في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات علي قدم وساق للاحتفال بذكري 25 يناير.. يتحرك في داخلي أمل لعلني أجد وسط هذا الكم الهائل من المناقشات والحوارات من يطرح فكرة أو مشروعاً قومياً نلتف حوله بصورة جماعية. ونبذل قصاري جهدنا في دراسته من كل الجوانب بحيث يتم استيفاء البنود المختلفة وكيفية تمويله وكذلك الادارة المسئولة عن إدارة هذا المشروع بحيث يخرج إلي حيز التنفيذ في أقرب فرصة ممكنة. وأن تتضمن الدراسة فرص العمل التي يتيحها والفترة التي يجري فيها تأهيل الخريجين لممارسة أي نشاط تتطلبه خلال المراحل الأولي والمتعاقبة. خاصة أن لدينا خبرات وكفاءات يفخر بها العالم في كل المجالات. ولا ينقصنا سوي الاقدام علي هذا المشروع القومي لخدمة الوطن والأجيال المتعاقبة. وأعتقد أنه قد حان الوقت لعودة الاستقرار بعد ان تواجد الأمن في الشارع بصورة أعادت الطمأنينة في الشارع ووفرت مناخاً لتدور عجلة الانتاج ويتم تشغيل المصانع المتوقفة منذ فترة.. ويتحقق الاستقرار بصورة كاملة. ووسط هذا الزخم من الأفكار والمجالات التي تتلخص في بعض الأمور التي سمعنا الكثير منها سواء من النخبة السياسية التي تنبري للحديث في القنوات الفضائية أو بعض الشباب أو رموز الائتلافات والأحزاب المتعددة التي تكونت في أعقاب الثورة ومن بين تلك الأفكار حكاية سرعة تسليم المجلس العسكري للسلطة المدنية والافاضة في الجوانب الأخري التي لم تخرج عن كونها مجادلات لا تسمن ولا تغني من جوع. ولست أري مبررا لها لأننا التزمنا ببرنامج عمل تم الاستفتاء عليه وتحدد آخر يونيو القادم للانتهاء من تسليم السلطة للمدنيين وكل الشكر والتقدير لهؤلاء الرجال من أبناء العسكرية المصرية الذين التفوا حول الشباب بشهامة ووطنية والمضي في خطوات من أجل بناء قوي يتقدم بمصر إلي الأمام.. مجلس استشاري يضم رجالا من كبار أبناء هذا الوطن قلوبهم متعلقة بخدمة الأمة وكانوا نجوما نيرة. كذلك تمت الانتخابات البرلمانية علي أكمل وجه. إذن فلا داعي لاستدعاء بعض السلبيات التي لم يسلم منها أي عمل خاصة في هذه الأيام التي تتعرض فيها بلادنا لكثير من التدخلات وبعض التصرفات لاثارة الفتن بين بعض الفئات من طوائف المجتمع المصري المتآلف منذ آلاف السنين. وخلال المتابعة لما يجري علي أرض الواقع وجدت ضالتي في تلك الفكرة العبقرية التي دعا إليها ذلك الرجل الذي أعاد للأزهر دوره في خدمة الحركة الوطنية إنه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.. فها هو صوت العقل والحكمة ينبثق كالعادة من هذا الصرح الشامخ دعوة أثلجت صدر كل مصري غيور علي وطنه وبلده وأهله.. رجال مصر من كل الطوائف البابا شنودة ورجال الدين المسيحي ورئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري الذي جاء به القدر في هذا الوقت للمساهمة بالعمل والصبر لانجاز مهمة الانقاذ الوطني وكل النخبة من رجالات مصر.. الاخوان.. ورؤساء الأحزاب.. المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية.. وغيرهم في جمع تآلفت قلوبهم ومعهم رئيس المجلس الاستشاري منصور حسن وكانت بحق مبادرة ومظاهرة في حب مصر. وتضمنت الكثير من الايجابيات التي تستهدف استكمال جوانب أهداف الثورة التي أحاطها الله بعنايته وتحقق لها النجاح الذي أبهر العالم. ومما ضاعف السعادة أن المبادرة تضمنت إشارة إلي ضرورة العمل الجاد لبناء اقتصاد مصري يستثمر كل امكانات مصر ويحقق العدالة لجميع أبناء الشعب. مع ضرورة عودة الدور الوطني المصري في ريادة المنطقة والاسهام في السياسة الدولية بقرار حر دون تبعية أو انحياز. حقيقة.. الوطن في أشد الحاجة في هذه الظروف الصعبة التي نجتازها لمثل هذه المبادرات واحياء دور المواطن المصري في أي مكان يتواجد به فوق سطح المعمورة للمشاركة في المشروعات القومية واحياء دور المصريين في خارج الوطن خاصة أنهم قد أقبلوا في مبادرات جماعية للنهوض بمختلف المجالات التي تخدم المواطن البسيط في أقصي القري والنجوع ولا تغفل دور الشباب والفتيات من الخريجين. أتطلع إلي مشروع وطني قومي مثل السد العالي وبنك مصر وغير ذلك من المشروعات العملاقة في عصر التكنولوجيا والتقدم العلمي.. يتم استخدام كافة الطاقات والخبرات وامكانات رجال الأعمال في مختلف دول العالم.. هناك علي سبيل المثال لا الحصر المشروعات الصناعية والزراعية والطبية فلدينا التربة التي تصلح لاقامة قلاع صناعية كالمحلة الكبري خاصة أن الصناعات النسجية تحتاج إلي مبادرات وتحركات تعيد الوجه المشرق لهذا المجال. في نفس الوقت نحن في أشد الحاجة لجهود العلماء في المجال الزراعي لسد احتياجاتنا من المحاصيل الزراعية وفي مقدمتها القمح لتوفير رغيف العيش بأسعار مناسبة للكادحين من البسطاء الذين يقفون طوابير أمام الأفران بالاضافة إلي المشاركة في برامج تستهدف تطوير النمط الزراعي وابتكار أساليب متنوعة لانتاج سلالات تدر أكبر عائد. فليس معقولا أن لدينا نهر النيل ونعيش علي الكفاف في المحاصيل الزراعية. هذه بعض المقترحات أقدمها للخبراء وهم أكثر كفاءة لمناقشتها واختيار المناسب منها لتنفيذه في مصرنا الطيبة. ويحدوني الأمل في انجاز أي مشروع أو أكثر في مناسبة الاحتفال بذكري ثورة يناير. إن الاهتمام بمثل هذه المشروعات أفضل آلاف المرات من التركيز علي سلبيات العام الماضي.. ولنتطلع إلي الأمام ولا نبك كثيرا علي اللبن المسكوب. فلنضمد الجراح ونقدم للشهداء كل دعم لأسرهم والعناية بالمصابين مع التركيز الأكبر علي مشروعات المستقبل وانتهاز هذه الفرصة التي جاءت لمصر علي موعد من القدر.. دعونا نتعلق بهذا الأمل والله لن يضيع أجر من أحسن عملا.