نتفهم جيداً الدستور "الكيسنجراوي" الذي وضعه هنري كيسنجر. وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لوزارته بعد حرب أكتوبر المجيدة. بأن تكون دائماً ضد أي إجماع عربي. حتي لا نتحد مرة أخري. نعم نتفهم فقد كانت "الطريحة" ساخنة جداً ومذلة إلي أبعد مدي للغرب وأمريكا وإسرائيل علي حد سواء. من هنا.. كانت الخارجية الأمريكية من بعد حرب أكتوبر ضدنا علي طول الخط. ولو لم يكن الرئيس في نفس خندقها. أو حتي يقف علي الحافة. اليوم.. الرئيس ترامب ضد الإرهاب وخارجيته مع الإرهاب.. قد يقول قائل إن ذلك "توزيع أدوار" وهذا وارد.. لكن إصرار ترامب علي مكافحة الإرهاب وإصرار ريكس تيلرسون. وزير خارجيته علي دعم الإرهاب وتمييع قضاياه يجعل الكفة تميل إلي عدم وجود توزيع للأدوار.. هذا رأيي وقد أكون مصيباً أو مخطئاً لأن لي المعطيات التي أمامي علي الأرض. أدلل علي ذلك بمثال واضح وفاضح.. المقاطعة العربية لقطر.. فترامب منذ الوهلة الأولي هاجم قطر بالاسم. واتهمها بدعم الإرهاب. وكرر ذلك في أكثر من مناسبة وأهمها خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض. وفي وجود أمير قطر نفسه.. إذن هذا موقف صريح لا يحتمل التأويل. علي الجانب الآخر.. وجدنا تيلرسون يدعم قطر قلباً وقالباً لعدة أسباب: الأول.. انطلاقاً من الدستور الكيسنجراوي في مادته الأولي التي تنص علي أن تكون الخارجية ضد أي إجماع عربي. والثاني.. أن قطر هي رأس الحربة ضد هذا الإجماع بما تتصف به من وضاعة وخيانة. وبالتالي لابد أن تظل المنطقة مشتعلة. وهذا هدف صهيوني في حد ذاته. والثالث.. أن خزائن قطر لم تنفد بعد. ولابد من تفريغها حتي آخر دولار. والرابع.. أن حكام قطر من أمير وأسرة وتنظيم الحمدين. يتمتعون ببلاهة وسذاجة. وهطل. وحقارة لا مثيل لها.. وهم أفضل من ينفذون الأجندة الصهيونية. ومن ثم فإن دورهم لم ينته بعد حتي يتم حرق أوراقهم وإلقاؤها في مذبلة التاريخ. تيلرسون لم يتعلم شيئاً من "ترانيم كيسنجر" وأثبت أنه تلميذ بليد في هذه المدرسة.. فقد كشف نفسه من أول "حصة".. حيث شَمَّر وتمطَّع وتوجه إلي قطر. وطبخ مع تميم ابن موزة مذكرة تفاهم هي اعتراف صريح بدعم قطر للإرهاب. وظن أن الدول الأربع ستوقع عليها "غميضي" وبالأمر المباشر.. وطبعاً رفضت الدول الأربع التوقيع.. فشرب القهوة العربي في جدة. وأكل الكبسة وعاد "مكبوساً" إلي واشنطن يجر أذيال الخيبة والفشل. لكنه ظل علي دعمه لقطر. آخر مساخر تيلرسون أنه كلف مسئولين أحدهما هو الجنرال المتقاعد أنطوني زيني. بحل "الأزمة الدبلوماسية" في الخليج.. لأن أمريكا تشعر بالقلق البالغ إزاء هذا "الخلاف"..!! شوف ازاي؟!!! الحاخام تيلرسون الذي تربطه بالدوحة علاقات بترولية سابقة. يعتبر مقاطعة الدول العربية لقطر أزمة دبلوماسية وخلافاً.. وكأن بيننا وبين قطر خناقة علي "جمعية" من يقبضها الأول. وليس بسبب دعم هذه الإمارة لإرهاب حصد أرواحاً ودمر دولاً آمنة مستقرة. وشرَّد شعوباً. "خلاف" يا تيلرسون؟!!.. لله في خلقه شئون.. عموماً سمها ما شئت.. ونحن سنتصرف كما نشاء.. وسنري من يفرض كلمته في النهاية.. تذكر جيداً أن عهد الوصاية قد انتهي للأبد وإلي غير رجعة.