انزل.. شارك برأيك.. واختر من شئت رئيسا.. رداً علي دعاة الفوضي المنسحبون من الترشح للرئاسة أرادوها بلا روح.. والمواطن أذكي منهم سنوات ما بعد يناير 2011.. دليل علي صلابة المصريين وانحيازهم للدولة المصريون مدعوون للخروج إلي لجان الانتخابات التي تنطلق بعد غد الاثنين وتستمر 3 أيام متتالية ليكتبوا ملحمة وطنية جديدة تضاف إلي سجلهم المشرف في معارك الوطن والانتصار لبقاء الدولة واستعادة هيبتها وقوتها ودحر الإرهاب وتفويت الفرصة علي دعاة الفوضي والفتنة. لقد جرب المصريون غياب الاحساس بالأمن والاستقرار بعد أحداث يناير 2011. وخرج عليهم كل من هب ودب لينصب نفسه "سياسيا" أو متحدثا باسم ائتلاف أو جماعة أو فصيل ولا غاية لهم إلا القفز علي السلطة وانتزاعها وتطويعها لصالحهم.. حضرت المطامع والأهواء وغابت مصلحة الوطن والمواطن.. ولهذا فان شرفاء هذا الوطن يدركون بعمق أن التصويت في الانتخابات الرئاسية التي تنطلق بعد ساعات ليس لأشخاص المرشحين بقدر ما هو تصويت لبقاء الدولة واستقرار الوطن ومشاركة في صنع القرار العام. ورسالة للعالم بأن المصريين علي وعي كاف للرد علي أباطيل أهل الشر. بخروج المصريين إلي لجان الانتخاب بكثافة يعطون درسا جديدا في الوطنية لعديمي النخوة وأعداء الوطنية. ويسطرون تاريخا جديداً يؤكد ان عزيمة المصريين لا تلين ولا تهادن ولا تستلم لدعاوي الاحباط التي لا تكف فضائيات الشر عن ترديدها ليل نهار. أملاً في اضعاف الروح المعنوية القوية لهذا الشعب وجيشه وشرطته. يدرك المصريون أن الحرب لم تضع أوزارها. حرب أريد بها استنزافهم وسلب مقدراتهم ومقومات قوتهم. حرب تديرها أطراف عديدة لكل مآربه وغاياته. يجمعهم هدف جامع هو جرجرة مصر إلي مصير يشبه ما آلت إليه سوريا أو العراق وليبيا.. لكن هؤلاء المتآمرين فاتهم أن المصريين لا تظهر معادنهم إلا في الشدائد والمحن.. وارجعوا إلي دروس التاريخ لتقول لكم بوضوح لا لبس فيه إن مصر هي التي حفظت للعروبة والإسلام روحهما ووجودهما في فترات الوهن والانحطاط والتراجع.. والأدلة كثيرة لا تحصي. السنوات السبع الأخيرة كانت نموذجا ودليلا علي صلابة المصريين- شعبا وجيشا وشرطة- في وجه مخططات الفوضي التي دبرتها دول نجحت- للاسف- في تجنيد أذرع الشر والخيانة بالداخل لتنفيذ مخطط تقسيم البلاد وتمزيقها حتي تسقط الأمة العربية تباعا. ليخرج مشروع الشرق الأوسط الجديد الأمريكاني إلي النور. وتصبح لاسرائيل اليد الطولي في المنطقة كلها وصاحبة الكلمة الأولي في تقرير مصائر الشعوب المجاورة. لقد كادت مصر بعد أحداث يناير 2011 أن تسقط فريسة للفوضي والانقسامات الحادة لاسيما بعد خروج الجماعة الإرهابية من "القمقم" وانقضاضها علي أحلام الشباب الذي خرج في يناير مطالبا بالعيش والحرية والعدالة والكرامة.. ركبت الجماعة الموجة وصعد قادتها إلي سدة الحكم.. ونشطت خلاياها النائمة في كل مكان ولا يزال بعضهم علي الساحة بكل أسف.. وكادت الجماعة الإرهابية أن تحقق حلما انتظروه منذ وضع مرشدها "البنا" بذرتها الأولي علي أرض الاسماعيلية منذ أكثر من ثمانين عاماً لولا ثورة الشعب عليها في 30 يونيو التي قضت علي أحلام الإخوان الذين ظهرت حقيقهم ورغبتهم الجامحة في التكويش علي كل شيء. واقصاء كل من لا ينتمي إليهم أو يدور في فلكهم.. وللأسف حاول الإخوان إدارة البلاد بالوكالة لحساب المتربصين بالوطن الذي لا يمثل لهم سوي حفنة تراب عفنة لا قيمة لها. ولن ينسي التاريخ ما ارتكبته جماعة الشر وأذرعها من جرائم في حق مصر. فقد طالت أياديهم الغادرة الرئيس الشهيد "محمد أنور السادات" قائد الحرب والسلام الذي اغتالوه بدم بارد في أحد العروض العسكرية احتفالا بذكري نصر أكتوبر المجيد.. اغتالوه وعينهم علي السلطة وهدفهم تمزيق البلاد ونشر الفوضي في أرجائها. وظلت الجماعة الإرهابية تمارس تجنيد الاتباع سواء من المقيمين في مصر أو خارجها وما إن لاحت لهم الفرصة وأحسوا أن ثمة ضعفا