ارتدينا الملابس المستوردة بعد أن كنا نحصل علي الفول والرابسو بالطابور مر 44 عاماً علي نصر السادس من أكتوبر العاشر من رمضان الذي تحقق في معركة العزة والكرامة ليس للمصريين فقط ولكن لكل العرب ذلك النصر الذي أدهش العالم أجمع وغير كافة المفاهيم العسكرية ومازالت بعض المدارس والإكاديميات العالمية والدولية تدرَس ما حدث في ذلك اليوم العظيم خاصة وأنه انتصار شعب قرر بالعزيمة والإرادة أن ينتصر وأن يثأر لكرامته وشهدائه في الحرب التي حدثت عام 1967 ومُني فيها الشعب وليس الجيش وحده بنكسة هب بعدها ليعد العدة كي ينتصر وما هي إلا شهور ودخلنا في حرب الاستنزاف التي ذاق فيها العدو الإسرائيلي الويل من عمليات رجالنا الفدائية وفي نفس التوقيت كان قادة بلادنا يعدون العدة للضربة القاضية وتحقيق العبور العظيم واقتحام خط بارليف الذي عوّّّل عليه الصهاينة لحمايتهم وكان القرار الشجاع للرئيس البطل الشهيد محمد أنور السادات بتنويع مصادر السلاح وعدم التركيز علي كتلة بعينها. * تحقق النصر بقوة وعزيمة المقاتل المصري ابتداء من القائد الأعلي للقوات المسلحة قائد البلاد وقادة الجيوش والأسلحة جميعا الذين تمنوا الشهادة مقابل النصر هانت عليهم أرواحهم فكانوا في مقدمة الصفوف مع رجالهم.. كان وبحق ملحمة لن تكفي ما تنتجه مصانع الورق لعدة شهور لسردها ولكنها ستبقي إلي يوم الدين شاهدا علي عظمة وقوة وجسارة الشعب المصري ممثلاً في جيشه وشعبه. لماذا مصر؟ * لم تكن مصر هدفا لحرب الغدر في 1967 إلا لأنها مصر القوية التي تقف حجر عثرة في وجه من يحاولون النيل من أمتنا العربية والمحاولات الدائمة لتقسيمها حتي يمكن السيطرة عليها ونهب ثرواتها فخطط محور الشر لضرب مصر وإفقادها قوتها حتي يتمكنوا من تحقيق أهدافهم الدنيئة ولم تكن ملحمة 56 قد غابت عن أعينهم ولا شجاعة الجيش المصري الذي ذهب إلي اليمن للحفاظ علي وحدته وكانت الجائزة الكبري التي يسعي محور الشر للفوز بها هي فلسطين لتكون وطنا لليهود ولكن تحطمت كل هذه الأحلام وأبي الشعب المصري علي نفسه الهزيمة وانتفض يدافع عن أرضه وعرضه وواصل رجال القوات المسلحة أبناء الشعب من مختلف الطبقات الليل بالنهار حتي تحقق النصر لتتحرر أرضنا المحتلة ونطهرها من دنس اليهود وكان الشعب هو البطل الذي تحمل نفقات الحرب وربط الحزام وقدم فلذات أكباده من أجل عزة وكرامة الوطن. الفول والرابسو بالطابور * نعم ربط الشعب المصري الحزام وتحمل بصبر وجلد فاتورة الحرب التي خاضتها مصر من أجل العزة والكرامة فكانت معظم السلع الأساسية يتحصل عليها المواطنون من خلال الجمعيات التعاونية الاستهلاكية فالمسلي والزيت والسكر والشاي والصابون والعدس والفول والفراخ والأسماك واللحوم بالطابور والكيروسين بموجب كوبون يشبه ورقة البوستة نعم والخبز بالطابور وكان لونه قاتما وقطره 10 سنتيمترات وسعره خمسة مليمات وكان مرتب الموظف 12 جنيها.. نعم تحمل الشعب المصري حتي ينتصر ويجهض جميع مؤامرات محور الشر من الغرب والصهاينة وتحقق النصر. ما أشبه اليوم بالبارحة * كل مليون سنة والشعب المصري بألف خير يحتفل من جيل إلي جيل بنصر أكتوبر الذي هز العالم وغيّر استراتيجياته العسكرية.. ولكن لأبد أن نفكر هل هناك صلة بما يحدث علي أرض الواقع في مصر وما حدث من قبل وأدي إلي النكسة ومن بعدها حقق الشعب الانتصار الكبير.. نعم ما أشبه اليوم بالبارحة حيث باغتنا محور الشر في 1967بحرب كنا لا تتوقع أن نكون طرفا فيها ولكن هم أرادوا هزيمة وكسر أكبر دولة عربية ولِمَ لا وهي التي حركت وساندت جميع الحركات التحررية في أفريقيا وعدد من البلدان الآسيوية وكانت سبباً رئيسياً في جلاء المحتل من الانجليز والفرنسيين والإيطاليين وغيرهم عن تلك الدول التي نالت كامل حريتها واستقلالها فتربصوا بنا بمساعدة بعض العناصر المصرية المدعين للثقافة والذين شككوا وقتها في قدرات جيشنا.. نعم استغلوا هؤلاء الحنجوريين ومحترفي اعتلاء المنصات لدرجة أن بعضهم ترك مصر وانطلق يهاجمها من أبواق الإذاعات والمحطات التليفزيونية في الخارج سواء من دول عربية أو أجنبية وكان هدفهم إضعاف عزيمتنا وخفض روحنا المعنوية وإصابتنا بالإحباط ولكن هيهات فإن للجينات المصرية خصائصها منذ أجدادنا الفراعنة لا تقبل الهزيمة مهما كان الثمن. * لماذا نقول ما أشبه اليوم بالبارحة.. ألا نري أن ما يحدث حولنا الآن