في مقالاتي الثلاثة السابقة.. قلت ان المؤامرة الكبري ضد العرب بدأت بعد انتصارنا في حرب أكتوبر 1973 بتخطيط صهيو أمريكي.. وان هذه المؤامرة التي استهدفت تقسيم الوطن العربي إلي كانتونات متصارعة علي أساس ديني وعرقي تم ويتم تنفيذها علي مراحل تحدثت عنها باقتضاب شديد نظراً لأن الكافة عاشوا وخبروا معظمها ابتداء من تجنيد عملاء متأسلمين في مقدمتهم الاخوان يعارضون الأنظمة وزرع عملاء ليبراليين "كحيتي" يتدربون في الخارج علي اسقاط الدول وانظمتها وانشاء قناة الجزيرة كغطاء اعلامي داعر يدار من تل أبيب يبرر كل خطايا المتآمرين ويحرض ضد دولنا ويروج للشرق الأوسط الكبير والفوضي الخلاقة وانتهاء ب"ثورات الربيع العبري" التي اندلعت في 5 دول خلال شهرين وهو أكبر دليل علي التآمر. وتحدثت عن يقظة الشعوب لانقاذ بلادها من المؤامرة واسقاط الثورات المطبوخة في الموساد وركزت أكثر علي مصر وكيف قهر السيسي "الخيار شمشون" بمفهومه الجديد والذي تبناه المتآمرون من عرب وعجم بعد ان افقدتهم الاطاحة بعملائهم الاخوان الارهابيين صوابهم واستخدموا فيه كل الأساليب القذرة من ارهاب واسع النطاق مازال مستمرا واتهامات مفضوحة وتشكيك في كل انجاز يتحقق علي الأرض واستهداف لمفاصل اقتصادنا.. ارجو ان تعودوا إلي المقالات الثلاثة "أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس". والمقال التمهيدي لها يوم الاثنين الماضي لتربطوا الأحداث ببعضها خاصة ان العلاقات سببية وعضوية بين ما كان وما هو قائم أو آت. بالتالي.. لم يتبق من بنود المؤامرة سوي بندين: الأول هو الأزمة الرباعية مع قطر وهذا محور حديثنا اليوم.. والثاني هو ضربات السيسي الاستباقية واتحدث فيها غدا لتكون مسك الختام. نأتي للبند الأول ونقول: ما أشبه حاكم قطر بالحقير "خاير بك" الذي خان السلطان قنصوة الغوري وسلم رأسه إلي السلطان العثماني سليم الأول في موقعة مرج دابق عام ..1517 ولذا يستحق تميم ان يكون لقبه من الآن "خاير ابن موزة".. فقد استكمل بفجور مفضوح ما بدأه جده علي استحياء ثم والده بهطل وارتضي هذا "الخاير" ان يبيع العرب إلي اقطاب المؤامرة.. بل وانفق من أموال القطريين مليارات الدولارات دعما للارهاب علي أمل ان يخرج هو وأفراد أسرته من حالة الضآلة والدونية واللاتاريخ التي هم عليها وتصبح امارتهم دولة كبري في المنطقة علي جثث شعوبنا وعلي حطام دولنا الضاربة في جذور التاريخ. لم تتوقف قذارة "خاير ابن موزة" علي الدول البعيدة جغرافيا عن امارته التي في حجم "سن نملة الدبانة" بل تعدتها إلي حلفائه في مجلس التعاون الخليجي.. وهي قمة الخيانة. صبرنا علي حكام قطر الانقلابيين وعلي دعمهم للارهاب تمويلا وتسليحا واعلاما حتي كادت أهداف المؤامرة تتحقق في دولنا لولا يقظة الشعوب ووطنية الجيوش الأبية.. لذا وصلنا مع قطر إلي مفترق الطرق فالمسألة أصبحت "حياة أو موت.. بقاء أو فناء" وكان لابد من وقفة توقفها عند حدها وحجمها الحقيقي.. وبالفعل عرتها مصر والسعودية والامارات والبحرين أمام العالم كله وعندما رفضت شروطنا المشروعة قاطعناها سياسيا واقتصاديا وحدوديا مما اصاب الاقتصاد القطري بخسائر واضرار فادحة.. وبدلا من ان يلم "خاير ابن موزة" نفسه ويثوب إلي رشده رد هو وتنظيم الحمدين بطريقة "كيد النسا" بأن فتحوا البقية الباقية من حدود امارتهم للجيش التركي والحرس الثوري الايراني اعداء العرب ظنا منهم انهم في حماية الأمريكان والفرس والعثمانيين الجدد.. واسرائيل طبعا من خلف ستار أو من تحت الترابيزة. ورب ضارة نافعة.. فقد اسقطت الأزمة القناع الزائف للخارجية الأمريكية في عهدها الجديد والذي لا يختلف عن كل العهود السابقة.. كشفت الأزمة الدور الأمريكي المفضوح الذي يقوم به وزيرها ريكس تيلرسون الذي تربطه مصالح مالية مع الدوحة.. فبدلا من ان يكون وسيطا نزيها يطبق ما يعلنه رئيسه من مكافحة الارهاب وداعميه رأيناه لا يعترف بكل هذا بل ووصف الأزمة بأنها مجرد "خلاف" وكأن ما يحدث هو تباين وجهات النظر في مسائل عائلية أو اختلاف علي "جمعية من يقبضها الأول" وليس دعم الارهاب والتآمر علي دول مستقرة وقتل شعوب آمنة تنفيذا لأجندة اسرائيلية وأمريكية مفضوحة.. وبالطبع رفضنا كل العروض والمناورات التي حاول تيلرسون تنفيذها فأسقط في يده وعاد إلي واشنطن يجر اذيال الخيبة والفشل فور عودته.. اخرج من ادراجه الاتهام المعلب والجاهز لنا في كل خلاف.. اننا لا نتعامل في مجال حقوق الانسان بالمعايير الدولية مع ان امريكا نفسها لا تتعامل مع العالم كله لا بالمعايير الدولية ولا حتي الأمريكية.. وبناء علي ذلك اقتطع جزءا من المساعدات المنصوص عليها في اتفاقية السلام عقابا لنا وظنا منه ان هذا سوف يلوي ذراعنا في حين انه لم ولن ولا يشغلنا علي الاطلاق.. ويبدو ان الحاخام تيلرسون لا يدري ان ما تم اقتطاعه اذا وزعناه علي أفراد الشعب المصري "90 مليون مواطن" فان نصيب الفرد سيكون ثمن علبة سجائر "سمسون ارضي".. من المؤكد ان عقلية تيلرسون اصابتها عدوي الهطل من الاخوان ومن "خاير ابن موزة" غدا باذن الله.. مع الحلقة الخامسة والأخيرة.. الضربات الاستباقية للسيسي.. انتظرونا.