في ساحة الشرف والفداء وعلي أرض سيناء المقدسة تتجسد تضحيات الرجال من أبناء مصر خير أجناد الأرض يقتحمون الأهوال لا يخافون الموت. يقدمون أرواحهم فداء للوطن وكم كان القلب يرتجف اشفاقا علي هؤلاء الأبطال وهم يحطمون في بسالة أوكار وادغال الإرهاب يزيحون كل ساتر يختفي خلفه الأوغاد سواء كان الساتر ترابيا أو اقامه الإرهابيون بناء حصينا في خسة وندالة كي يحصدوا الأرواح الطاهرة من الضباط والجنود فالعبوات الناسفة والمتفجرات تملأ الطرق والممرات التي تمضي بها مركبات ومعدات الأبطال ورغم أن القلب كان يعتصره الألم حينما كانت تسفر المواجهات مع هؤلاء الأشرار خلال العمليات "الشاملة سيناء 2018" عن سقوط شهداء من أبنائنا الأبرار الا ان القلب في ذات اللحظة كان يتهلله الفرح حينما قفزت إلي الذهن تلك الآية الكريمة التي تؤكد مكانة هؤلاء الشهداء دفاعا عن النفس والوطن "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون" 169. 170 آل عمران. الرجال الأبطال من القوات المسلحة والشرطة يخوضون هذه المعارك ويواجهون تلك الأعداد من هؤلاء الأشرار الذين تم تدريبهم وتأهيلهم في ليل أسود لمزاولة عمليات القتل والتدمير وحصد الأرواح تحت ستار الاسلام وهو منهم برا. ملأوا صدور هذه الاعداد من الشباب المغرر بهم بما يوحي اليهم أنهم سيلقون النعيم حين يسقطون ضحايا في تلك المواجهات. "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا"!! هؤلاء الأبطال من أبناء جيش مصر العظيم أو من رجال الشرطة الأوفياء يقدمون أفضل النماذج في الوطنية ويقدمون أفضل قدوة وأسوة حسنة في نسف الروتين وتحطيم العقبات قدموا الدليل العملي وهم يدمرون التحصينات التي أقامها الأشرار في بسالة وشجاعة ودون خوف علي أنفسهم وكم شاهدنا من نتائج تحققت علي أيدي هؤلاء الأبطال فقد تمكنوا من تطهير سيناء شمالا وجنوبا من تحصينات الجماعات الإرهابية دمروها وناهيك عن تدمير الانفاق والحفر العميقة التي أقاموها حيث كانوا يمارسون نشاطهم في التدريب والاعداد ويستخدمون أجهزة تساعدهم في مهامهم الاجرامية. ان الدروس المستفادة من هذه المهام الوطنية تؤكد ان هذا هو الطريق لتحقيق الأمن والأمان وفي ذات الوقت يقع علي عاتق هؤلاء الرجال المشاركة مع بقية الفصائل الوطنية في تعمير وتنمية أرض الفيروز وتأهيلها لاستقبال الملايين من السكان الذين يشكلون كثافة من البشر يقيمون الصروح من الابنية وزراعة المساحات الصالحة للزراعة واستغلال الأراضي الأخري في التنمية والبحث عن الثروات المعدنية والكنوز الأخري في باطن الأرض المقدسة التي تحتاج إلي البحث والتنقيب واستخدام أحدث الأساليب العلمية لكشف الثروات التي أغفلناها فترات طويلة وقد حان الوقت لمشاركة كل أبناء الشعب في هذه المهام الوطنية وتعمير سيناء وغيرها من المناطق والمدن علي مدي ربوع الوطن ولابد من نفض غبار الاهمال والتحرك بهمة ونشاط بكفاءة وتحمل للمسئولية والمشاركة في البناء والتعمير حتي نري وجه مصر الحضارة في كل الأماكن والمدن خاصة بالساحل الشمالي. في هذه المرحلة التي تعيشها البلاد نتطلع إلي تحطيم الروتين ونسف المعوقات ومواجهة الاهمال والفساد في كل القطاعات ولعل حادث قطار البحيرة الأخير قد أزاح الستار عن جوانب تحتاج منا لليقظة وتحمل المسئولية في نسف المعوقات واتخاذ الاجراءات للحفاظ علي الأرواح والممتلكات نتطلع لمشاركة فعالة من رجال التعليم لاعادة الصورة المشرفة لمدارسنا ونأمل أن نري تلك الروح الوطنية في كل المصالح والمؤسسات بالدولة ان بناء مصر الحديثة في أشد الحاجة لمواجهة فعالة وعمل جاد من أجل مستقبل أكثر اشراقا للأجيال المتعاقبة.