معهد القلب القومي أقدم صرح طبي متخصص في علاج قلوب المصريين حيث أنشئ عام 1966 وتم تجديده عام 1988 ومؤخراً وصلت ميزانيته 30 مليون جنيه بعد تجديده منذ عدة أشهر.. فبالرغم من انفاق كل هذه الملايين وتطويره وتحديثه من الداخل إلا أنه للأسف تطوير شكلي فقط لكن يظل المضمون صفراً.. وهذا ما جاء علي لسان المرضي الذين أكدوا أنهم يعانون من الزحام والطوابير أمام العيادات الخارجية وتأجيل العمليات الجراحية لعدة أشهر الأمر الذي يتسبب في موت كثير من المرضي.. بالإضافة إلي المعاملة والخدمة السيئة من طاقم التمريض علاوة علي النقص الحاد في المستلزمات الطبية اللازمة لاجراء العمليات الجراحية علاوة علي مادة الصبغة اللازمة لاجراء الاشاعات والموجات الصوتية وغيرها.. هذا فضلاً عن ارتفاع أسعار الأشعة والتحاليل الأمر الذي يتطلب تدخلاً سريعاً من وزير الصحة لتصحيح تلك الأوضاع المتردية في معهد القلب القومي. يقول أحمد مرعي أحد المرضي المترددين علي المعهد هناك شكوي متكررة تتردد علي ألسنة معظم الوافدين إلي المعهد وهي تزاحم المرضي بالطوابير علي العيادات الخارجية وشباك حجز التذاكر فلا يوجد سوي شباك واحد فقط وسط هذا الكم من المرضي الذي يترددون علي المكان ولا يحصل بعض المرضي علي الخدمة الطبية المرجوة من المعهد بالإضافة إلي أن ثمن الأشعة العادية 70 جنيهاً والموجات الصوتية 85 جنيهاً وكشف دخول المستشفي 10 جنيهات علي الرغم من أن المعهد تابع للمستشفيات ومن الطبيعي أن تكون الأسعار أقل من ذلك لكن إدارة المستشفي وضعت تسعيرة لكل خدمة وهذا الأمر يحتاج تدخلاً من وزير الصحة!! تقول دينا راشد "25 سنة": حضرت للمعهد لعمل موجات صوتية علي القلب كاجراء لدخولي غرفة العمليات للولادة حيث انني انتظرت أكثر من ساعة لاجراء الأشعة بعد معاناة حيث ان طاقم التمريض يتعامل بصورة سيئة مع المترددين علي المعهد بالإضافة إلي المجاملات الصارخة والفوضي السائدة. تقول عبير عادل "28 سنة" حضرت بابنتي مريم 8 شهور لعمل أشعة علي القلب لأنها تعاني من وجود ثقب بالقلب منذ ولادتها وللأسف هذه المرة الثالثة احضر للمعهد حيث حضرت مرتين ولم أقم بعمل الأشعة بسبب الحجج الواهية رغم أنني حضرت منذ الصباح الباكر ولم اغادر المعهد سوي الساعة الواحدة ظهراً وفي النهاية قاموا بعمل الأشعة ولكن بعد أن ذقت الأمرين.. ولكن ما باليد حيلة حيث تصل قيمة الأشعة بالخارج حوالي 200 جنيه. يقول العربي عبدالعال محام: النظام بالمعهد بعد تطويره أفضل.. فالأمور هنا تسير بسهولة ويسر ولكن الزحام وطوابير الانتظار لاجراء الجراحات هي الأزمة واعتقد أنها أزمة تعاني منها جميع المستشفيات الحكومية.. حيث حضرت بابني 12 سنة لأنه مصاب بقصور في الشريان التاجي وثقب ويحتاج إلي جراحة وقسطرة وحصلت علي موعد بعد 3 شهور وهذا الوقت بعيد جداً وأخشي علي ابني من تدهور حالته والتمس من المسئولين تقديم موعد الجراحة حرصاً علي حياته. تقول هند شديد 30 سنة: حضرت من قليوب بابنتي "ريتال" وعمرها سنة و4 شهور ومازلنا نعاني من عدم تنظيم الدخول لاجراء الأشعة لأن الأعداد كبيرة جداً والأجهزة محدودة لذلك نضطر المكوث فترة طويلة في انتظار الدور. تقول نعيمة ابراهيم ربة منزل: ابني الوحيد كان يحتاج أشعة مقطعية علي الشريان التاجي لاصابته بجلطة بالقلب والرئة أدت لاصابته بشلل وعرفنا أن سعرها 1250 جنيهاً وللأسف غير متوفرة فماذا نفعل؟! محسن عبدالملاك "موظف": المعهد من الخارج حاجة تفرح.. لكن من الداخل الرعاية الطبية غير متوفرة.. والمستلزمات الطبية بها عجز شديد.. والطوابير بالمئات. تقول روما أمان رزق الله "65 سنة": احتاج إلي اجراء قسطرة وتركيب دعامة وبالونة وحضرت إلي المستشفي للكشف وقدمت جميع الأوراق اللازمة التي تحتوي علي حالتي الصحية وقاموا بتحديد موعد العملية يوم 23 أكتوبر وحضرت إلي المعهد لاجراء العملية.. لكن للأسف حتي الآن مازلت في الانتظار حيث قاموا بتأجيل العملية إلي يوم 6 نوفبر القادم والله يعلم هل سيتم اجراء العملية في هذا اليوم.. أمم سيتم تأجيله مرة أخري مشيرة إلي أنهم في كل مرة تكون حجتهم نقص المعدات والأجهزة داخل غرفة العمليات وهذا لا يصح أن يحدث في أكبر صرح طبي متخصص في القلب. تقول ايمان محمد "ربة منزل": الأمور كلها تسير علي هوي الموظفين عن طريق المجاملات.. ولا يستطيع أحد أن يعترض.. ومن يملك نقوداً أو واسطة نفتح له غرفة العمليات.. أما البسطاء فلا عزاء لهم. يقول محمد حسني موظف: المعهد أصبح أكثر تنظيماً وتطويراً من حيث الشكل ولكن ليس التطوير مقصود آمنة تجديد المكان أو الأدوات أو الأجهزة أو دهانات إنما المقصود من التحديث هو امكانيات طاقم التمريض واعطاء دورات لهم لكيفية التعامل مع المرضي بالإضافة إلي أن قوائم الانتظار للعمليات تمتد لعدة أشهر مما يؤدي إلي تفاقم الحالة ودخولها في مضاعفات خطيرة.. وربما الوفاة.