في مثل هذه الأيام من كل عام تظلنا انتصارات أكتوبر المجيد. ورغم مرور 42 عاما علي حرب أكتوبر 1973. إلا أنها منحت المصريين دروسا لا تنتهي من الإصرار والعزيمة والرغبة في النجاح بما تحويه من أحداث مثيرة يحكيها لنا الآباء والأجداد ممن خاضوا هذه الحرب أو عاشوا وقتها. فكيف يري المصريون انتصار السادس من أكتوبر بعد مرور 42 عاما؟ وكيف نعيد مثل هذا النصر في وقتنا الحاضر؟ "عقيدتي" طرحت هذا التساؤل. وكانت هذه اللقاءات للإجابة عليه. في البداية يقول يسري ياسين- أحد المحاربين القدماء-: المصريون- وأنا واحد منهم- نري ان نصر أكتوبر هو استعادة للعزة والكرامة الوطنية وان هزيمة 67 كانت خارجة عن إرادتنا ولم نحارب فيها ولو حاربنا لانتصرنا لذا فهي رد اعتبار للجيش المصري العظيم والاهم من كل ذلك هو كسر الغطرسة والغرور الاسرائيلي ومحو أسطورة الجيش الذي لا يقهر. وقد أثبتنا للعالم كله ان الجيش المصري لديه العزيمة والإرادة لتحقيق النصر واسترداد الأرض والكرامة وأصبحت حرب 6 أكتوبر تُدرَّس في الأكاديميات العسكرية في العالم في إرادة الجندي المقاتل المصري في الاستعداد والتدريب في كيف ينتصر جيش في معركة كبري لتحرير الارض وجنوده صائمون ويهتفون الله اكبر الله اكبر لتهتز الارض تحت اقدام العدو الصهيوني ويتحقق النصر بإذن الله ولكي نعيد هذا النصر علينا بشئ واحد فقط هو استعادة روح أكتوبر بالعمل الجاد المستمر وتطوير الإنتاج وزيادته وان يكون الشعب علي قلب رجل واحد كما كان في حرب اكتوبر ننكر ذاتنا ونعلي من قدر وطننا بأن نعمل ونعمل لنحقق الرخاء لشعبنا. دول كبري وعظمي الآن دمرتها الحرب وقضت علي بنيتها التحتية والفوقية أيضا وخرجت من حروبها مهزومة مدحورة كألمانيا واليابان ودول شرق اوروبا هذه الدول كانت مهزومة وتم تدميرها تماما .بالعمل وحده وبالبحث العلمي ونسيان الهزيمة قامت هذه الدول وأصبحت قوي عظمي علميا وإنتاجيا وصناعيا غزت العالم بإنتاجها وعلمها وثقافتها فما بالك بدولة منتصرة وأسقطت أسطورة عسكرية طالما كان العالم يتغني بها علينا استحضار روح اكتوبر والعمل بنفس الروح لننهض ونحاول بجهدنا وتكاتفنا ان نطاول دول العالم الصناعية الكبري. استعادة الهوية مي محمد مجاهد- باحث قانوني بوزارة التربية والتعليم وعضو المجلس المصري للقيادات الشبابية ومؤسس مبادرة "جيشنا حامينا" تقول: اشعر اليوم في الذكري 42 لانتصار السادس من أكتوبر بعظيم الفخر والاعتزاز لأنني مواطنة مصرية انتمي لهذا الوطن احزن لحزنه وافرح لفرحه عبرت معه الهزيمة للانتصار وثرت معه ضد الظلم والظالمين. واشعر بالاعتزاز لانتمائي لهذا الشعب العظيم الذي سطرت دماؤه وعرقه تاريخه المشرف ما بين حروب وانتصارات وثورات علي مر التاريخ وقد استمدت منه أجيال تلك الفترة إحساسا بالعزة والانتماء التي كانت قد فقدتها في النكسة وما أشبه الليلة بالبارحة حيث تعيش مصر مرحلة مضطربة في تاريخها الحديث أفقدت الكثير منا هويته الوطنية وانتماءه وفي ظل هذه الظروف كان لزاما علينا ان نرد الجميل لمصرنا الحبيبة وبحق ترسيخا لمبدأ المواطنة وتفعيلا لانتمائنا لأرضها من خلال إعادة نشر الهوية المصرية والعربية المفقودة وإحياء مبدأ المواطنة خاصة بين أبنائنا في المدارس والجامعات ذلك النشء الذي لازال يتلمس خطاه حتي لا يقع فريسة سهلة في أيدي أفكار متطرفة أو جماعات متشددة تعود بالويلات علي الوطن و إحياء الأنشطة الطلابية بالمدارس ومراكز الشباب لتفعيل وجود بيئة جاذبة تعيد لهم هويتهم المفقودة وتضعهم علي الطريق السليم لخدمة مصرنا الحبيبة. معجزة ربانية تقول هدي الشناوي "بنت مصر" كما تحب أن يطلق عليها: مر علي نصر أكتوبر العظيم 42 عاما ومازلنا حتي الآن نتحدث عنه بكل فخر لأنه بمثابة عزة وكرامة ليس لمصر وحدها بل لكل الأمة العربية ولولا فضل الله علينا