أصبح فريق الأهلي علي أعتاب الحفاظ علي بطولة الدوري الممتاز والتتويج باللقب للمرة الأربعين في تاريخه بعد الفوز علي منافسه الأوحد هذا الموسم الاسماعيلي بهدف للا شيء في المباراة التي أقيمت بينهما باستاد برج العرب بالإسكندرية ضمن منافسات الجولة الحادية والعشرين بالمسابقة. ارتفع رصيد الأهلي بعد الفوز إلي 51 نقطة مواصلاً اعتلاء القمة منفرداً وبفارق تسع نقاط عن صاحب المركز الثاني الاسماعيلي الذي تجمد رصيده عند 42 نقطة بعد هذه الهزيمة. ومازال أمام الأهلي مباراة مؤجلة أمام المقاولون حال الفوز بها يزيد الفارق إلي 12 نقطة كاملة علي الدراويش وهو ما يصعب علي أبناء الاسماعيلية تعويضه في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها في الوقت الحالي ومنذ رحيل المدير الفني الفرنسي ديسابر لتدريب المنتخب الأوغندي. استحق الأهلي الفوز والثلاث نقاط.. فقد كان الأفضل في معظم فترات اللقاء لاسيما وأنه لعب منذ البداية لأجل تحقيق الانتصار بحثاً عن حسم مبكر للقب وعدم ترك أي منافس يلحق به علي القمة التي يغرد بها منفرداً. اختار حسام البدري التشكيل الأمثل من وجهة نظره لتحقيق هذا الانتصار الذي تأخر الوصول إليه حتي الدقيقة الأولي من الوقت بدل من الضائع الذي يمثل اللحظات القاتلة للقضاء علي المنافسين دائماً عن طريق البديل وليد سليمان. لعب الأهلي بإصرار وحرص شديد من أجل الفوز بالثلاث نقاط. وكاد لاعبوه يخرجون فائزين بالمباراة بأكثر من هدف لكن تألق الحارس محمد عواد وقف بالمرصاد أمام تحقيق ذلك. كانت هناك علي الأقل أربعة أهداف محققة لكل من أزارو وأجاي وحمودي والسعيد لو سكنت شباك الاسماعيلي لخرج الدراويش من اللقاء بهزيمة قاسية جديدة أمام الأحمر. أكد الأهلي تفوقه علي الدراويش وأحقيته في لقب الدوري هذا الموسم بعد الفوز علي منافسه الأول ذهاباً وإياباً وسجل في شباكه ثلاثة أهداف. اثنان في الدور الأول وهدف في الدور الثاني من مسابقة الدوري الممتاز. في المقابل وضح استسلام الدراويش من البداية وإصابة المدير الفني المؤقت الشاب محمد محسن أبوجريشة من تولي القيادة الفنية في لقاء كبير بمثل هذا الحجم ليفضل اللعب علي المضمون وهو تأمين الدفاع للخروج متعادلاً علي الأقل. نجح أبوجريشة وفريقه في الصمود حتي اللحظات الأخيرة. ولكن سرحان منافسيه ونسيانهم أن الأهلي هو بطل تلك اللحظات تسبب في الخسارة وإهدار المجهود الدفاعي المبذول علي مدار أكثر من تسعين دقيقة. رغم تضاؤل فرصة الاسماعيلي في استمرار المنافسة علي اللقب بشكل كبير جداً. إلا أنه مازال أمامه الفرصة للحفاظ علي مركز الوصيف من أجل ضمان المشاركة في دوري أبطال افريقيا عام .2019 بداية حذرة شهدت بداية المباراة هدوءاً حذراً من الفريقين تفادياً لمفاجآت حمي البداية وارتباك الحسابات المبكر حال اهتزاز شباك أي من الفريقين الباحث كل منهما عن الفوز والثلاث نقاط. حاول الدراويش امتلاك المبادرة الهجومية والضغط علي الأهلي بمنتصف ملعبه واستثمار مهارات المهاجم الكولومبي المميز الخطير كالديرون الذي يسانده الثنائي ابراهيم حسن واسلام عبدالنعيم. شيئاً فشيئاً دخل الأهلي المباراة هجومياً مع بدء السيطرة علي منطقة وسط الملعب عن طريق الثلاثي عمرو السولية وهشام محمد وعبدالله السعيد في ظل وجود مقاومة من حسني عبدربه ورفيقيه بمنطقة المناورات عماد حمدي ومحمد فتحي. يتراجع لاعبو الدراويش للخلف أمام المد الهجومي الأحمر وتقدم عبدالله السعيد وأجاي من داخل منطقة العمق أكثر من مرة. ما بدا معه ظهور الخطورة الهجومية للأهلي. لكن بعيداً عن الثلاث خشبات. تتاح أول فرصة للأهلي من تمريرة السعيد إلي أجاي داخل منطقة الجزاء. لكن الحارس المتألق محمد عواد كان بالمرصاد لها. ومن بعده يسدد المغربي أزارو ويتصدي أيضا عواد. يحكم فريق الاسماعيلي إغلاق دفاعاته وعدم ترك أي ثغرات بين خطوطه حتي لا تهتز شباكه عن طريق مدافعيه محمود متولي وريتشارد بافور ومحمد أبوالمجد ومحمد صادق. وسط الضغط الأهلاوي يحاول الاسماعيلي الوصول إلي مرمي محمد الشناوي