والمحاولات المستميتة من قوي الشر الغربية ومن نجحوا في استقطابهم من بعض الحكام العرب ضعاف النفوس ومن استطاعوا استئجارهم من المصريين عبدة الدولار لإسقاط مصر حتي يتمكنوا من تقسيم المنطقة بدعوي الشرق الأوسط الكبير ونهب ثرواته ولكن هذه المرة بآليات واساليب جديدة ولكن الهدف واحد وهو نفاذ المحتل إلينا وهذه المرة يرتدي ثياب الواعظين بحجة أنه يحافظ علي حقوق الانسان وحماية الأقليات وتأمين عمل منظمات المجتمع المدني وغير ذلك من المسميات التي يطلقونها من حين إلي آخر لكن الهدف واحد وهو اشاعة الفوضي وتأجيج المشاعر وإشعال الفتن والصراعات في المنطقة العربية في نفس الوقت الذي يغمضون فيه أعينهم ويسدون آذانهم عما يحدث في الكثير من مناطق العالم من قتل وتدمير لشعوب بأكملها مثل الروهينجا علي سبيل المثال ولكن تلك المناطق ليس فيها ما يمكن أن ينهبوه فقرروا أن يكونوا صما وعميا وبكما وكالعادة نجحوا في تجنيد بعض ضعاف النفوس من عشاق الدولار أو هؤلاء الذين كانوا يطمعون في مناصب ولم يتحصلوا عليها منذ دولة الرئيس الأسبق حسني مبارك وحتي الآن ليكونوا أذرعهم التي ينفذون بها ذلك ولكن الله غالب علي أمره ويبقي جيش مصر ورجاله وشرطته وكل أبناء الشعب المصري العظيم صامدين يتصدون لهؤلاء حتي تفشل كل مخططاتهم. نعم مصر قوية وستبقي صامدة بشعبها * لقد أكد الجيش المصري الذي حقق الانتصار في 1973 للعالم أنه درع الشعب وسيفه نعم الدرع والسيف فعندما شعر أبناء القوات المسلحة أن الشعب يناشدهم المؤازرة للخلاص من حكم الإخوان وأذنابهم من الفصائل الأخري الذين خرجوا علينا من الجحور كالأفاعي بعد 25 يناير وظنوا أنهم اختطفوا الوطن قرر رجال الجيش تنفيذ القسم الذي أقسموا به يوم تخرجهم في الكلية الحربية وهو صون مقدسات الوطن والحفاظ علي أراضيه والتصدي لكل من يحاول النيل منه أو الاعتداء علي المواطنين هذا هو المعني الحقيقي للقسم الذي يختتمونه بأن أرواحهم فداء لمصر وشعبها.. خرج رجال القوات المسلحة لحماية الشعب وتأمينه بعد أن خرج الملايين للشوارع للمطالبة بإزاحة الإخوان ومن عاونهم في سدة الحكم لتحيا مصر عزيزة أبية لا يدبر مصالحها ويدير شئونها إلا أولادها بفكر مصري دونما تدخل من أي كيان آخر واحباط مخطط عودة الخلافة التي كانت تحاول تركيا وبمساعدة أمريكية وقطرية فرضها علي المنطقة في يوم النصر تحية للجيش المصري وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر. المصالحة الفلسطينية * بصراحة لا أعرف سببا لهجوم بعض الأبواق وحاملي الأقلام علي جهود مصر في إتمام المصالحة الفلسطينية وهم أنفسهم الذين كانوا يحملون المباخر لقطر حينما كانت تنوي عمل مصالحة فلسطينية وقد شبت النار في قلوبهم لنجاح مصر في إعادة اللحمة الفلسطينية والمصالحة بين فتح وحماس وهؤلاء الذين يشككون الآن في حسن النوايا للطرفين هم أنفسهم الذين كانوا يدعون الله ويباركون مقدما وقت أن كان حمد بن جاسم قبل ابنه تميم يريد عقد هذه المصالحة ولكن الآن خرجوا علينا يريدون التقليل من شأن ما قامت به مصر وجهود بذلها رجال مخلصون بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي وأدارها بكفاءة الوزير خالد فوزي مدير المخابرات المصرية.. وأعلم جيدا كم من أيام لم ينم فيها فريق العمل في هذا الملف لا ليلا ولا نهارا والتزموا الصمت حتي إنهاء مهمتهم بنجاح ليستيقظ العالم وقد عادت حكومة الوفاق إلي غزة لدرجة أن هؤلاء الذين يشككون في هذه المصالحة لا يقل غيظهم عن الجانب الإسرائيلي الذي لم يكن يتمني ان تتم تلك المصالحة حتي يواصل بناء المستوطنات ونهب باقي الأراضي الفلسطينية واستكمال السيطرة علي الأقصي. * ألم أقل لكم ما أشبه اليوم بالبارحة.. ستبقي مصر هي الهدف لكل مستعمر وغادر لأنها مصر التي حباها الله بموقع متميز فهي بوابة افريقيا وقلب الأمة العربية ولكنها ستنتصر بإذن الله وقوة شعبها وستنقل إلي مصاف كبريات الدول في العالم وانظروا ما يحدث علي أرضها الآن من مشروعات تضمن حياة كريمة لأبنائها وللاجيال القادمة وكما قلت ربطنا الحزام قبل انتصار 1973 وبعدها حدثت الانفراجة وأكل الشعب مالذ وطاب من الأطعمة المستوردة وارتدي أفخم وأغلي الملابس من الماركات العالمية ودائما فإن بعد العسر يسراً والمهم ان نبقي علي قلب رجل واحد نثق في قيادتنا وقواتنا المسلحة وجميع مؤسسات الدولة المصرية.