في الدولة نتيجة أحداث يناير 2011 حتي ظهرت أنيابهم وخرجت أسلحتهم التي كانوا يخفونها لمثل هذه الأيام.. فأراقوا الدماء البريئة وألصقوا تلك العمليات الخسيسة برجال الجيش والشرطة.. ثم سرعان ما استداروا وانخرطوا في عمليات انتقامية ضد رجال الجيش والشرطة بدعوي الثأر لمن سقطوا من الأبرياء.. حتي انطبق عليهم المثل القائل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته".. بل زادوا عليه "ويطلب التأثر له".. ولعل الحادثة الأبرز في ذلك السياق هي اغتيال الشهيد الشيخ "عماد عفت". لم ينس المصريون أن بلادهم لا تزال هدفا لاعداء الحياة الذين لا يزالون يراهنون علي اسقاط مصر ويتخذون في سبيله كل وسيلة.. تارة بجرائم العنف ضد رجالات الجيش والشرطة.. وتارة باثارة الصخب الإعلامي وبث الأكاذيب والشائعات عبر قنوات الضلال والإفك.. وتارة أخري بمحاولة احداث فتنة طائفية. أو الترويج لبعض الخونة الهاربين خارج مصر الذين باعوا الوطن وضمائرهم بحفنة دولارات أو بكأس "ويسكي" أو "موزة".. لا تكف "الجماعة" واشياعها عن الترويج لهؤلاء "الشوارد" وتلميعهم أملاً في عودتهم إلي البلاد وترشيح أنفسهم للرئاسة.. لكنهم ينسون أن شعب مصر قد أدرك ما يخطط له ويرفض تلك الوجوه الكريهة وينتظر عودتهم ليدوسهم بالأحذية. لم تنقطع محاولات تلميع "محمد البرادعي" الذي لم يكتف بتدمير العراق من قبل. بل أراد بمصر نفس المصير.. ولا تتوقف محاولات ترويج "أيمن نور" الذي رضي لنفسه العمالة والخيانة وهو الآن يسكن بأحد الأحياء التركية الذي يكتظ بالخمارات وحانات الأنس والفرفشة.. وأبو الفتوح الذي صدع رءوسنا بحديثه عن الترشح للرئاسة وصال وجال في الدول الداعمة للإرهاب وجمع الأموال اللازمة للدعاية الانتخابية وخلافه ثم توقف بأوامر سادته فجأة معلنا عدم الترشح وسرعان ما انكشف أمره وانفضحت أعماله وتبين هدفه الحقيقي لهدم الوطن واشاعة الفوضي فيه بأموال اعدائه الذين لا تعنيهم الانتخابات ولا المنافسة فيها بقدر ما يعنيهم ارتكاب جرائم الإرهاب ضد رجال الجيش والشرطة.. ورغم الحذر والحيطة اللذين لجأ إليهما أبو الفتوح لكن ذلك لم ينطل علي مصر وشعبها. الأمر ذاته ينطبق علي عدد ممن أعلنوا ترشحهم للانتخابات الرئاسية داخل مصر. وعقدوا عشرات الاجتماعات واللقاءات لكن صدرت لهم الأوامر أيضا بعدم خوض الماراثون الانتخابي بهدف اضعاف المنافسة الانتخابية ونزع الحيوية منها وادخال الوهن والكسل في قلوب المصريين فلا يرون في ذهابهم إلي اللجان ضرورة أو داع ما دامت النتائج محسومة لصالح مرشح بعينه. وهو ما يعطي رسالة سلبية للخارج بعزوف المصريين عن المشاركة في الانتخابات.. الأمر الذي ينبغي أن يرفضه المصريون ويخرجوا بكثافة للتصويت في صناديق الانتخابات ليردوا علي هذه الفئة الضالة ويفشلوا مسعاهم.. ليدرك العالم أجمع أن شعب مصر واع بفطرته. منحاز لدولته لا يقبل الوصاية من أحد. ولا يستسلم لدعاوي الإفك والضلال وحملات الكذب والتشويه. المصريون دائما ما يرفضون الوصاية ويعملون ما يرضي ضميرهم.. وليس أسمي من الانتصار للدولة وللديمقراطية والحرية.. والتعبير عن الرأي والاختيار بإرادة تامة الرئيس الذي يمليه عليك ضميرك.. انزل.. وشارك.. واختر ما شئت.. المهم أن تشارك وتجعل انتخابات الرئاسة عرسا ديمقراطيا.. لتثبت للعالم كله أنك صاحب القرار في الاختيار.. ولا تملك أي قوي علي ظهر الأرض أن تملي عليك قرارا أو تفرض عليك وصاية أو تملك أي تأثير في اختياراتك أو قناعاتك.. فقط تذكر أن مصر قد عادت بقوة.. وسوف تعود أكثر وأكثر مع رئيس قادر علي صنع المستقبل واستقلال القرار الوطني.. ولم لا وقد جربنا معه الشعور بالأمن والاستقرار بعد أن دفع الوطن ثمنا باهظا لسنوات الفوضي والانفلات. يقيني أن الشعب لن يفرط في استقراره ولن يتخلي عن خارطة طريقه التي هي أمل الحاضر ومستقبل الاجيال القادمة وشهادة أمان لحياة ال105 ملايين مواطن هم أبناء الشعب المصري.