قبل سبع سنوات من الآن. لم أكن أعرف الكثير عن التجربة الفيتنامية الفريدة في التنمية الاقتصادية. كل ما كنت أعرفه اسطورة الكفاح المسلح الشهيرة وغير المسبوقة التي قام بها الفيتناميون ضد الأمريكان حتي اجبروهم علي الرحيل عن بلادهم بعد ما سطروا بطولات نادرة نالت اعجاب العدو قبل الصديق. وعندما قال لنا الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار الأسبق ان التجربة الفيتنامية في التنمية جديرة بالدراسة والاستفادة منها في مصر. متوقعا ان تصبح فيتنام نمرا أسويا خلال سنوات قصيرة. كنا نري في حديثه بعض المبالغة. وفي الربع الثالث من 2010. فاجأنا "محيي الدين" بترتيب زيادة لعدد من الصحفيين الاقتصاديين إلي فيتنام للتعرف علي هذه التجربة عن قرب. في هانوي قابلنا العديد من مسئولي الحكومة في مختلف القطاعات. زرنا مصانع ومؤسسات عامة وخاصة. وفي سايجون العاصمة الجنوبية كان الجانب السياحي الأكثر بروزا علي الساحة. والفيتناميون يتفنون في جذب السائحين سواء من خلال الطبيعة الخلابة للبلاد أو من خلال التعرف علي اثار حربهم الشهيرة ضد الامريكان ومن قبلهم الفرنسيون. والتي مازالت اثارها ماثلة للعيان من خلال المتاحف الحربية والخنادق التي حفروها تحت الأرض ومازالت موجودة يشاهدها ملايين السائحين سنويا. التجربة الفيتنامية حافلة بالدروس لمن يهمه الأمر. ويمكن ان نستفيد من هذه الدروس خاصة بعد زيارة الرئيس السيسي إلي هانوي كأول رئيس مصري يزور هذه الدولة صاحبة التاريخ العريق دروس في مجال التعليم حيث اتبعت فيتنام سياسة تعليمية ناجحة انفقت عليها أكثر من 7% من الناتج المحلي الاجمالي ليتحول الشباب المتعلم المدرب إلي ثروة قومية. في النمو حيث حققت معدلات تنمية تراوحت بين 7% و8% سنويا مما أدي إلي تراجع كبير في معدل الفقر وتحولت من دولة منخفضة الدخل إلي دولة متوسطة الدخل. في مجال البطالة. حيث انخفض المعدل إلي 3.5% محتلة الترتيب 30 عالمياً. في مجال التصدير الذي شهد معدل نمو 20% سنويا لترتفع قيمة الصادرات من 63.5% مليار دولار إلي 165 مليار خلال خمس سنوات ولتتحول فيتنام إلي خامس أكبر دولة مصدرة في العالم للملابس الجاهزة بنحو 20 مليار دولار سنويا. رغم أنها لا تزرع القطن وانما تستورده التجربة الفيتنامية متفردة في التنمية كما كانت متفردة في الحرب. فهل تكون زيارة أول رئيس مصري لفيتنام بداية حقيقية للاستفادة بها؟!