الأهلي.. بطل للنهاية

أصبح تتويج الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي بطلا للدوري الممتاز للمرة الأربعين في تاريخه مسألة وقت فقط عقب حسمه قمة برج العرب والفوز علي الإسماعيلي بهدف مقابل لا شيء في اللقاء الذي جمع بينهما مساء أمس في إطار الجولة21 من عمر موسم2017/.2018 ورفع الأهلي رصيده إلي51 نقطة يحتل بها المركز الأول مقابل42 نقطة للإسماعيلي ليصبح الفارق بينهما9 نقاط كاملة مع امتلاك الأهلي لقاء مؤجلا في جعبته مع المقاولون العرب من الدور الأول.
ويدين الأهلي في انتصاره الصعب إلي نجمه المخضرم وليد سليمان الذي سجل هدف الفوز في الدقيقة90 والأخيرة من الوقت الأصلي مانحا فريقه أغلي3 نقاط.
ورغم أن هناك13 مباراة متبقية من عمر الموسم فإن الأهلي أكد عبر هذه الموقعة أنه الفريق الأقرب للبطولة, حيث بات يملك فارقا9 نقاط كاملة عن أقرب ملاحقيه مع فرصة زيادة الرصيد إلي12 نقطة حال فوزه علي المقاولون.
وفي الوقت نفسه كشفت المباراة سوء حالة منافسه الأول الإسماعيلي فنيا الذي قدم مباراة سيئة تلاعب فيها الأهلي به كيفما يشاء ووصل إلي مرماه أكثر من10 مرات عبر فرص مباشرة, وكاد أن يخرج الدراويش بهزيمة ثقيلة لولا تألق محمد عواد حارس المرمي المميز ورجل المباراة الأول, وظهر افتقاد الإسماعيلي لشخصية البطل في ظل غياب المدير الفني صاحب الخبرات عن الدكة وعدم تجديد دماء الفريق بصفقات قوية في الميركاتو الشتوي إلي جانب استمرار نزيف النقاط التي يعاني منها وعلي رأسها خسارته ل10 نقاط في أول4 جولات من عمر الدور الثاني للدوري الممتاز, بخلاف الأزمة الفنية التي يعاني منها منذ رحيل ديسابر.
وكتبت المباراة عدة نقاط فنية لا يمكن تجاهلها وتستحق إلقاء الضوء عليها.. شخصية البطل في الأهلي.. وهو عنوان فرض نفسه بعد أن ظل الأهلي يقاتل من أجل الفوز غير قابل للتعادل رغم سوء الحظ والتوفيق الذي عاني منه بسبب التألق غير العادي للحارس محمد عواد, والذي تصدي لأكثر من6 فرص حقيقية بمفرده علي مدار شوطي اللقاء وتصدت عارضته لفرصة وليد أزارو, وظل يبحث عن الفوز لآخر لحظة كما اعتادت جماهيره ملك الدقائق الأخيرة.
عواد حارس مصر الأول.. وهو عنوان فرض نفسه عبر حالة الإبهار التي كان عليها محمد عواد حارس مرمي الإسماعيلي والأول في مصر حاليا والذي يستحق إلقاء الضوء عليه في ظل المستوي الفني المميز الذي ظهر عليه, وأنقذ عواد الدراويش من هزيمة كبيرة جدا وتصدي لعدة فرص ذهبية, وأثبت أنه الأحق بالانضمام للمنتخب الوطني والحصول علي فرصة كاملة في المرحلة المقبلة مع المدير الفني هيكتور كوبر, علي حساب من تراجعت أسماؤهم في الفترة الماضية.
الخبرة تهزم الشباب.. عنوان ثالث يفرض نفسه علي اللقاء, وكان بطله حسام البدري المدير الفني للأهلي علي محمد محسن أبو جريشة المدير الفني للإسماعيلي في ظل فارق الخبرات الكبيرة بين الثنائي, فالبدري كانت تغييراته هي الأكثر خطورة سواء بوليد سليمان الذي سجل هدفا أو بإسلام محارب الذي صنع قاعدة هجومية بجوار عبدالله السعيد, والضغط من الجانب الأيمن الذي شهد مشاركة محمد الصادق ظهيرا للإسماعيلي وهو في الأساس لاعب وسط.
وبدأ حسام البدري المدير الفني للأهلي اللقاء بطريقته المعتادة4 2 3 1 فيما لعب الإسماعيلي ومديره الفني محمد محسن أبوجريشة اللقاء بخوف تكتيكي4 321, دفع فيها ب3 محاور ارتكاز للتأمين أمام رباعي الدفاع.
