واصل الاجتماع الوزاري الحادي عشر لمنظمة التجارة العالمية اعماله وسط أجواء من الحذر والترقب تهدد بعدم التوصل لنتائج محددة ومن المقرر أن يختتم الاجتماع الذي يعقد بالعاصمة الأرجنتينية بيونس ايرس غدا الاربعاء اذا لم تقرر المنظمة مدة ليوم او يومين اذا ظهر بريق من الامل في التوصل الي اتفاق بشأن الملفات المختلف عليها. كان ماوريسيو ماكري رئيس جمهورية الأرجنتين قد قام بإفتتاح المؤتمر وسط مشاركة رؤساء جمهوريات كل من البرازيل وأوراجواي وباراجواي الي جانب وزراء تجارة 164 دولة عضو بالمنظمة بالاضافة الي روبرتو ازفيدو مدير عام المنظمة. من جانبه أكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة رئيس الوفد المصري المشارك في المؤتمر أن المؤتمر يعقد في ظروف بالغة التعقيد حيث شهدت مفاوضات منظمة التجارة العالمية متغيرات كثيرة وسريعة علي مدي الأسابيع القليلة الماضية مما أدي إلي اتساع الفجوة بين مواقف الدول المتقدمة والنامية والأقل نمواً وهو ما يعيق التوصل إلي توافق حول أي من المسارات التفاوضية في منظمة التجارة العالمية وينذر بعدم الوصول إلي اي قرارات وزارية خلال المؤتمر خاصة وأن المفاوضات التي تمت في جنيف بين الدول الأعضاء لم تتوصل الي اتفاق حول مشروع لإعلان وزاري يصدر عن المؤتمر لافتاً إلي أنه يأمل في أن يتم التوصل خلال الاجتماعات إلي صيغ توافقية تراعي مصالح كافة الدول أعضاء المنظمة. وفي كلمة مصر امام الاجتماعات اكد قابيل دعم مصر الكامل لمصالح القارة الأفريقية وأولوياتها في اطار النظام التجاري متعدد الأطراف مشيراً الي ضرورة ادراج "أجندة أفريقيا" في الإطار المستقبلي للمنظمة من خلال التنسيق المستمر والتعاون البناء بين كافة الدول الافريقية الأعضاء بالمنظمة. وفيما يتعلق بالمفاوضات الحالية بشأن الزراعة أوضح الوزير أن مصر تسعي لتعديل الاختلالات المتوارثة في "اتفاقية الزراعة" بما يوفر حيزاً للسياسات الخاصة بالدول النامية والأقل نمواً لمواجهة تحديات الأمن الغذائي وأكد الوزير أن أي نتائج سيتم التوصل اليها في قضايا الزراعة يجب أن تراعي المعاملة الخاصة والتفضيلية للدول النامية والأقل نمواً المستوردة الصافية للغذاء مشيرا الي أهمية تضمين كافة القضايا الزراعية "ببرنامج العمل المستقبلي الخاص بالزراعة". وقال قابيل إن مصر تسعي للإبقاء علي برنامج العمل الحالي الخاص بالتجارة الإلكترونية ووضع اجندة تنموية لهذه التجارة لافتاً الي أهمية تعاون منظمة التجارة العالمية مع غيرها من المؤسسات التنموية ومؤسسات التجارة الدولية لوضع خريطة احصائية لمنتجات التجارة الالكترونية مع التركيز بصفة خاصة علي الدول النامية والأقل نمواً. أشار الي إمكانية مناقشة ملفات الاستثمار والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بين دول المجموعة الافريقية علي المستوي غير الرسمي لافتا الي أن هذه الموضوعات غير مطروحة حاليا علي جدول أعمال منظمة التجارة العالمية. وعلي هامش المؤتمر شاركت مصر في اجتماع وزراء التجارة العرب الذي عقد علي هامش الاجتماع الوزاري الحادي عشر لمنظمة التجارة العالمية. اكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة خلال الاجتماع أن الاجتماع الوزاري الحادي عشر لمنظمة التجارة العالمية يتزامن مع تحديات وصعوبات كبيرة للنظام التجاري متعدد الأطراف فرضتها النزعة الحمائية المتصاعدة في الاقتصاد العالمي والتي أثرت سلباً علي نمو حركة التجارة الدولية مشيراً الي ضرورة تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق بين دول المجموعة العربية لإتخاذ موقف موحد فيما يتعلق بكافة القضايا المطروحة في إطار منظمة التجارة العالمية بالإضافة إلي التنسيق مع المجموعات المختلفة الممثلة للدول النامية في المنظمة ومن بينها المجموعة الأفريقية ومجموعة الدول النامية والبحر الكاريبي والمحيط الهادي ومجموعة الدول الأقل نمواً بهدف الضغط سوياً لاعطاء الأولوية لكافة الملفات التفاوضية التي تلبي احتياجات الدول النامية والأقل نموا. واضاف قابيل الي أن مصر ستبذل قصاري جهودها للعمل علي تحقيق نتائج اجتماعات المجموعة العربية بالمنظمة والدفاع عن مصالح الدول العربية في إطار منظمة التجارة العالمية ودعا الوزير البعثات الدائمة للدول العربية في مقر منظمة التجارة العالمية بجنيف لاستمرار الجهد المشترك من أجل متابعة ماتم الاتفاق عليه من مواقف في البيان الصادر من وزراء التجارة العرب والموجة إلي المؤتمر الوزاري الحادي عشر لمنظمة التجارة العالمية.