"أمريكا زعلانة وواخدة علي خاطرها" من مصر لأنها تقدمت يوم الاثنين الماضي بمشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بإلغاء قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي اعتبر فيه القدس عاصمة لإسرائيل وهو ما دفع واشنطن لاستخدام حق النقض "الفيتو" لمنع صدور هذا القرار بينما وافقت 14 دولة عليه لتقف أمريكا بمفردها ضد إرادة المجتمع الدولي الرافض لقرار ترامب واعتبرت نيكي هايلي المندوبة الامريكية لدي الأممالمتحدة التصويت علي مشروع القرار في حد ذاته الذي يدين الرئيس الامريكي "إهانة" لن تنساها بلادها أبدا! مصر بالتأكيد كانت تدرك مسبقا أن واشنطن ستستخدم "الفيتو" لتعطيل هذا القرار إلا انه كان لابد من تقديمه لتسجيل موقف أولا ولإحراج أمريكا ثانيا وإظهارها أمام المجتمع الدولي في صورة المستهتر والمتحدي لإرادته وهو ما حدث بالفعل الامر الذي دفع الرئيس الامريكي عقب الفيتو وقبيل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس الماضي لتهديد الدول بوقف المساعدات الامريكية عنها في حال صوتت لصالح قرار يدعو أمريكا لسحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل لتفشل تهديدات ترامب وتصوت 128 دولة لصالح القرار فيما اعترضت 9 دول فقط وامتنعت 35 دولة عن التصويت ورغم ان قرارات الجمعية العامة كما هو معروف غير ملزمة إلا أن التصويت الكثيف لصالح القرار في حد ذاته رسالة مهمة لواشنطن تؤكد مرة اخري تحديها للمجتمع الدولي والمهيمنة علي إرادته! أمريكا زعلانة من مصر.. وهذا ما ظهر مؤخرا في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية تحت عنوان "مصر حليف فظيع" انتقدت فيه سياسة مصر الخارجية التي سلكت خلال الاعوام الاخيرة طريقا يبعد عن توجهات واشنطن ويضر بمصالح أمريكا وتعمد القاهرة إحراجها في مجلس الأمن... وأخذ المقال يعدد مواقف مصر المغايرة للمواقف الامريكية بدءا بالعلاقات المتميزة والوثيقة مع روسيا ومرورا بمواقف مصر تجاه الازمتين الليبية والسورية لينتهي المقال بحث الإدارة الامريكية علي تخفيض مساعدتها العسكرية لمصر عقابا لها علي مواقفها التي لا تتماشي مع البوصلة الامريكية! تخطئ واشنطن لو هددت مصر بخفض مساعدتها أو حتي وقفها فهذا كلام سمعناه كثيرا بل واستخدمته الإدارات الامريكية السابقة حين خفضت وجمدت تلك المساعدات وعلي إدارة ترامب أن تدرك جيدا أن التلويح بورقة المساعدات لن يؤثر نهائيا علي توجهات وسياسة مصر الخارجية لأن مصر عقب ثورة 30 يونيو غير مصر قبل هذا التاريخ لأن من مكاسب تلك الثورة أن مصر اصبحت سيدة قرارها وأن من حقها إقامة علاقات متوازنة مع كافة الدول دون إملاءات من أحد!