فقدت حركة الفنون الجميلة يوم الجمعة الماضي الفنان الكبير محمد حامد عويس عن 93 عاماً الذي فاز بجائزة الدولة التقديرية ثم جائزة "النيل" أكبر جوائز الدولة في الفنون منذ سنوات. استطاع الفنان منذ فترة مبكرة أن يدخل إلي فن الرسم بالألوان الجانب الصرحي والتذكاري "مونيمنتال" أي الإحساس أن اللوحة تصور عمائر ضخمة علي هيئة العناصر المرسومة.. هذا رغم أنه كان يعبر في موضوعاته عن الطبقات الكادحة. ممجداً العمل الإنساني اليدوي.. يتميز أسلوبه التصويري ببساطته وتماسك تكويناته. مع المزج بين منجزات الفنون الفرعونية القديمة والرؤية الحديثة للحياة المصرية المعاصرة. وقد اتجه في السنوات الأخيرة إلي معالجة الأحداث السياسية والاجتماعية بأسلوب يتجه ناحية الرمزية في تشكيل العناصر مع الاستمرار في طريقته الخاصة لإعطاء الإحساس بحجم الأشكال المرسومة واستدارتها. تخرج عام 1944 في مدرسة الفنون الجميلة العليا بالقاهرة بعد أن درس فن التصوير الزيتي ثم التحق لمدة عامين بالمعهد العالي للتربية الفنية للمعلمين بالقاهرة وفي عام 1947 شارك في تأسيس جماعة الفن المصري الحديث بالقاهرة. زار في رحلات فنية كلاً من: إيطاليا وفرنسا وبولندا وألمانياوإسبانيا وإنجلترا والنمسا والاتحاد السوفيتي والصين وغيرها. كما أقام لأعماله معارض خاصة في وارسو وبوزنان في بولندا وفي برلين ومدريد وبرشلونة. وقد أقام معرضاً مشتركاً مع الفنان جمال السجيني في متحف الأرميتاج بليننجراد. ثم انتقل المعرض إلي موسكو. شارك في معرض بينالي فينسيا ثلاث مرات وعدد من المعارض الدولية في نيودلهي وموسكو ومدريد وبرشلونة وباريس وبرلين وبراغ. حصل علي درجة الأستاذية في فن الرسم من أكاديمية "سان فرناندو" بمدريد "إسبانيا" عام 1969. كما حصل علي جائزة جوجنهايم عام 1956 وجائزة بينالي الإسكندرية مرتين عامي 1958. 1962 وجائزة الريادة في فن التصوير من جامعة المنيا وقد حصل علي منحة التفرغ للإنتاج الفني لمدة عام سنة 1958 ضمن أول تجربة لهذا النظام وقد عمل بتدريس فن التصوير الزيتي بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية حتي وصل إلي منصب العميد قبل إحالته إلي التقاعد عام 1979 ليعمل أستاذاً زائراً بنفس الكلية. صدر عن الفنان كتاب بالألمانية عن دار نشر الفنون في درسدن عام 1960 وكتب مقدمته المثال الألماني "فريتز كريمر" كما نشرت وزارة الإعلام والسياحة في إسبانيا كتاباً باللغتين العربية والإسبانية عام 1968 بقلم الناقد "كارلوس أريان" وقد طبعت بعض لوحاته كمستنسخات في ألمانياوإسبانيا ومصر. أعماله تقتنيها متاحف الفن المعاصر: في وارسو وبرلين ودرسدن. ومتاحف بوشكين بموسكو. والفنون الجميلة بالإسكندرية. وكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية والفن المصري الحديث بالقاهرة. وبالمجموعات الخاصة في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبولندا. ولقد استطاع الفنان أن يترك بصمة واضحة في تاريخ حركة الفنون الجميلة المصرية.