حالة الحزن بين الإخوة الأقباط كانت شديدة سواء أمام المستشفي القبطي أو الكاتدرائية بالعباسية علي فراق من لقوا مصرعهم.. لكن ما خفف من حجم المعاناة تواجد عدد لا بأس به من المسلمين لمشاركة إخوانهم المسيحيين في مصابهم وتقديم واجب العزاء لتكون الوحدة الوطنية حاضرة بقوة رغم أنف الحاقدين وهواة الصيد في الماء العكر. تجمع المئات من المسيحيين والمسلمين أمام الكاتدرائية حيث اختلطت دموع عنصري الأمة في وداع ضحايا الأحد الأسود. تعالي الصراخ والعويل من أهالي الضحايا أمام المستشفي وسط ترديد الترانيم والتراتيل المقدسة حيث اختلطت مشاعر الحزن والأسي الذي خيم علي وجوه الحاضرين الذين تجمعوا بالمئات لتقديم التعازي إلي أسر الضحايا. وخلال هذه الأحداث المتضاربة وقعت بعض بعض المشاحنات والمشاجرات حيث حاول بعض المندسين اشعال الموقف بين المتواجدين بصورة مستفزة في حين انتشرت السيارات المحترقة بواسطة بعض البلطجية علي جانبي شارع رمسيس. أحضر أهالي الضحايا النعوش التي سيحملون فيها ذويهم حيث أعدوا 17 نعشاً مما زاد الموقف الإنساني لتتعالي الصرخات التي دوت بقوة ولم يستطع أحد تمالك نفسه وذرفت الدموع من أعين الجميع بسبب هذه المشاهد الأليمة. توجهت مسيرة كبري نظمها بعض الأقباط إلي الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية من أجل تشييع الجنازة وحضور مراسم الصلاة عليهم مما أدي إلي ازدحام الكاتدرائية بأعداد غفيرة لتوديع الضحايا. يؤكد حنا جمال وسامية جرجس أن ما حدث لم نصدقه حتي الآن لأن مسيرتنا خرجت للتعبير عن الغضب سلمياً ولكن تدخل بعض البلطجية الذين أثاروا الذعر بين المتظاهرين وأحالها ناراً مما أدي إلي اختلاط الأمر علينا وعدم معرفتنا من الجاني ومن المجني عليه. أما صابر عطية وفايزة شوقي وإيهاب فهمي فقالوا: لقد كان مشهد الجثث الملقاة علي الأرض في أماكن متعددة بمنطقة ماسبيرو مرعباً لدرجة أننا تمنينا لو أننا لم نشارك في المسيرة التي جاءت بالخراب علينا جميعاً فالخاسر مصر ولا فرق بين مسلم ومسيحي. علي الجانب الآخر شهدت معظم الكنائس بالقاهرة هدوءاً تاماً بعد أن تم تأمينها بعدد كبير من قوات الأمن المركزي وسيارات الشرطة التي وقفت علي الأبواب الرئيسية لهذه الكنائس.. كما أغلقت بعض الكنائس بشبرا وإمبابة أبوابها بعد الصلاة مباشرة خوفاً من وقوع أي أحداث جديدة بها.