المتتبع لأزمة قطر مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لابد أن يتساءل: علي ماذا يراهن "ابن موزة" لكي يتعنت بصلف ويعاند بغباء. ويستنسر رغم أنه "بُغاث" لا يُرَي هو وإمارته بالعين المجردة في مواجهة عماليق بمعني الكلمة؟!! هل يراهن علي خزائن المال التي يملكها. ويستطيع بها أن يوفر احتياجات مواطنيه بأعلي سعر. ومن ثم فإن المقاطعة من وجهة نظره لن تؤثر فيه وفي إمارته؟!! هل يراهن علي أن أراضيه التي أصبحت محتلة رسمياً بالقواعد الأمريكية والعثمانية والفارسية. باتت محصنة ضد أي تدخل عسكري. مع أن دول المواجهة لم تصرح أو حتي تلمح بعمل عسكري من أي نوع. وأن هاجس الحرب لا يوجد إلا في مخيلته المريضة فقط؟!.. أم يراهن علي أن جيوش أردوغان والحرس الثوري للملالي يحميان كل شبر من باقي الأراضي القطرية بما فيها القصور الأميرية. وبالتالي فإنه في مأمن تام؟!! هل يراهن علي الدعم السياسي الخارجي من "محور الشر" عملاء ووكلاء إبليس في الأرض. وقطر عضو فاعل فيه سواء إسرائيل زعيمة المحور. والمخطط لكل مؤامراته. أو صبيانها المتمثلين في الخارجية الأمريكية ووزيرها المشبوه تيلرسون. والسلطان العثماني. والملالي الفرس. وبريطانيا ومَن علي شاكلتها؟!.. أم يراهن علي أن لا ثوابت في السياسة. وإذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد قطر اليوم. فقد يخرج من البيت الأبيض في أي وقت. وتتغير قواعد اللعبة لصالحها. وبالتالي.. فإن الدوحة قادرة علي الصمود حتي تتم إزاحة ترامب؟!! هل يراهن علي أن تدب الخلافات بين دول المقاطعة. أو تتراجع هذه الدول عن موقفها. ومن ثم يستطيع إيجاد حل وسط يحفظ لإمارته كرامتها. ويخرج به الجميع بلا نصر ولا هزيمة؟!! شوف يا "ابن موزة".. رهانك خاسر علي كل المستويات: * خزائن أموالك سوف تنفد حتي لو كنت تملك "مال قارون" خاصة أن اقتصادك ينهار. وخسائرك تتضاعف يوماً بعد آخر.. إضافة إلي أن العثمانيين والفرس يستغلون سذاجتك. ويبيعون لك السلع بأضعاف ثمنها.. فما بالك إذا تم سحب تنظيم المونديال من إمارتك؟!! * القواعد الأجنبية التي التهمت أراضي قطر لن تحميك إذا حدث تصعيد غير مطروح أصلاً علي المنضدة. ولن يتم طرحه لسبب بسيط. أن دول المواجهة الأربع تتعامل بأخلاق الفرسان. إلا إذا اضطرت إلي الدفاع عن النفس.. ونفس الشيء بالنسبة لجيوش أردوغان. والحرس الثوري.. إنها تحميك أنت ونظام الحمدين فقط. ليس من أجل سواد عيونكم. لكن إذا وقعت الواقعة فإنها لن تستطيع حتي أن تحمي نفسها لو اضطررنا لذلك.. لا تلعب بالنار.. فأنت أول من سينكوي بها. * محور الشر كله بما فيه إسرائيل لن يدعمك إلي ما لا نهاية وسوف يتخلي عنك إذا وجد أن مصالحه في المنطقة ستتهدد.. هذا المحور ساعتها سوف يبيعك ببلاش.. اسأل روحك: ماذا حدث مع شاه إيران وصدام حسين والقذافي. وغيرهم.. بل ومع طالبان وابن لادن؟!.. أيضاً سواء استمر ترامب أو لم يستمر. فإن هذا لن يغير من الأمر شيئا.. انتهي وللأبد زمن الوصاية. * أن تدب الخلافات بين دول المقاطعة. فإن هذا من رابع المستحيلات. ولايمكن أن يتحقق في أي وقت.. كما أن تراجعها عن موقفها الثابت والمبدئي مستحيل أيضاً. لأنه مستقبل دول وشعوب. مرة أخري.. تخسر كل رهاناتك يا "ابن موزة" وليس أمامك سوي الإذعان للمطالب العادلة.. وتأكد أن هذا سيتحقق. إن لم يكن اليوم فغداً.. وإن غداً لناظره قريب. ** وداعاً "ميمي".. رحل عن دنيانا صديق من أخلص الأصدقاء. وإنسان من أروع البشر. ومهني من أنبغ المهنيين.. رحل محمد مجاهد أو "كابتن ميمي" كما كنا نلقبه. إنني أشهد اللَّه أن مجاهد كان يتسابق في عمل الخير وخدمة الجميع.. وكان مهنياً فريداً.. لم يتلون قلمه. ولم يجامل قط.. وفي نفس الوقت كان عف اللسان وموضوعياً في نقده.. لم يجرح أحداً. ولم يغتب أحداً. ولم يخض في سيرة أحد.. لقد خسر النقد الرياضي رجلاً فذاً بحق.. ويبدو أن القسم الرياضي في "المساء" موعود بفقد النوابغ.. فقدنا من قبل أحباباً كثيرين في مقدمتهم: حمدي النحاس. وفاروق يوسف. وعبدالفضيل طه. وصلاح زكي. ومحمود عبدالفتاح. والكابتن أنور.. مع حفظ الألقاب.. والآن محمد مجاهد. بكل الألم نودع محمد مجاهد.. اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك جزاء عمله الصالح. وأخلاقه السمحة.. اللهم عوضنا خيراً عنه حتي نلقاه.. و"إنَّا للَّه وإنَّا إليه راجعون".