وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأممالمتحدة بأنها "بيت أكاذيب"، قبيل التصويت اليوم الخميس على مشروع قرار يطالب واشنطن بسحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال نتنياهو، في تصريحات له: "إن دولة إسرائيل ترفض تماما هذا التصويت حتى قبل الموافقة على مشروع القرار". وزعم أن "القدس عاصمتنا وسنواصل البناء هناك، وستنتقل السفارات الأجنبية، تتقدمها الولاياتالمتحدة إلى القدس. سيحدث هذا". ومن المقرر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، المؤلفة من 193 دولة، جلسة طارئة، بعد قليل، بناء على طلب من اليمن وتركيا، للتصويت على مشروع قرار يرفض اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، كان قد أعلن عن أن الدول العربية ستطلب من الجمعية العامة تمرير قرار مُلزم لكل مؤسسات الأممالمتحدة، يدين الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ وذلك استنادا إلى بند الاتحاد من أجل السلم. من جانبها، حذرت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة "نيكي هيلي"، مسبقًا من أنها ستخبر الرئيس الأمريكي بقائمة الدول التي ستصوت لصالح القرار المزمع التصويت عليه اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكانت الولاياتالمتحدة قد استخدمت حق النقض "فيتو"، ضد مشروع قرار قدمته مصر لمجلس الأمن يحذر من التداعيات الخطيرة للقرار الأمريكي ويطالب بإلغائه. ترامب استبق الجلسة بتحذير شديد اللهجة للدول التي تنوي التصويت ضد قراره بشأن القدس خلال الجلسة الطارئة. وهدد ترامب بوقف المساعدات المالية عن تلك الدول. ووقع ترامب، في 6 ديسمبر، قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة، الذي يعكس اعتباره القدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة أثارت غضب الدول العربية والإسلامية ولقيت رفضا دوليا. ويشكل وضع القدس إحدى أكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل. وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها "الأبدية والموحدة"، في حين يطالب الفلسطينيون بجعل القدسالشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة. ومن جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الولاياتالمتحدة لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك ردا على قرار الرئيس الأمريكي. وبحسب مراقبين، سيشكل تصويت اليوم الخميس في نيويورك، موقفا ضد التعاطي المهين للإدارة الأمريكية إزاء المجتمع الدولي، بقدر ما سيكون رفضاً لاعتبار الرئيس، دونالد ترامب، في السادس من الشهر الحالي، القدس، كل القدس، عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. ووصلت درجة الترهيب الأمريكي على لسان ترامب شخصيا، الذي هدد بوقف كل المساعدات المالية الأمريكية عن كل دولة تصوت لمصلحة مشروع القرار الخاص بالقدس في الجمعية العامة اليوم. ومهدت المندوبة لدى الأممالمتحدة، نيكي هايلي، لتهديدات ترامب بكلام بلغ مستويات قياسية عندما راحت تحذر كل دول العالم وتتوعدها في حال صوتت لمصلحة مشروع القرار التركي اليمني، الذي يمنع تغيير الوضعية القانونية للقدس ويحظر نقل أي دولة في العالم سفارتها المعتمدة لدى إسرائيل، إلى القدس ويدعو أمريكا إلى سحب قرارها القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. لغة ربما لم يُسمع مثيل لها في تاريخ الدبلوماسية، عندما تقوم ممثلة أمريكا بتهديد كل دول العالم، وتحذرهم من أن الرئيس الأمريكي سيعتبر أن أي تصويت ضد اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، بمثابة التصويت ضد شخصه (ترامب)، ملوحة ضمنيا بأن واشنطن قد تعاقب الدول التي تصوت لمصلحة حظر التصرف الأحادي لتحديد مستقبل القدس ووضعيتها القانونية. وفي حين تواصلت اجتماعات الحشد لمصلحة مشروع القرار التركي، الذي تبقى قيمته رمزية ونتيجته شبه محسومة لمصلحة نيله غالبية كاسحة في الجمعية العامة، حيث لا وجود لفيتو أمريكي في كل مرة يطرح فيها قرار ضد الاحتلال.