عندما يفشل العميل في تحقيق الهدف, ينتهي دوره علي الفور, ويصبح عبئا علي رعاة خيانته للوطن, ويبحث المشغلون عن شخوص وعملاء غير معروفين لتنفيذ الخطة نفسها, هذا هو بالضبط حال أمريكا في عهدها الجديد, وتعاملها مع جماعة الإخوان التي استخدمت طوال10 سنوات لهدم وتقسم العالم العربي كله, بيت القصيد في التحول الأمريكي ضد عملائه من جماعة الإخوان هو الفشل في هدم مصر. تلك الصخرة التي تحطمت عليها كل أساليب الخداع الاخوانية لتتحول الجماعة الي عبء ثقيل علي الإدارة الأمريكية, فهل سنشهد فصول معركة حامية بين أمريكا وأصل داء التطرف والإرهاب في العالم كله المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين وأتباعها من الدواعش والسلفية والقاعدة وغيرها؟ الجديد حتي الآن هو إضافة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الإخوان إلي تنظيمي داعش والقاعدة, للتنظيمات الإرهابية التي تتصدر أولويات سياسة ترامب الخارجية, وعلي الرغم من هذا التطور بالنسبة لمصر, فان التعامل الأمريكي مع الإخوان يثير الشك والريبة, فتنظيم الإخوان ليس مدرجا علي قائمة التنظيمات الإرهابية التي تعتمدها وزارة الخارجية الأمريكية رسميا, وإضافة تيلرسون اسم الإخوان إلي جانب القاعدة وداعش يعد تغييرا جوهريا, ولكنه لا يمكن لإدارة ترامب فرض أي عقوبات علي مسئولي التنظيم فورا, أو اعتقالهم ما لم تتم إضافة الإخوان أولا إلي قائمة وزارة الخارجية, وأن يصادق الكونجرس علي إرهاب الجماعة بالدليل القاطع, وهي عملية روتينية معقدة داخل مؤسسات الدولة الأمريكية وأجهزتها, رغم ثبوت ضلوع الإخوان سفك الدماء, ولذلك يمكن القول إن تصريحات تيلرسون بإضافة الإخوان المسلمين إلي المجموعات الإرهابية تعبر عن أمنيات الإدارة الأمريكية الجديدة, وأغلب الظن أننا سنشاهد مواجهة أمريكية مع الإخوان بعد أن ثبت ضلوعها في سلسلة لا تنتهي من الاغتيالات والحرق والتفجير وانتحالها أسماء وهمية لجماعات عنف صغيرة هي في الغالب كتائب جناحها العسكري وتنظيمها الخاص المسلح, وحقارتها السرية التي تنال دوما من الابرياء تحت ستار مزيف من الدين, وبعد افتضاح أمر أمريكا نفسها في دعم الإرهاب, والمؤكد بعد تصريحات ترامب بأنه سيستأصل التطرف الإسلامي من علي وجه الأرض أن واشنطن ستوقف تمويل جميع الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط بكل أشكالها القبيحة, والتي كانت تمولها خلال الفترة الماضية تمويلا سخيا, سواء بشكل مباشر, أو عن طريق دويلات الشر, وهو ما سيؤثر حتما علي تحركات الجماعات الإرهابية في المنطقة كلها, ولا يمكن بحال أن نطمئن إلي خطة ترامب المرسومة للشرق الأوسط مازالت سارية, لا يقدر رئيس علي التحكم فيها, فقط نريد من الإدارة الجديدة الإعلان عن فشل فوضي الربيع العربي بعد انتصار مصر علي المتآمرين, وأن خطة الإسقاط انتهت إلي غير رجعة, وأن أمريكا ستحارب الإرهاب الذي صنعته.. دون ان يظهر لنا بقناع آخر أو أسلوب جديد, فهناك جو عام من الاحتفاء بترامب في مصر, وهذا الإحتفاء جزء كبير منه ليس حبا في شخصه أو طريقته, وإنما بغضا في هيلاري كلينتون وأوباما وعملائهما من الإخوان وطابورهما الخامس, ولدينا أمل كبير في أن تصحح الإدارة الأمريكية الجديدة الأخطاء التي ارتكبها الديمقراطيون في حق العالم كلة وليس الدول العربية فقط, ونتمي أن يترجم خطاب ترامب الحماسي في حفل التنصيب إلي واقع نعيشه علي الأرض بعد أن وعد بالتفرغ لحماية أمريكا فقط, وعدم التدخل في الشأن الداخلي واستئصال الإرهاب من علي وجه الأرض كما قال..وأخيرا.. أفلح إن صدق وأراح العالم من الشر الإخواني المستطير.