تعد مصر بوابة التجارة الخارجية الكلية والزراعية مع الدول الافريقية ولا سيما دول حوض النيل حيث شهدت الصادرات المصرية نشاطا واسعا في زيادة حجم التجارة الخارجية المصرية مع دول الحوض.. لكن مع بداية الثمانينيات في عصر "مبارك المخلوع" حظيت دول افريقيا باهتمام كبير من الدول الكبري وعلي رأسها الولاياتالأمريكية والمملكة المتحدة والصين وسعت بكل قوة الي دعم العلاقات التجارية مع دول افريقيا بينما خرجت مصر من المنافسة بالرغم من الأهمية الاستراتيجية الافريقية لمصر.. أدي ضعف حجم التبادل التجاري الكلي والزراعي المصري مع دول الحوض أو بلغت ما بين 234 الي 2.3422 مليون دولار تمثل نحو 6.4% من اجمالي قيمة الميزان التجاري الزراعي المصري علي الترتيب كمتوسط للفترة الماضية. أكد د.مصطفي عبدربه القبلاوي بمعهد الاقتصاد الزراعي انه علي الرغم من وجود اتفاقات تجارية استهدفت تحسين وزيادة التبادل التجاري الكلي بين مصر ودول الحوض الا ان حجم التجارة البينية مازال ضئيلا ويرجع هذا الي النظام السابق الذي أهمل التعاون الجاد بين مصر ودول الحوض. أوضح ان تلك الفترة لم تشهد حجم تجارة بينية الا ما بين 292 الي 1.177 مليون دولار فقط أي انها لا تمثل سوي 2.1% من اجمالي التجارة الخارجية الكلية الزراعية المصرية والبالغة أكثر من 4 مليارات دولارات لدول العالم. قال ان الاهمال بلغ مداه حيث ان فترة الرئيس السابق تركزت التجارة من جانب الصادرات والواردات علي أربع دول فقط وهي السودان وكينيا وتنزانيا وأوغندا وتم اغفال 5 دول أخري من دول الحوض مما أثر علي علاقتنا التجارية والسياسية والاخوية التي تربطنا بدول الحوض. انتقد د.عبدربه الفترة السابقة مؤكدا انها كانت تعيش العشوائية في جمع البيانات حيث أكد انها كانت تعتمد علي البيانات المنشورة وغير المنشورة والواردة من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" والجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء وقاعدة بيانات التجارة الخارجية التابعة لها والبنك الافريقي للتنمية بالاضافة الي البيانات المتاحة علي شبكة المعلومات الدولية وبعرض الرسائل والأبحاث العلمية ذات الصلة بهذه البيانات العشوائية التي كانت تمثل الركيزة في التجارة.. لا ترق الي بلد مثل مصر زعيمة القارة وملتقي التجارة العالمية. تساءل د.عبدربه: كيف دولة في مثل حجم مصر تكون قيمة التجارة الخارجية الكلية مع دول الحوض 2.43 مليون دولار فقط؟! أكد انه بعد ثورة 25 يناير والثقة المتبادلة بيننا وبين دول حوض النيل نستطيع أن نقفز بتجارتنا بيننا وبين كل دولة علي حدة أكثر من نصف مليار دولار أي نستطيع تحقيق عائد زراعي واقتصادي لمصر في أول سنة أكثر من 5 مليارات دولار تزداد سنويا بعد استقرار الدولة وانتخاب رئيس للبلاد. أوضح ان مصر بها طاقات بشرية وانتاجية والآن المناخ يساعد علي الاستثمار والتجارة البينية بيننا وبين دول الحوض في جميع السلع سواء الزراعة أو اللحوم أو الخبرات المتقدمة المصرية في مجال ادارة المياه وتنظيم الري. قال المهندس فؤاد مكي بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي ان الموارد الأرضية في مجموعة دول حوض النيل من أهم العوامل الانتاجية التي يجب ان تركز في التعاون بيننا وبينهم والتي لم يتم الاستغلال الأمثل لها. أضاف ان المساحة الكلية لمجموعة دول حوض النيل تبلغ 1.836 مليون هكتار تأتي السودان في المرتبة الأولي بنسبة 4.28% تليها الكونغو الديمقراطية واثيوبيا في المرتين الثانية والثالثة بنسبة 1.27% بينما احتلت مصر المرتبة الرابعة بنسبة 9.11%. أما باقي دول الحوض فهي تنزانيا وكينيا وأوغندا وبورندي وروندا فقد احتلت المراتب من الخامسة حتي التاسعة بنسبة بلغت نحو 10% و7% و4.2% و3% و3% علي التوالي. قال ان مساحة الأراضي الزرعية في دول الحوض تقدر بحوالي 65 مليون هكتار تمثل 8.7% من المساحة الكلية وتحتل السودان المرتبة الأولي بنسبة 7.29% بينما تحتل كل من اثيوبيا وتنزانيا والكونغو الديمقراطية وأوغندا المرتبة من الثانية حتي السادسة بنسبة 6.21% و13% و3.10% و5.8% و8% و8% لتلك الدول علي الترتيب أما مصر احتلت المرتبة السابعة بنسبة 6.4% بينما احتلت دولتا رواندا وبورندي المرتبة الثامنة والتاسعة بنسبة بلغت 8.1% و5.1% من اجمالي مساحات الأراضي الزراعية. أضاف ان مساحة المراعي في دول الحوض بلغت 204 ملايين هكتار وتمثل مساحات دول كل من السودانت وتنزانيا وكينيا واثيوبيا والكونغو الديمقراطية مجتمعة نحو 39.96% بينما تمثل مساحات دولتي أوغندا وروندا وبورندي نحو 2.3% من اجمالي المراعي لدول الحوض.. بينما خلت مصر من قيمة مراعي بها. طالب فؤاد مكي.. بضرورة الاسراع بالتعاون وابرام الاتفاقات مع دول حوض النيل كي تستعيد بالميزة النسبية لدي دول الحوض وهي المراعي الخضراء التي نفتقدها في مصر بينما هي متواجدة لدول الحوض وكذلك الأراضي الخصبة. قال ان دول حوض النيل بعد ثورة 25 يناير صارت أكثر اقبالا علي مصر تريد القوة البشرية التي نستصلح في البلاد.. ونحن نحتاج الي اللحوم التي تباع بأرخض الأسعار وكذلك نحتاج الي زراعة النباتات الزينة واذا كان هناك تعاون وتكامل سريع مع دول الحوض أمكننا الاكتفاء الذاتي من الغذاء لنا ولهم.. حيث انهم لديهم الثروات ونحن لدينا الخبرة والثروة البشرية والثورة فتحت آفاقاً جديدة بيننا وبينهم.