اتصل بي صديق فجر يوم الاثنين العاشر من هذا الشهر وطلب مني مرافقته رغم انه يعلم ان مصعد منزلي معطل وأقيم في الدور السابع ولا أقوي علي صعود أكثر من 140 درجة من درجات السلم.. وإزاء الحاحه نزلت له وأنا أضع يدي علي قلبي وسألته بلهفة ماذا بك؟ قال.. ماذا بنا جميعاً ألم تقرأ من ذلك الخلاف بين وزير القوي العاملة ووزير المالية؟. ** قال الأول ان أموال المعاشات وهي أكثر من 400 مليار من الجنيهات ضاعت أو تاهت ورد عليه وزير المالية بأنها قد تكون قد أدرجت عن أحد بنود الميزانية التي يصعب البحث عنها بين دروبها.. ولهذا عن منك التوجه معي لنعرف معاشنا فهو كل ما نملك من حطام الدنيا بعد خدمة أكثر من ستين عاماً. ** والحمد لله وجدنا المعاش واطمأنت قلوبنا ولكن لا ندري ماذا سيحدث الشهر التالي وكل يوم نشهد نزيف متصلاً لا يصيب رذاذه إلا فئات ذوي الدخل المحدود ولكن الوزراء هم أبعد ما يكونون من الحذف.. قال صديقي هل قرأت ما أعلنه وزير التضامن ولا ندري ما هو هذا التضامن الذي قد يكون بديلاً من الشئون الاجتماعية؟ قال الرجل ان مرتبه 1900 جنيه وعندما رأي أكثر من علامة تعجب أضاف في اليوم التالي ان البنك الذي يتعامل معه قد أخبره ان مجلس الوزراء قد أضاف إلي حسابه ثلاثون ألفاً من الجنيهات أي مرتبه واحد وثلاثون ألفاً و900 جنيه غير المميزات "الوزارية" الأخري كالسيارة والبضائع التي يشتريها بالتسعيرة وبدلات أخري في بلد تنزف كل يوم دما.. من دعا الدكتور الببلاوي وزير المالية بعد ان أعيته كل الحيل لمحاولة الهروب وقدم استقالته وأرجعها إلي أسباب كثيرة منها كما قالت معظم الإذاعات العالمية إلا تليفزيوننا إلي خلافات كثيرة داخل مجلس الوزراء. ** وعادت ريمة لعادتها القديمة.. أصبحنا نعرف الأخبار من الآخرين.. فقالت هذه الاذاعات ان رئيس الوزراء قد استقال بعد أحداث ماسبيرو وحمدنا الله علي ذلك. إلا ان المتحدث باسم مجلس الوزراء نفي ذلك.. ولم تمض لحظات علي هذا النفي حتي خرج علينا رئيس الوزراء نفسه ليعلن استقالته واستقالة جميع الوزراء وان الاستقالة أمام المجلس العسكري الذي رفضها. ** المهم هو البحث عن بلايين أصحاب المعاشات والتي أكد وزير المالية أنها دخلت بنداً لا تعرف الحكومة مكانه وكأنها بضعة ملاليم وليست أكثر من 400 مليار جنيه ولهذا طلب صديقي سرعة التوجه لصرف المعاش الذي هو جدارنا الذي نستند إليه.. والحمد لله وجدناه.. ومع ذلك فالقلق يسايرنا من الأيام القادمة رغم ما حاوله رئيس الوزراء من تطمين أصحاب المعاشات والتزام الحكومة بصرفه في مواعيده المحددة. ** الغريب ولو أن أي شيء ليس غريباً في هذه الأيام ان حكومة الدكتور شرف هي حكومة تسيير الأعمال.. فأي أعمال تلك التي تسيرها بعد ان أوقفت حال كل شيء.. الأمن.. والفوضي.. و.. و...