جاء مشروع "تكافل وكرامة" الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي لاستهداف الفئات المحرومة بالقري والنجوع المصرية. وتوفير حياة كريمة لهم وتقديم المساعدات المادية اللازمة لهم. ولإنصاف الفقراء والمحتاجين. جاء المشروع بمثابة الرحمة من سؤال الناس. وفي سوهاج المحافظة الأفقر جاء المشروع بمثابة الأمل والحلم. وكأنه رصاصة الرحمة التي ستقضي علي العوز. بدأت إرهاصاته الأولي في التطبيق بثلاثة مراكز نجح فيها. واعتبره الكثيرون هدية السيسي لأبناء سوهاج. ومن ثم تم تطبيقه في جميع مراكز وقري المحافظة. المؤسف أن بعض الموظفين بالشئون الاجتماعية بالمحافظة تاجروا بحقوق من يستحق لتصل إلي غير المستحق. غابت ضمائرهم وغابت معها الرقابة. ومن قبلها كانت المحسوبية والوساطة. فجاءت بعض الشكاوي والاستغاثات وبكاءات بالدموع من أسر فقيرة في محافظة هي الأفقر وفي حاجة ماسة وشديدة من الاستفادة من المشروع. "المساء" رصدت الواقع المؤلم والمرير. جانب من معاناة بعض فقراء محافظة سوهاج الأولي بالحصول علي تكافل وكرامة. قدموا كل الأوراق ليحصلوا علي معاش تكافل وكرامة ليكونوا من ضمن المستحقين للمعاش لكن البعض منهم أصيبوا بخيبة أمل كبيرة كما لو كانوا ليسوا من الفقراء. فالفقراء الذين في حاجة إليه ويستحقوه لم يحصلوا عليه.. لكن الأغنياء في الحقيقة وعلي الواقع بحسب بيانات أوراقهم صاروا فقراء فحصلوا علي المعاش. التقينا بعدد من أبناء سوهاج حيث قال السيد محمد راضي. إنه اشترط علي المستحق لمعاش التكافل أن يكون من غير القادرين علي العمل أو غير موظف وغير حائز لأراض زراعية. ولا يملك عقارات أو محلات تجارية. أي معدوم الدخل أو محدود. ولكن هناك من صرف هذا المعاش بسوهاج من أصحاب الأعمال والممتلكات وهناك من الموظفين من صرف المعاش!! أضاف خميس علي أن الموظفين بالشئون الاجتماعية بالمحافظة هم السبب في عدم صرف المعاش لمستحقيه فهم لا يتحققون من شخصية المتقدمين للحصول علي المعاش بل حسب أهوائهم الشخصية. فيما عبر عبده السيد بأخميم عن استيائه من القائمين علي المشروع وعدم تحري الحقيقة عن المستحقين للمعاش من عدمه. مشيراً إلي أن هناك من تم له استخراج كارت فيزا لصرف المعاش رغم حيازته لأراض زراعية وهناك من يمتلك عقارات. وتكرر ذلك في حالات مماثلة أخري بقري المحافظة. قال أحمد عبدالله أحد المواطنين: ليس لي مصدر رزق. ومستوفي جميع الشروط وتقدمت بجميع الأوراق المطلوبة للشئون الاجتماعية بالمحافظة للحصول علي معاش تكافل وكرامة. وحتي الآن لم يتم الصرف لي!!. أضاف إبراهيم ناجح. أنه في مكتب الشئون الاجتماعية قولوا له "الدفعة القادمة اسمك في الكشوف". شهور. وهو علي هذا الحال وطال انتظاره. وهو في انتظار الفرج!! واعتبر ناجي وليم. أن ما يحدث في مشروع "تكافل وكرامة" بسوهاج هو إهدار لملايين الجنيهات شهرياً. لأن عدداً ليس بالقليل يحصل علي معاش من تكافل وكرامة أي أنه يذهب إلي غير المستحقين ويجب أن يتم مراعاة ذلك من خلال لجنة تحقق علي أرض الواقع وتذهب وتستقصي علي الطبيعة إذا كان الشخص يستحق أم لا. نعم هناك من يستحق وتم صرف معاش له. لكن البعض استغل وتحايل ليحصل علي معاش. فيما تحدث أيمن السيد وخالد محمود وحسين ثابت ونصيف لمعي وعلياء عبدالمنعم وسيدة محسن. عن توقف بعض الفيز عن الصرف دون معرفة الأسباب. جاءوا إلينا لمساعدتهم