لم يكن يتوقع أحد ان فى خلال شهر واحد أن يحدث هذا التغيير والتجديد فى معهد القلب بامبابة الذى اذهل المرضى ودب داخلهم امل وفرح واحساس الشفاء لعلمهم بانشاء المبنى الثالث التابع لمعهد القلب فى ارض مطار امبابة استكمالا للعيادات الخارجية لتستوعب الاعداد الهائلة التى تتوافد على معهد القلب القومى يوميا من جميع محافظات مصر المختلفة. على الرغم من اختلاف الاسماء الا ان معهد القلب القومى مثله مثل المستشفيات الحكومية يستقبل طوابير من المرضى التى لا تستطيع الدخول الا بعد وضع اسمائهم فى قائمة الانتظار ، لأنه يعتبرالصرح الطبى الاقدم والاهم فى تخصص جراحة القلب بمصر منذ انشائه عام 1966 فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، وأشرف على بنائه الدكتور حسونة السبع ، وكان يطلق عليه اسم "معهد جراحة القلب والصدر" ويتكون من ثلاثة ادوار فى المبنى الاول ، اما المبنى الثانى الملحق المكون من ستة ادوار فتم افتتاحه عام 1988 فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك . وفى جولة ل «الأهرام» داخل معهد القلب القومى بامبابة لاستطلاع آراء المرضى الوافدين من كل المحافظات فى البداية رأينا ملامح التجديد والتطوير فى المبنى الخارجى ، وايضا من الداخل ، والاهم هو اختفاء طوابير الانتظار التى كانت تمتلىء بها الشوارع الجانبية وتزحم الشوارع الرئيسية . عند دخولنا المعهد وجدنا أماكن انتظار مخصصة للمرضى ، ويتم تنظيم دورهم بالارقام الالكترونية لتحديد دور كل واحد منهم لمنع اى مشاجرات او اشتباكات من اجل أسبقية الدخول. وبالتحدث مع احدى المريضات وتدعى اسمهان زينهم من المنوفية تبلغ من العمر 45 عاما تقول انها منذ فترة تتردد على معهد القلب لمتابعة حالتها الصحية واجراء قسطرة وتحديد اجراء عملية جراحية فى القلب وكانت تعانى اشد المعاناه اثناء تواجدها فى معهد القلب من شدة الزحام وتكدس المرضى وكانت تحمل هم هذا اليوم ، وأضافت : كان لابد أن نحضر لمصر للحجز قبل العرض على الطبيب لان قوائم الانتظار بالشهور وكانت هذه من اهم المشكلات التى تواجه جميع المرضى وهى رحلة المعاناه و"وجع القلب" لمعهد القلب ولكن الحمد لله الآن بعد التطوير اصبحت العملية اكثر تنظيما لدرجة ان المرضى يسجلون البيانات ومنها وسيلة الاتصال حتى يقوم موظفو المعهد بالاتصال بنا وتحديد الموعد المناسب ، وتضيف ان اى مشكلة كنا نعانيها حلها النظام والضمير والارادة فى الاصلاح وذلك على الجانبين من الحكومة والمرضى حتى تعود منظومة العمل السليمة . وعلى الجانب الاخر يشكو الحاج فتحى سالم 65 عاما مريض بانسداد فى شرايين القلب من ما كان عليه معهد القلب من عدم تنظيم ويشير الى ان التطوير ليس تجديد مكان او ادوات واجهزة لكن لابد من تحديث فى امكانيات الاطباء وفريق التمريض وكيفية التعامل مع المرضى كل على حسب حالته وان المرضى ليس لهم اى يد فى هذه الزيادة ولكنهم ايضا يعانون من عدم وجود بديل اخر فى محافظاتهم يرعاهم ويجد لهم الحل. اما الدكتور محمد عبد العزيز المدير السابق لمعهد القلب القومى فيقول انه اثناء جولة رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب رأى الزحام الشديد من المرضى الوافدين من جميع محافظاتالقاهرة الكبرى ومحافظات الجمهورية حيث كانت هذه المشكلة الرئيسية التى نعانى منها لان المعهد يعالج 80% من المرضى مجانا وتأمين صحى وقرارات علاج على نفقة الدولة والعلاج المجانى فى العيادات الخارجية التى تستقبل ألف حالة يوميا ولما ضاقت العيادات الخارجية تم نقل وتوزيع المرضى على مستشفيات اخرى حتى عادت الاضواء لتتسلط على معهد القلب مرة اخرى بعد زيارة رئيس الوزراء ليتم التجديد على عدة مراحل ولقد انتهت المرحلة الاولى فى شهر تقريبا . وأضاف أن ميزانية المعهد 30 مليون جنيه سنويا مقسمة الى 18 مليونا من الحكومة و 12 مليونا من تبرعات اهل الخير ولكن للاسف هذه الميزانية لا تكفى اعداد المرضى المتزايدة وطالبنا بزيادة للعلاج المجانى من 30 مليونا ليصل الى 46 مليونا لسد احتياجات المعهد والمرضى فنحن لدينا الامكانيات والاجهزة والمعدات والادوية ولكن المشكلة فى الموارد البشرية والميزانية . ولقد صرح الدكتور عادل العدوى وزير الصحة بأنه سيتم افتتاح فرع جديد لمعهد القلب القومى بارض مطار امبابة مشيرا الى انه من المقرر الانتهاء منه فى شهر نوفمبر القادم ليبدأ فى استقبال المرضى وتقديم الخدمات لهم واضاف فى تصريحات صحفية انه سيتم التنسيق مع معهد القلب القومى لنقل اصحاب الكفاءة والخبرة من اطباء القلب الى الفرع الجديد بالاضافة الى تدريب عدد جديد من الاطباء لسد العجز ، واشار الى ان المبنى الجديد سيضم عيادات خارجية تضم 15 عيادة طبية للقضاء على الازدحام كما يشمل المبنى غرفتى قسطرة قلبية وغرفة عمليات قلب مفتوح وعدد 12 سرير رعاية مركزة و12 سرير رعاية متوسطة . واكد استمرار اعمال التطوير بمعهد القلب القومى على عدة مراحل بواسطة الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة لاعادة تأهيل البنية التحتية لأقسام الطوارئ والاستقبال والعيادات الخارجية ولقد تم انتهاء المرحلة الاولى من التطوير فى شهر يوليو الماضى وجار اعمال تطوير المعهد.