فكرت كثيراً وقارنت بين كل الاختيارات ودائماً في النهاية لا أصل إلي قرار وأعود للحيرة الشديدة ثم أعاود التفكير مرة أخري وكأن مشكلتي لا حل لها. أنا فتاة عمري 22 سنة طالبة جامعية بالفرقة الأخيرة.. بدأت مشكلتي منذ سنتين عندما تقدم شاب طالباً الارتباط مني بدون سابق معرفة وترك لي أهلي حرية اتخاذ القرار وكانت نصيحتهم الوحيدة أنني مازلت صغيرة ولا داعي للاستعجال. تقابلنا أكثر من مرة في حضور الأهل ووجدت منه روحاً جميلة وتشجيعاً علي مواصلة الدراسة بل والعمل بعد التخرج إذا كان هذا اختياري وبصراحة كنت أميل للموافقة لكن عندما أخبرني أنه كتب كتابه من قبل ولم يوفق شعرت بالتراجع من داخلي. شعر هو بموقفي فأرسل لي رسالة طويلة جداً حكي فيها كل شيء وكيف كان يحبها وكيف انتهي الحب وسيطرت الخلافات والمشاكل وحدث الطلاق منذ 6 شهور وانقطعت علاقتهما تماماً ومستحيل ان يعود إليها سواء وافقت عليه أو رفضته. للمرة الثانية تتغير مشاعري ولاأعلم هل شعرت بالتعاطف معه أم اقتنعت بكلامه لكني أعلنت موافقتي وأخبرته في رسالة بموقفي النهائي وكانت فرحة غير عادية له وحضر إلي منزلنا وارتبطنا. كنت سعيدة أشعر بأنني حققت أمنية غالية بالارتباط من شاب مثقف ومتعلم قريب مني في العمر يحترمني ويحافظ علي كرامتي.. وكان قراري أن أسعده بقدر استطاعتي وأحاول تفادي الأخطاء التي وقع فيها غيري. لاحظ هو ذلك فنادراً جداً ما يسمع مني كلمة ولا حتي في وقت الخلاف لا أرفع صوتي أو أتكلم بأسلوب سيئ فقط ابتعد قليلاً وإن كنت مخطئة فلا مشكلة عندي في الاعتذار ونفس الشيء يفعله هو. وليس معني كلامي أنني كنت بلا شخصية أو تركته يتحكم في لكن كنا نناقش كل أمر لنصل إلي أفضل القرارات.. ورغم ذلك رفضت المشاكل أن تتركنا في حالنا أو فتح هو باب المشاكل علي آخره. حدث ذلك يوم ان اخبرني ان طليقته اتصلت به فسألته هل رد عليها ففوجئت به يتعصب عليَّ ويعلو صوته بطريقة غير معتادة وكأنني ارتكبت جريمة فسألته عن سر هذه العصبية فقال أي كلام. باختصار كان هذا الموقف نقطة تحول في علاقتنا التي أصبحت مجنونة لا تستقر دائماً خلافات ومشاكل وكأنه تحول لشخص آخر وبدأت ألاحظ غيابه وابتعاده فقررت فسخ الخطبة وطلبت منه ذلك ووافق. تخلي عني بكل سهولة. لم يدافع عن حبنا. لم يحاول تغيير موقفي.. جلس مع والدي وأنهي الحكاية.. بالطبع حزنت بشدة وندمت علي موافقتي من البداية وقررت تأجيل الارتباط وصرف النظر عن الحب. في آخر العام الدراسي السابق لاحظت نظرات اعجاب من زميل لي فتجاهلتها وتخرج هو من الجامعة وباق لي أنا السنة الأخيرة وفي منتصف الاجازة فوجئت به يتقدم لي ولكن ليست هذه المفاجأة الوحيدة فالأكثر غرابة هو ظهور خطيبي الأول من جديد ليطلب عودتي إليه مرة أخري ومنذ ذلك الوقت وأنا في حيرة كما بدأت رسالتي فهل تساعدني؟ م-ع- القاهرة من الصعب جداً أن أقوم الاختيار نيابة عنك أو أفكر بدلاً منك فأنت لا تختارين بين وظيفة أو سيارة أو حتي شقة أنت تختارين زوجك والد أولادك. شريك حياتك.. رفيق المشوار كله. نعم أعرف أنك كمن يصعب عليه الرؤية وسط الشبورة لكن الأمر مصيري بهذا الشكل لابد ان تتخذي موقفاً حاسماً بعد تفكير هادئ ومنظم. لا أقصد ان عليك الاختيار بين الشابين فربما يكون قرارك هو رفض الاثنين معاً فإذا كان رأي الأهل يوم ان تقدم لك خطيبك السابق أنك مازلت صغيرة فهذا الرأي مازال ناجحاً وصواباً إلي الآن فأنت بالفعل صغيرة ولست مرغمة علي الارتباط من الآن. معني كلامي أنك عليك تحديد موقفك واتجاه مشاعرك دون أي ضغوط وعن نفسي لا أقصد عودتك للشاب الأول.. أتكلم عن خطيبة السابق الذي اعبره هرب دون سبب وافتعل مشكلة دون مشكلة وكأنه يرتبط فقط من أجل الارتباط وهو في يقينه واثق أنه لن يكمل المشوار وإلا لماذا رحب مرتين الأولي بعد عقد قرانه والثانية بعد ارتباطه منك.. وواضح انه شاب مذبذب تماماً لا يعلم ماذا يريد أو يتسلي أو يتسرع في الاختيار وفي كل الأحوال تجربتك معه كافية ليست في حاجة لجولات جديدة خاصة وغالباً ان مصيرها الفشل. ممكن جداً ان يكون لك حظ أفضل مع زميل الأمس الذي اختارك من بين كل بنات الجامعة ولم يكتف بنظرات اعجاب أو مشاعر بل ورغم أنك تجاهلتيه أثبت صدق نيته واصراره علي الفوز بك وتقدم لك بشكل جاد وصريح وعليك تحديد موقفك وإعلانه للجميع. فقط فكري بهدوء وشاوري أهلك وهم بالتأكيد احرص الناس عليك وعلي مستقبلك ويتمنون لك الأفضل.. وهو في رأي الخاص أنه إن لم يكن لك أسباباً لرفض زميل الدراسة السابق فبإمكانك خوض تجربة جديدة معه. لديك عقل منظم وتفكرين بشكل جيد وتسعين بكل قوة لحياة محترمة هادئة وتفكرين في إسعاد الطرف الآخر مع سعادتك في لقطة بلا أنانية.. ومع حماس هذا الشاب وجديته ورغبته بالفوز بك أجد نفسي متحمساً لتجربة متوقع لها النجاح وبقوة بعيداً عن إعادة تجربة ثبت فشلها ولا جديد فيها ومادامت البدايات كما هي فغالباً النتائج لا تتغير.. فتوقفي عن الحيرة فأنت لست أمام فزورة عاطفية وكل شيء واضح وأنت بين خيارين لا ثالث لهما إما ان ترحبي بالشاب الذي تقدم لك أو ان تغلقي ملف الحب مؤقتاً وبعد التخرج ربما تتغير الظروف وتمنياتي لك بالتوفيق والاستقرار والنجاح.