الذي لم يختبر حتي مرور منتصف الشوط الأول. وذلك عن طريق التسديد من خارج منطقة الجزاء ويسدد عماد حمدي بشكل مفاجئ ولكن تمر كرته بجوار القائم الأيمن للحارس الأهلاوي. يهدر أحمد حمودي فرصة حقيقية للتهديف من عرضية السعيد داخل منطقة الست ياردات لكنه يهدرها في يد الحارس محمد عواد لتضيع علي الأهلي فرصة التقدم. تغيير اضطراري يجري المدير الفني المؤقت للإسماعيلي محمد محسن أبوجريشة تغييراً اضطرارياً بسحب المصاب اسلام عبدالنعيم وينزل بدلاً منه شكري نجيب قبل نهاية الشوط الأول بحوالي عشرين دقيقة. ينشط الاسماعيلي نسبياً بالتخلي عن الحذر الدفاعي إلي حد ما في الدقائق الأخيرة من هذا الشوط بحثاً عن تحقيق المفاجأة والتقدم علي حساب الأهلي الطامح في تحقيق الفوز. كاد كالديرون يفعلها بعد انطلاقه داخل منطقة الجزاء وسط حالة سرحان من مدافعي الأهلي في واحدة من الكرات القليلة التي كانت باتجاه مرمامهم وسدد. ولكن يقظة محمد الشناوي أنقذت شباك الأهلي بعدما نجح في إبعاد الكرة بأطراف أصابعه. يستمر الوضع علي ما هو عليه ويفشل كل من الفريقين في الوصول إلي هز الشباك حتي ينتهي الشوط الأول بالتعادل دون أهداف بين الفريقين ويخرج كل من المدربين البدري وأبوجريشة للتفكير فيما سيقدمه خلال الشوط الثاني. إصرار أكثر وضح منذ انطلاقة الشوط الثاني أن الأهلي أكثر إصراراً وحرصاً علي إنهاء اللقاء لصالحه وإضافة ثلاث نقاط جديدة إلي رصيده تقترب به جداً من حسم لقب الدوري للمرة الأربعين في تاريخه. في المقابل وضح أيضا أن أقصي طموحات الدراويش هو الخروج من تلك القمة الكروية بأقل الخسائر الممكنة إما بالتعادل والحصول علي نقطة أو الخسارة بهدف علي الأكثر بعد فقدان لاعبيه لرغبة اللعبة علي البطولة التي تحتاج إلي كثير من المقومات أهمها الاستقرار الفني الذي أصبح غائباً عن الدراويش. وللحقيقة لولا وجود حارس عملاق بالفريق وهو محمد عواد لنال الدراويش هزيمة قاسية بعدما تباري لاعبو الأهلي في إهدار الفرص التي أتيحت لهم منذ بدء هذا الشوط وحتي نهايته. كاد الأهلي يصبح في المقدمة مبكراً بتمريرة من جونيور أجاي داخل منطقة الجزاء لكنها تمر من أمام وليد أزارو ومن بعده أحمد حمودي وتضيع فرصة مؤكدة للتهديف وبعدها بقليل تتعاطف العارضة مع الحارس محمد عواد وتتكفل بالتصدي لضربة رأس من أزارو بعد عرضية بالمقاس من هشام محمد. امتلك الأهلي زمام الهجوم تماماً وتفرغ لاعبو الاسماعيلي للدفاع عن مرماهم لمنع اهتزاز الشباك. خاصة بعدما أشرك حسام البدري لاعبه وليد سليمان بعد مرور عشر دقائق فقط علي حساب أحمد حمودي غير الموفق من أجل زيادة الضغط الهجومي واستغلال انطلاقات ومراوغات وليد في فتح الثغرات بدفاع الدراويش. وسط زحمة الهجوم الأهلي كاد الاسماعيلي يخطف هدفاً من احدي الهجمات النادرة للفريق. حيث وصلت الكرة إلي شكري نجيب داخل منطقة الجزاء واقترب حتي الست ياردات وسدد وتصدي القائم للكرة رافضاً اهتزاز شباك الشناوي. يواصل محمد عواد رجل المباراة الأول تألقه وينقذ مرماه من هدفين مؤكدين الأول أمام جونيور أجاي والثاني من أزارو ليظل التعادل السلبي هو سيد الموقف في اللقاء. خروج ودخول يخرج حسني عبدربه من الملعب وينزل بدلاً منه محمد هاشم للحفاظ علي تماسك خط وسط الدراويش بعد انخفاض الأداء البدني لقائد الفريق عبدربه. وبعد دقائق قليلة يسحب البدري لاعبه هشام محمد ذو المواصفات الدفاعية وينزل إسلام محارب صاحب الأداء الهجومي بحثاً عن هدف الحسم والثلاث نقاط. تستمر السيطرة الأهلاوية قائمة علي مجريات اللعب ويركز فريق الاسماعيلي علي استهلاك الوقت المتبقي من اللقاء ويسحب أبوجريشة لاعبه ابراهيم حسن وينزل بدلاً منه كريم بامبو. وفي الدقيقة الأولي من الوقت بدل من الضائع كان الأهلي علي موعد مع الفرحة والانتصار بعدما خطف وليد سليمان هدف اللقاء الوحيد وسط غفلة من مدافعي الاسماعيلي بضربة رأس من عرضية السعيد سكنت شباك محمد عواد. وينتهي اللقاء بأغلي ثلاث نقاط للأحمر ستكون الطريق نحو التتويج باللقب للمرة الأربعين في تاريخه.