ومع بدء الشوط الأول ظهرت فترة جس نبض لمدة7 دقائق فقط انحصرت خلالها الكرة في منطقة الوسط قبل أن تشتعل المواجهة اعتبارا من الدقيقة8 التي شهدت هجمة أهلاوية منظمة قادها أحمد حمودي الجناح الأيمن ومرر كرة عرضية تصدي لها محمد عواد حارس المرمي بنجاح, ورد الإسماعيلي في الدقيقة10 بفرصة ذهبية عبر دييجو كالديرون من عرضية حولها برأسه وشتتها دفاع الأهلي ثم يسدد حسني عبد ربه كرة قوية في الدقيقة17 تمر بجوار مرمي الأهلي.
ويتألق محمد عواد حارس مرمي الإسماعيلي في الدقيقة18 ويتصدي لأحمد حمودي شبه المنفرد علي المرمي, ويعود عواد لتقمص دور بطل الدراويش ويتصدي لكرة أجايي الذي حاول مراوغته, ثم في الدقيقة20 يتصدي لتسديدة قوية من وليد أزارو من داخل منطقة الجزاء وسط ذهول الجميع.
ومع حلول الدقيقة26 يجري الإسماعيلي تغييره الأول ويدفع بلاعبه شكري نجيب بدلا من إسلام عبد النعيم الذي تكررت إصابته وسقوطه أرضا, وفي الدقيقة29 يظهر الإسماعيلي هجوميا عبر هجمة عنترية قادها عماد حمدي والذي سدد كرة قوية من مسافة بعيدة مرت بجوار مرمي الشناوي, وينتفض الأهلي بعد الفرصة ويسيطر علي منطقة الوسط وتشهد الدقيقة33 فرصة ذهبية له للتسجيل عندما مرر عبد الله السعيد صانع الألعاب كرة خادعة, لأحمد حمودي المنطلق من الجبهة اليمني ولكن الأخير سدد برأسه في الشباك الخارجية لمرمي محمد عواد.
ويعود عواد في الدقيقة34 لينقذ مرماه من تسديدة صاروخية لعبد الله السعيد, ويهدأ الإيقاع قليلا ليرد الإسماعيلي بفرصة خطيرة لكالديرون تصدي لها الشناوي إلي ركنية لم تستغل في الدقيقة42 وتمر الدقائق الأخيرة تباعا بدون جديد ليطلق الحكم صفارة النهاية معلنا انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي.
ومع بداية الشوط الثاني, يضغط الأهلي بقوة وتلوح له فرصة للتسجيل في الدقيقة47 عبر تمريرة عرضية من جونيور أجايي لأحمد حمودي المنفرد من الجانب الأيمن ولكنه فشل في السيطرة علي الكرة بشكل مرتبك, وفي الدقيقة50 يحاول عبدالله السعيد اللجوء إلي التسديد من خارج منطقة الجزاء ولكن التكتل الدفاعي الإسماعيلاوي حرم المنافس من التسجيل, وتحرم العارضة في الدقيقة52 الأهلي من تسجيل هدف غال عبر رأسيه لوليد أزارو وسط غياب تام من مدافعي الدراويش لتحرم الأخير من التسجيل, ويسحب المدير الفني الأهلاوي حسام البدري لاعبه أحمد حمودي ويدفع بالمخضرم وليد سليمان, في الدقيقة55, وفي الدقيقة60 يطلق عبدالله السعيد تسديدة قوية مرت خارج مرمي الدراويش, ويرد الإسماعيلي بأخطر فرصة في الدقيقة61 من تسديدة قوية لشكري نجيب أنقذها جسد الشناوي والذي عاد ليتصدي لعرضية من كالديرون, ويضغط الأهلي من الجانب الأيمن عبر باسم علي ووليد سليمان وتعددت الكرات العرضية, ويتصدي محمد عواد حارس مرمي الإسماعيلي في الدقيقة70 لفرصة ذهبية من أجايي وأخري من وليد أزارو ويدفع أبوجريشة بمدافعه محمد هاشم بدلا من حسني عبدربه, ويزداد إيقاع اللعب سرعة وخطورة مع مشاركة إسلام محارب في الدقيقة72 بدلا من هشام محمد ويحاصر الأهلي منافسه في منطقة الجزاء, وتلوح عدة فرص لوليد سليمان ومحارب وعبدالله السعيد وعمرو السولية ويخطف وليد سليمان هدف الفوز الأهلاوي في الثواني الأخيرة قبل إطلاق الحكم صفارة النهاية لينتهي اللقاء بفوز الأهلي علي الإسماعيلي بهدف مقابل لاشيء.