ليس أمام الإرهابيين الآن سوي هذا الطريق بعد أن باتت حيلهم ومؤامراتهم عاجزة عن مواجهة رجال القوات المسلحة والشرطة!! يستهدفون المدنيين العزل لقتلهم؟! ويا ليتهم مدنيون عاديون.. بل إنهم عباد الله المسلمين القانتين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة بالعريش!! عمل إجرامي لا ينم عن رجولة أو نخوة.. بل عمل جبان يدل علي أن مرتكبيه ومنفذيه ومن خططوا له ومموليه نزعت من قلوبهم كل عوامل الإنسانية فلم يجدوا أمامهم إلا عباد الله الذين يقيمون شعيرتهم الدينية الأسبوعية لينفذوا فيهم تلك الجريمة الدنيئة!! لو كان لهؤلاء الإرهابيين عقل يحمل قدرا ولا ضئيلاً من التفكير.. فهل سألوا أنفسهم سؤالا بسيطا: لماذا نستهدف المسلمين وهم يؤدون صلاتهم؟! هل عملهم هذا وراءه خلفية دينية يبررون بها جريمتهم أمام الله؟! أم أنه فراغ النفس واليأس المحبط الذي دفعهم إلي ارتكاب هذا العمل الشيطاني؟! هل يعلن تنظيم بيت المقدس.. أو تنظيم داعش.. أو أية تنظيمات إرهابية أخري التي ترتكب جرائمها تحت عباءة الإسلام مسئوليته عن قتل عباد الله الخاشعين لربهم؟!.. هل سيكون هذا العمل الدنئ مصدر اعتزاز لفخرهم يزهون به أمام العالم ويدعون البطولة لإقدامهم علي ارتكابه؟! انتظروا ليكتمل عدد المصابين عند بدء الخطبة في مسجد الروضة بالعريش وقامت مجموعة مسلحة من الإرهابين تضم 15 منهم كانوا يستقلون سيارتين ثم تركوا السيارتين علي بعد 150 مترا من المسجد ووصلوا إليه مترجلين ثم اقتحموه وألقوا بالعبوات الناسفة بين المصلين وأطلقوا وابلاً من النيران عليهم بشكل مباشر. ولم يكتفوا بذلك بل انهم أطلقوا النيران علي الفارين من المذبحة. ثم أشعلوا النيران في السيارات المتواجدة حول المسجد. امتلأ صحن المسجد بجثث الشهداء الذين كان بينهم رجال كبار وشباب وأطفال فبلغ عدد الشهداء 235 شهيدا و109 مصابين كانت إصابتهم في الرأس والرقبة والصدر وكان بين الشهداء والمصابين أسر كاملة. اهتزت الدنيا بأسرها لهذا العمل الإجرامي المفجع. وأدانته وشجبته كل الدول شرقا وغربا.. وأعلن رؤساء الدول استنكارهم له. وأكدوا أنهم يقفون مع مصر في هذا الحادث الجلل.. وأدانه مجلس الأمن.. وكل المنظمات العالمية.. ونكست مصر أعلامها.. كما أدانه رؤساء الكنائس العالمية. وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعًا مع الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع ومجدي عبدالغفار وزير الداخلية والوزير خالد فوزي رئيس المخابرات العامة.. وشدد الرئيس علي ضرورة بذل أقصي جهد من جميع الجهات المعنية للقبض علي مرتكبي تلك الجريمة البشعة. وقال الرئيس إن ثقته في أن مصر قادرة علي الانتصار في الحرب ضد الإرهاب واجتثاثه تمامًا من جذوره بفضل صمود شعبها وتضحياته. وأكد أن حادث تفجير مسجد الروضة بالعريش لن يزيدنا إلا إصرارًا ووحدة لمكافحة الإرهاب.. وستقوم القوات المسلحة والشرطة المدنية بالثأر لشهدائنا واستعادة الأمن والاستقرار بمنتهي القوة خلال الفترة المقبلة. كانت قوات الجيش والشرطة قد قضت علي الإرهابيين في أهم المناطق التي يتخذونها مرتعًا لهم وضيقت عليهم الخناق في سيناء وقبل ثلاثة أيام دمرت 10 سيارات دفع رباعي في المدخل الغربي لمصر علي الحدود مع ليبيا وقتلتهم واستولت علي أسلحتهم ولم يعد لهم منفذ يسلكونه إلا بالانتقام من المصلين فوجهوا حقدهم إليهم في مسجد الروضة وقتلوا المصابين فيه.. فهم شهداء عند الله لأنهم قتلوا وهم في بيت الله. بدأت عملية القصاص لشهدائنا.. أفادت فضائية "سكاي نيوز" في نبأ لها عن مصدر أمني أن 30 عنصرًا من العناصر الإرهابية قتلوا في حملة مداهمات بقرية الريسان وسط سيناء. هذا الحادث الإرهابي يؤكد لنا أننا كما أحكمنا الأمن علي كل الكنائس في مصر يجب أن نحكم الأمن علي المساجد التي تكون عرضة للإرهابيين وهي المساجد القائمة بشمال سيناء.. فالإرهاب لا دين له ولا يفرق بين مسجد وكنيسة. رحم الله شهداءنا.. شهداء مصر الأبرار.. وصبرًا وعزاء لأسرهم الذين فجعوا بعملية الغدر الإرهابية في مسجد الروضة.