قبل تناول قضايا الأزمات والمشاكل واثارها علي مسيرتنا الوطنية أود أن أعرض لرؤية ترددت علي ألسنة كثيرين من المفكرين والكتاب وتتمثل في أن يكون لدينا مشروع قومي نلتف حوله جميعا مثل ما حدث في مشروع السد العالي لكن لماذا لم نطبق هذه الرؤية في هذا الوقت خاصة أن هناك مشروعات قومية متعددة تم انجازها في أوقات قياسية منها مشروع قناة السويس الجديدة وما تضمه علي جانبيها من مشروعات لخدمة سيناء وكذلك بالمنطقة الشرقية وتنمية وتعمير مليون ونصف المليون فدان خاصة أن المؤشرات تبشر بالخير الوفير وهناك شبكة الطرق التي تعتبر بمثابة الشرايين التي تربط بين مختلف المناطق وتساهم في انتشار الاستثمارات واقامة مختلف المشروعات إلي غير ذلك من المهام التي تم تنفيذها بأيدي المصريين وسواعد ابنائها. قفزات هائلة واقتحام مجالات متعددة وتستحق هذه المشروعات أن نلتف حولها جميعا باعتبارها مشروعات قومية أقامها المصريون بالجهد والعرق وتنسف أي معوقات تعترض التنفيذ يسابقون الزمن في تنفيذها ورغم هذه المسيرة التي تستهدف المصريين جميعا إلا أن هناك من يتربصون بهذه الأمة ولا تتوقف مخططاتهم وأساليبهم في محاولات يائسة لضرب هذه المسيرة لكن هيهات فقد استمرت الأيدي الوطنية في البناء والتعمير دون التفات لتلك المعوقات فها هي كميات القمح تتدفق عبر المعدات الحديثة في عمليات الحصاد وجمع المحصول بكفاءة وتؤكد في ذات الوقت اننا قادرون علي قهر الصحراء والاستفادة من المياه الجوفية في الزراعة والمحاصيل التي توفر الغذاء وتحقيق خطوات في الاكتفاء الذاتي بالاضافة إلي اقامة منازل تتناسب مع حضارة المصريين وذلك لاتاحة الظروف الملائمة لجذب لهذه المناطق لتحويل هذه المنطقة إلي مجموعات سكنية وفتح آفاق جديدة للمستثمرين والمشاركة في عمليات لاستغلال هذه المساحات في انتاج مختلف المحاصيل الزراعية. هذه المسيرة الوطنية تتعرض بين كل فترة وأخري لمخططات من أهل الشر الذين استباحوا الدماء وتفجير العبوات الناسفة ضد قواتنا من رجال القوات المسلحة والشرطة ولا تزال هذه الأعمال الإرهابية مستمرة وابناؤنا الاقوياء يصرون علي تطهير البؤر الإرهابية من العناصر التي ترتكب أعمال القتل والتخريب ليس هذا فحسب وإنما هناك تحركات لاشعال الحرائق والعديد من الجرائم بألاعيبهم الخفية في إصرار عنيد لوقف أعمال البناء والتعمير. العمل الوطني يمضي في طريقين متلازمين علي أساس يد تبني وتعمر وأخري تقاوم الإرهاب وجرائمه.. ولن تتوقف هذه الأعمال ولعل ما جري في دمياط بالأمس القريب من افتتاح خطوط انتاج للسماد في شركة موبكو بالاضافة إلي افتتاح المستشفي العسكري ومدينة الاثاث ولم تفلح قوي الشر في ترويج الشائعات في تعطيل هذه الأعمال والشعب يتضامن مع أجهزة الدولة ويصر علي التحدي ويسابق الزمن لانجاز المشروعات العملاقة وفي هذه المسيرة الوطنية جاء سقوط طائرة شركة مصر للطيران بركابها في البحر المتوسط غرب الاسكندرية.. وكالعادة رأينا الشماتة في تصرفات أهل الأشرار فرحة غامرة لهذه الكارثة التي شاءت الأقدار أن تقع في هذا الوقت ورغم الآلام التي تعتصر القلوب إلا أنه تم تضميد الجراح والصبر في مواجهة هذه المأساة مع استمرار العمل لانجاز عمليات البناء والتعمير في كل ربوع الوطن وليخسأ أهل الشر ومخططاتهم.. وستبقي مصر قوية شامخة.