دعا دبلوماسيون إسرائيليون واشنطن لعدم قطع المعونة عن مصر بعد أن قدمت مشروع قرار يدين إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل، لاسيما بعد أن هدد الأخير حلفاء الولاياتالمتحدة الذين أدانوا إعلانه، بحسب موقع "وولد إسرائيل نيوز"، والذي عرض رأي السياسي الإسرائيلي المخضرم، يورام اتينجر؛ حيث يرى أن مشروع القرار المصري عبارة عن لعبة هدفها تهدئة المعارضين والمتطرفين في مصر بعد قرار "ترامب". صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدين اعتراف الولاياتالمتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعلى الرغم من التهديدات التي واجهها الرئيس الأمريكي "ترامب" لخفض المساعدات للدول التي صوتت لصالح القرار، فإن مشروع القرار ستوافق عليه الأغلبية. ولكن ماذا سيكون وضع مصر، التي صاغت مشروع القرار، لاسيما أنها تعتمد على الولاياتالمتحدة بصورة كبيرة، خاصة أنها المستفيدة الرئيسة من المساعدات الأمريكية، فضلًا عن كونها حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل في إطار محاربة الإرهاب "داعش" في سيناء وفيما يخص "حماس" في غزة. وفي إطار إصدار التحذير الأمريكي حدد "ترامب" ما يتوقع الحصول عليه من حلفاء الولاياتالمتحدة مقابل المساعدات الاقتصادية، مبرزًا أهمية تلك المسألة بالنسبة للبيت الأبيض حتى وإن كانت تأتي على حساب مسئوليات الأمن القومي، التي عادة ما تعد غير قابلة للمساس، مصرحًا أنهم لا يأخذون مئات الملايين من الدولارات وأحيانًا مليارات الدولارات، ثم يصوتون ضدنا.. اتركوهم يصوتون ضدنا، سنوفر الكثير، نحن لا نأبه". بين عامي 1948 و 2016 قدمت الولاياتالمتحدة مصر 77.4 مليار دولار من المساعدات الخارجية الثنائية، بما في ذلك 1.3 مليار دولار سنويًا من المساعدات العسكرية من 1987 حتى الوقت الحاضر. ويمكن أن يؤدي خفض الأموال إلى مصر إلى التأثير بشكل خطير على المصالح الأمنية الوطنية الأمريكية والإسرائيلية التي تؤمنها أموال المعونة. على مر السنين، صوتت مصر باستمرار لصالح مجموعة من قرارات الأممالمتحدة التي تدين الدولة اليهودية، بما في ذلك تصويت مجلس الأمن العام الماضي على القرار 2334، الذي انتقد إسرائيل لمشروعها الاستيطاني المستمر في الضفة الغربية، وكانت إدارة أوباما أمرت الولاياتالمتحدة بالامتناع عن التصويت، بدلاً من أن تستخدم الفيتو، مما أتاح القرار. وعقب ذلك القرار خفضت إسرائيل المساعدات لبعض الدول الإفريقية التي دعمت الاقتراح واستخدمت عقوبات دبلوماسية أخرى ضد الحلفاء الغربيين بما فى ذلك سحب العديد من السفراء واستدعاء المبعوثين الأجانب وإلغاء الاجتماعات رفيعة المستوى، ولم تتخذ أي إجراء ضد مصر، ومن المرجح أن تتبع الولاياتالمتحدة القيادة الإسرائيلية في هذه القضية. وقال السفير الإسرائيلي السابق في مصر، تسفي مزئيل، للموقع ذاته إن "الولاياتالمتحدة لن تعاقب مصر؛ لأنها حليف استراتيجي لكل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، يجب ألا ننسى أن مصر دولة عربية، ولكن لها تأثير إيجابي لمحاربة داعش في سيناء من خلال التنسيق مع إسرائيل، مصر في وضع صعب للغاية؛ إذ إنها تتعاون مع إسرائيل ولكن ما مازلت محورية جدًا في العالم العربي"، مضيفًا أن مصر تلعب لعبة تتمثل في تقديم مشروع للأمم المتحدة ودعمه، ومن خلال ذلك وجد الرئيس السيسي وسيلة فعالة لتهدئة المعارضين في بلاده، إن المسألة معقدة بالنسبة لمصر ولكنهم يبذلون قصارى جهدهم للعب اللعبة". وقال الدبلوماسي الإسرائيلي المخضرم السفير يورام اتينجر إن تهديدات "ترامب"، بمنع المساعدات تتفق مع إستراتيجيته الأمنية التي تضع "أمريكا أولا"، وتحيي إستراتيجية الردع في العالم، مضيفًا أن المصالح الأمريكية تقود سياسات الولاياتالمتحدة". وتابع: الرئيس "ترامب" يقول بصوت عال وواضح إن القضية الفلسطينية ليست البند الرئيسي على أجندة واشنطن، وهذا يعد انفصالاً عن سياسة وزارة الخارجية الأمريكية المعيبة في الأممالمتحدة التي استمرت لسنوات. واتفق "اتينجر" على أن واشنطن لا تستطيع معاقبة مصر في هذه القضية، نظرًا لأن مصر تعد حالة خاصة، ذلك لأن دعم "السيسي" وتقويته يصب في مصلحة الولاياتالمتحدة، والتي لن تعاقبه؛ لأنهم يفهمون أنه يتوجب عليه الحديث عن القضية الفلسطينية.