بهذا النصر العظيم لما خلد هذا النصر حتي هذا اليوم. .. هذه المعجزة الربانية كان سببها هو اتحادنا جميعا ضد العدو الغاشم عملا بقوله سبحانه "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". أمجاد الماضي أما آية عصام الدين مبارك- باحثة ماجستير علوم سياسية- فتقول: أعتقد أن المصريين لازالوا يعيشون علي أمجاد الماضي و حضارة السبعة آلاف سنة وانتصارات لم يحققوها في حاضرنا وتنسب لأجدادنا وآبائنا. فانتصار أكتوبر حدث منذ 42 عاما والسؤال هنا: ماذا حقق المصريون من انتصارات بعد الحرب؟ أري أن هذا العصر هو عصر الحرب الإلكترونية والحرب الصناعية عصر العلم و الاختراعات والاكتشافات الطبية. للأسف نحن نفكر بأمجاد وإنجازات الماضي أكثر من تفكيرنا بإنجازات حاضرنا ومستقبلنا ومصر ستحقق أكبر انتصارات إذا اهتم مسئوليها بالعلم والإنتاج و البعد عن الفساد بكل أشكاله واذا تم استغلال الموارد المتاحة افضل استغلال وكذلك الاستفادة من الكوادر الشبابية وقتها فقط ستكون مصر أم الدنيا. عدم النسيان يتدخل سمير عبد الحفيظ قائلا: حرب أكتوبر بعد مرور عدة سنين بالنسبة لي وأنا لم أعاصرها ولكني أدركت من أحاديث اقاربي الذين عاصروا تلك الفترة وتأثيرها و ما اوحت به العديد من الأعمال الدرامية التي صورت تلك الفترة ان هناك العديد من الرجال عملوا بالحديد والنار وقهروا المستحيل لكي نعيش الآن في امن وأمان رافعين رأسنا ونفتخر بما حققوه من إعجاز تتحدث عنه جميع الأكاديميات العسكرية ولا يجب ان ننسي الأبطال الذين حاربوا وصنعوا تلك المعجزة فهم من صنعوه ولا نتذكرهم فقط أيام الاحتفالات ونسقطهم باقي العام ويجب علينا ان نوثق جميع الأحداث التي جرت في الحرب حتي تكون مرجعا لمن يأتي بعدنا من الاجيال اللاحقة لنا وحتي يعلم العالم تلك المعجزة التي حققناها ويكون التوثيق في شكل لقاءات ومحاضرات واعمال سينمائية ودرامية حتي يتعلم الصغار الشباب وان يروا قدوة يقتدون بها بدلا من الأفلام الهابطة التي تعرض الآن. انتصارات متتالية يضيف محمد رضوان أحمد- معلم بالتربية والتعليم-: يري المصريون نصر أكتوبر بعد مرور 42 عاماً محوا لهزيمة 1967 أو النكسة كما اعتدنا القول كما يرانه المصريون ملحمة انتصروا فيها علي اليهود يتفاخرون بها كلما جاءت سيرتها كما يروه صورة جميلة تبرز قيمة الجندي المصري الذي تحدي كل الصعاب من أجل رفع راية بلده خفاقة عالية وشامخة ولكن لا يجب ان نكتفي فقط بالحديث والتغني عن هذا النصر الذي أبهر العالم ولكن ينبغي أيضا إعادة هذا النصر في وقتنا الحالي وذلك من خلال الإخلاص في العمل والجد والاجتهاد من أجل تحسين الاقتصاد المصري ليتعافي من وأزماته الوعي السياسي بمشكلات البلد واحتياجاتها وحسن اختيار ممثلي الشعب في مجلس النواب وإيجاد حوار مجتمعي بناء وفاعل لمناقشة ما يتم طرحه من قوانين حتي لا يصطدم الموظفون والمواطنين بأجهزة الدولة وإعطاء دور أكبر للشباب لتولي مناصب قيادية فهم جنود المستقبل وعلي أكتافهم تقام كل الإنجازات. إذا تمت كل هذه الأمور فنحن في انتصارات أكتو برية متتالية يفخر بها الجميع ويرون فيها علو وازدهار البلد. ميلاد جديد يؤكد علي موافي- موظف بوزارة العدل- أنه لم تنكسر أحلام المصريين المشروعة علي صخرة هزيمة يونيو 1967 ولم يعجز المصريون أمام ضعف العتاد العسكري وإنما كان التفكير دائما نحو البناء من جديد والذي كان حلماً أستغرق تحقيقه أياماً وسنين من حياة المصريين امتزجت بالقصص والعبرات التي يحكيها لنا التاريخ عن شعب أصر علي النجاح وحققه. فلم تكن مجرد حرب انتصرنا فيها علي العدو وإنما هي منهاج حياة نتذكره كلما حل بنا كل تحد جديد ففي يوم السادس من أكتوبر 1973 سجل الجيش المصري التاريخ بحروف من ذهب في صحائف من نور ليسجل الميلاد الجديد لمصر الكنانة وللأمة العربية جمعاء.