اجتاحت المظاهرات المناهضة لسياسات الهجرة عددًا من المدن الأمريكية من بينها: مدينة لوس أنجلوس التى احتشد فيها المحتجون لليوم السادس وسط حالة من التأهب للعرض العسكرى المُرتقب غدًا السبت والذى دعا إليه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى توعد المحتجين مهددًا بنشر الحرس الوطنى فى مدن أخرى. وفى لوس أنجلوس التى انطلقت منها شرارة الاحتجاجات احتشد أكثر من ألف شخص فى مسيرة سلمية جابت شوارع المدينة فى حين فرضت السلطات حظر تجول لليلة الثانية على التوالى مع محاولة المسئولين السيطرة على الوضع بعد أعمال تخريب ونهب. اقرأ أيضًا | 4000 من الحرس الوطني و700 من «المارينز» يصلون كاليفورنيا لحماية المنشآت الفيدرالية ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن إحدى المتظاهرات تأكيدها أن «المدينة لا تحترق كما يحاول رئيسنا الفظيع أن يقول لكم». وفى سبوكين بواشنطن، فرضت السلطات حظرًا ليليًا للتجول بعدما أوقفت الشرطة أكثر من 30 متظاهرًا وأطلقت كرات الفلفل لتفريق الحشود. وفى سان أنتونيو، خرج الآلاف فى مسيرة قرب مبنى البلدية، حيث نشر حاكم تكساس الجمهورى جريج أبوت حرس الولاية الوطنى. كما خرجت احتجاجات فى سانت لويس ورالى ومانهاتن وإنديانابوليس ودنفر. جاء ذلك فى الوقت الذى تتأهب فيه الولاياتالمتحدة لاحتجاجات واسعة فى جميع أنحاء البلاد فى إطار حركة «لا ملوك» غدًا تزامنا مع حضور ترامب عرضًا عسكريًا نادرًا من نوعه إلى حد كبير فى واشنطن العاصمة. وسيتم تنظيم العرض بمشاركة طائرات حربية ودبابات للاحتفال بمرور 250 عامًا على تأسيس الجيش الأمريكى فى اليوم الذى سيصادف أيضًا عيد ميلاد ترامب ال 79. وبعد رفض قاضٍ فيدرالى الدعوى التى قدمها حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطى جافين نيوسوم ضد قرار ترامب بنشر عناصر الحرس الوطنى، وصف محامو الإدارة الأمريكية التماس الولاية بأنه «مناورة سياسية مُبتذلة». ومن المتوقع أن يحضر محامون يمثلون ولاية كاليفورنيا فى المحكمة سعيًا لاستصدار أمر يمنع الجنود من مرافقة عناصر الهجرة أثناء توقيف المهاجرين. وكانت الاحتجاجات قد اندلعت على خلفية التصعيد المفاجئ فى مساعى توقيف المهاجرين المقيمين بشكل غير قانونى، حيث فاز ترامب فى انتخابات العام الماضى عبر تعهّده بمواجهة ما وصفه «غزو» المهاجرين. ويستغل الفرصة حاليًا لتحقيق مكاسب سياسية فأمر بنشر الحرس الوطنى فى كاليفورنيا رغم احتجاجات حاكم الولاية وهى أول مرة يقوم الرئيس الأمريكى بخطوة مماثلة منذ عقود. وقال ترامب للصحفيين: «سيكون لدينا بلد آمن» وأضاف: «لن يتكرر ما كان يمكن أن يحدث فى لوس أنجلوس. تذكروا، لو لم أكن هنا.. لكانت لوس أنجلوس محترقة تماما الآن». وانتشر نحو 4 آلاف جندى لحماية المنشآت وعناصر إدارة الهجرة والجمارك وذلك وفقًا لما ذكره نائب القائد العام للجيش الشمالى سكوت شيرمان الذى يقود العمليات الباقية، وبينهم 700 عنصر من مشاة البحرية المارينز، فهم فى حالة تعبئة أو يخضعون للتدريب على التعامل مع الاضطرابات المدنية. وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن عملية الانتشار ستكلّف دافعى الضرائب 134 مليون دولار.