. قال: زدني. فإن بي قوة. قال صلي الله عليه وسلم: صم ثلاثة أيام. قال: زدني. قال صلي الله عليه وسلم: صم الحرم واترك. صم من الحرم واترك فقال: بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها". اما الصحيح الوارد في السنة عن صيام النبي صلي الله عليه وسلم: أنه كان يصوم شهر رمضان. أما عن صيام التطوع: قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم حتي نقول أنه لا يفطر. وكان يفطر حتي نقول أنه لا يصوم. وما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم استكمل صيام شهر كامل قط غير رمضان. وما رأيته أكثر صيام شهر إلا شعبان". وكان يصوم صلي الله عليه وسلم: الاثنين والخميس. وغرة كل شهر والثلاثة أيام القمرية من كل شهر طول العام. والستة من شوال. وعاشوراء. ويوم عرفة. كما أنه لم يثبت عنه انه صام رجب وشعبان ورمضان متصلين كما يفعل بعض العوام من المسلمين. فهذه سنة سيد المرسلين. وكما قال صلي الله عليه وسلم من رغب عن سنتي فليس مني. فمن أراد أن يصوم في رجب فيصم في الشهور الحرم الاخري ايضا. أو يحافظ علي صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع طول العام والثلاثة أيام القمرية ويكون خرج من الخلاف الذي يقع فيه الناس في صيام شهر رجب. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب أيدي الرجال في رجب اذا رفعوها عن الطعام حتي يضعوها فيه. ويقول: إنما هو شهر كان أهل الجاهلية يعظمونه. فهذا النهي منصرف إلي من يصومه معظما لأمر الجاهلية. اما ان صامه لقصد الصوم في الجملة. من غير ان يجعله حتماً. أو يخص منه أياما معينة يواظب علي صومها. أو ليال معينة يواظب علي قيامها. بحيث يظن انها سنة. فهذا من فعله من السلامة مما استثني. فلا بأس به. فإن خص ذلك أو جعله حتما فهذا محظور. وهو في المنع بمعني قوله صلي الله عليه وسلم: "لا تخصوا يوم الجمعة بصيام. ولا ليلتها بقيام" رواه مسلم- وإن صامه معتقدا أن صيامه. أو صيام شيء منه أفضل من صيام غيره. ففي هذا نظر.