سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صناعة الدواجن «بيضة من ذهب»|«بيرما».. سر الصناعة أكبر معقل لتربية الطيور فى مصر منذ 100 عام «بيرما».. سر الصناعة أكبر معقل لتربية الطيور فى مصر منذ 100 عام
بقلم :فوزى دهب ونجوى الفضالى فى زمن تتقلب فيه الأسواق وتشتد فيه الأزمات، تظل صناعة الدواجن فى مصر إحدى دعائم الأمن الغذائى ورمزًا لقدرة الفلاح والمربى والمستثمر على الصمود والابتكار. من الوادى الجديد إلى قلب القليوبية، تُشرق مبادرات الأمل رغم العثرات، وتُبنى من الحلم صناعةٌ تُطعم الملايين وتدفع عجلة الاقتصاد التى طالما كانت أمام مرمى أعداء الوطن والنفوس الضعيفة من تجار الشائعات.. فقبل عدة أيام، أطلق أصحاب النفوس الضعيفة شائعة عن وجود وباء فى الدواجن، مما تسبب فى حالة من الذعر بين المواطنين، وتذبذب حاد فى أسعار البيع.. ورغم الشائعة الخبيثة؛ فلم تتأثر القرى المشهورة بالإنتاج الداجنى، فاستمرت فى عملها على قدم وساق فى إنتاج الدواجن والطيور بكافة أنواعها، خاصة قرية «بيرما» بالغربية وقرية «كمبوها» صاحبة الصدارة فى أسيوط لتفريخ البيض وتصديره لكافة محافظات الصعيد.. الشائعات لم تنل من مكانة الدواجن كإحدى أهم المكونات الرئيسية على المائدة المصرية لكونها الملاذ الآمن للأسرة المصرية بسبب تباين سعرها بالمقارنة مع اللحوم الحمراء. اشتهرت قرية بيرما» التابعة لمركز طنطا على مدى أكثر من 100 عام بالعمل فى مجال تربية الدواجن الذى بدأ بالتربية فى المنازل، وتوسع أهالى القرية فى هذا النشاط بإقامة المزارع التى تخطى عددها ال 2200 مزرعة بحسب إحصاء أهالى القرية حتى اشتهرت القرية بأنها أكبر معقل لتربية الدواجن بجميع أصنافها فى مصر.. حيث وضعتها الغربية على رأس اهتماماتها وتم إحصاؤها ضمن أكبر القرى المنتجة التى سيتم تطويرها بالمحافظة، بعد أن تعدى إنتاجها من الفراخ والبط والأوز 30% من جملة الإنتاج المحلى. ويعمل معظم أهالى هذه القرية التى يزيد عدد سكانها على 150 ألف نسمة والقرى المجاورة فى تربية وإنتاج وتجارة الدواجن والبيض، وبها ما يقارب «15» مجزراً آلياً لذبح الدواجن وبيعها مجمدة، بخلاف بيعها حية. وأوضح رمضان الأحمدى من أهالى القرية أن تربية الدواجن بالقرية بدأ منذ أكثر من 100 عام على أيدى أجدادنا الذين كانوا يعملون على تربية الدواجن فى المنازل ويقومون بتسويقها فى أقفاص على دابات ودراجات فى القرى المجاورة حتى أصبحت المهنة السائدة فى القرية كلها وانتشرت المزارع بشكل كبير مع استمرار العشش فى المنازل، وأوضح هانى دبور صاحب مزرعة، أن أصحاب المزارع لا يبخلون فى الصرف على الطيور من أعلاف ونظافة وأدوية ولكنهم يخافون مهاجمة الفيروسات التى يروج لها البعض «أحياناً» من أجل بث الرعب فى نفوس المربين والتخلص من الفراخ بأقل الأسعار أو انتشار انفلونزا الطيور الذى يتسبب فى وفاتها وإغلاق المزارع بالقرية عند قدومه لا قدر الله، مؤكداً أننا كأصحاب مزارع مستمرون فى تربية الدواجن والبط والأوز، لأنها مصدر الدخل الوحيد والأساسى لأهالى القرية ولذلك نتحدى أى خطر ونستمر فى العمل. وقال صالح عامر، تاجر دواجن: إن القرية يخرج منها يومياً حوالى مليون ونصف المليون دجاجة وبطة وأوزة ويتم توزيعها على تجار المحافظات الأخرى وكذلك المطاعم والفنادق والقرى السياحية بالمدن السياحية «شرم الشيخ والغردقة»، بخلاف البيع للتجار المتجولين الذين يحضرون إلى القرية بدراجاتهم التى تحمل خلفها أقفاصاً لوضع الدجاج الذى يحصلون عليه تمهيداً لبيعها فى قرى ومدن المحافظة والمحافظات المجاورة. وفى جولة بين مزارع القرية التى تسمع أصوات الدواجن والكتاكيت فيها أكثر من البشر.. قالت دينا الراسخ شريكة بإحدى المزارع: لم ثؤثر الشائعات الأخيرة على حركة البيع والشراء على الإطلاق، فقد انتشرت شائعة وجود ڤيروس بالدواجن.. ولكن بسبب غلاء اللحوم والأسماك لم تؤثر هذه الشائعات، لأن الدواجن أحد المكونات الرئيسية فى المائدة المصرية وخصوصاً الدواجن البيضاء.