وتوصيل أنينهم الموشك علي البكاء للمسئولين. وعندما سألنا مسئولي الشئون بسوهاج. أجابوا بأن وقف الفيز من القاهرة. ولا دخل لمديرية التضامن بالمحافظة في وقف الفيز مشيرين إلي أن دورهم بالشئون الاجتماعية هو مجرد فحص الأوراق واستلامها وتسليمها للقاهرة. والغريب أيضاً من إن أحد أبناء المحافظة من توقفت الفيزا الخاص به بحجة أنه يمتلك 3 مواشي بالرغم من أنه لا يعيش إلا في غرفة واحدة وليس لديه مصدر رزق عامل باليومية فأين المواشي؟؟!! كما طالب عدد من أهالي محافظة سوهاج بتشكيل لجنة لفحص من تقاضي معاش تكافل وكرامة بمراكز وقري المحافظة. مشيرين إلي أنه تم صرف المعاش لعدد كبير ممن لا يستحق الصرف. منهم من هو خارج البلاد وآخرون يمتلكون عقارات ومشروعات داخل المحافظة وخارجها. بينما لم يتم الصرف لعدد كبير من الأسر الفقيرة والتي لا تجد حتي قوت يومها. وما ينذر بخطورة الوضع ما جاء في بيان لمحافظة سوهاج بأن الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج أحال رئيس قسم الضمان بإحدي إدارات التضامن الاجتماعي إلي النيابة العامة واستبعاده من العمل لحين انتهاء التحقيقات. وذلك لقيامه بالاستيلاء علي 23 فيزا خاصة بمشروع الدعم النقدي تكافل وكرامة والتي تقدر المبالغ الموجودة بها ب 300 ألف جنيه عبارة عن مستحقات لمعدومي الدخل. قال المحافظ في البيان إنه تم التنسيق مع إحدي الجهات الرقابية وبالتحري عن الموظف المذكور تبين أنه تحايل علي المواطنين أصحاب الفيزات وأبلغهم بعدم ورود تلك الفيزات رغم ورودها بالفعل والتي بلغ عددها 23 فيزا خلال الفترة من عام 2015 حتي 18/6/2017 وتبلغ قيمتها حوالي 300 ألف جنيه حيث كشفت التحريات قيام الموظف المتهم باستخدام الفيزات التي قام بالاستيلاء عليها وصرف المبالغ الخاصة بها من أحد مكاتب البريد بالتعاون مع الموظف المسئول عن ماكينة الصرف والذي تم إحالته أيضاً إلي النيابة العامة. وأيضاً كشفت الأجهزة الأمنية بسوهاج عن قيام 11 موظفاً بالبلينا بالاستيلاء علي مبلغ 110 آلاف جنيه لأنفسهم من عدد 19 كارت ائتمان "فيزا" خاصة بمعاش تكافل وكرامة دون علم أصحابها علي فترات. من جهته أكد الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج أن برنامج كرامة وتكافل له بعد اجتماع مهم ورسالة بأن الدولة تؤمن بتوفير حياة كريمة للأسر وإنصاف الفئات الأكثر احتياجاً. والأولي بالرعاية. وذوي الاحتياجات الخاصة. وكخطوة في طريق تحقيق العدالة الاجتماعية. تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي. مشيراً إلي أنه تم تدشين عمل لجان المساءلة المجتمعية لبرنامج تكافل وكرامة بسوهاج. الجدير بالذكر أن محافطة سوهاج من أولي المحافظات التي استفادت من هذا المشروع حيث بلغ عدد المستفيدين 514 ألفاً 749 مستفيداً حتي الآن. أكدت الدكتورة بلقيس هجرس مسئول المشاركة والمساءلة المجتمعية لبرنامج "تكافل وكرامة" بوزارة التضامن الاجتماعي أن قرارات تلك اللجان ستكون فاعلة وليست صورية وهي بداية لتحقيق العدل والانصاف ووصول الدعم النقدي لمستحقيه ببرنامج "تكافل وكرامة". وذلك من خلال خطة عمل تم وضعها بتلك اللجان لمدة ثلاثة شهور كمرحلة أولي. يتم من خلالها تنقية كشوف المستحقين منذ بداية برنامج "تكافل وكرامة" وحتي آخر صرفية في شهر يونيو الماضي. وإعلان محافظة سوهاج خالية من أي مخالفات بالبرنامج.