يعد مصيف رأس البر أحد أقدم المصايف التي عرفتها مصر ولا يقتصر المصيف علي الشاطئ فقط ولكنه يحظي بوجود منطقة "الجربي" الشهيرة التي تظل علي نهر النيل حي تستقطب تلك المنطقة زوار المدينة لقضاء يوم في نهر النيل هرباً من حرارة الجو. عرفت هذه المنطقة باسم "الجربي" نسبة إلي الشيخ الجربي أحد مشايخ الطرق الصوفية وهي تقع جنوب رأس البر وهي حاليا المدخل الرئيسي للمدينة للقادمين من دمياط. تحرص عشرات الاسر من ابناء محافظة دمياط والمحافظات المجاورة علي التوافد علي منطقة الجربي وخاصة ايام الجمعة والاجازات والاعياد لقضاء يوم في السباحة والتنزه بمراكب التجديف ومراكب النزهة النيلية ذهابا وإيابا من منطقة "الجربي" إلي منطقة "اللسان" وكذلك لصيد الاسماك. يقول محمد عبدالمنعم وكيل وزارة الثقافة الاسبق إن منطقة الجربي علي النيل في رأس البر تقابل قري الشيخ ضرغام في الضفة الاخري للنيل وكان المصطافون يتوجهون إلي هذه المنطقة حيث المياه خالي من الامواج ليمارسون السباحة بعيدا عن البحر في الايام التي يكون فيها موج البحر عالياً وقبل سنة 1962 في سنين فيضان النيل كانت منطقة الجربي تشاهد نشاطا كبيرا قبل 15 أغسطس من كل عام وبعد هذا التاريخ ومع وصول مياه النيل لتصب في البحر يقل الاقبال علي منطقة الجربي وبعد بناء السد العالي وقناطر دمياط "ليحل محل السد الترابي" كانت المنطقة المحصورة بين قناطر دمياط وبوغاز رأس البر مملوءة بماء البحر بصفة دائمة طوال العام ولذلك فقد ازدهرت منطقة الجربي وشيد فيها كازينوهات ومبان راقية استمر المصطفون في ارتياد منطقة الجربي طوال ايام السنة وزاد الامر حتي اصبحت قبلة للمشاهير ومنهم ام كلثوم وأسمهان وفريد شوقي ونجما الأهلي صالح وطارق سليم وأعضاء مجلس قيادة الثورة. منطقة الجربي بدأت في الاربعينيات بعشش من الكيب ثم تطورت إلي كازينوهات من السدة والكيب ثم تطورت إلي المباني الحديثة كما هو الوضع الحالي. أضاف "عبدالمنعم": اتذكر اننا في شبابنا كنا نستأجر مركبا شراعيا بقائدها لقضاء يوم بالجربي وكنا نأخذ اكلنا ونرحل من امام سينما رأس البر بالمركب الشراعي حتي نصل إلي الجربي ثم نعود بالمركب في نهاية اليوم. اضاف د. خالد الجميل: رأس البر ليست شاطئ البلاج فقط فمنطقة الجربي الشهيرة والتي تطل علي نهر النيل تعتبر من الاماكن السياحية التي حباها الله بخصائص ومميزات خاصة يصعب توافرها في أي منطقة اخري باعتبارها من اولي مناطق العلاج الطبيعي في مصر نظرا لأنها اشتهرت منذ القدم برمالها الجافة التي تحتوي علي مادة الثوريوم المستخدمة في علاج امراض الروماتيزم. كما يوجد بها العديد من الكازينوهات المطلة علي شاطئ النيل التي يأتي إليها عشاق السباحة النيلية والسباحة الهادئة والآن يتم فيها السباحة بشاطئ نهر النيل وصيد الأسماك ورياضة التجديف وايضا التنزه بمراكب النزهة النيلية من منطقة الجربي وحتي منطقة اللسان الشهيرة والعودة. وليد الشهاوي نائب رئيس مدينة رأس البر قال إن منطقة الجربي من افضل المناطق التي يتميز بها رأس البر فيوجد بها عشرات الكازينوهات مكتملة الخدمات وايضا منطقة النوادي والتي يتم فيها اكثر الافراح مثل ادنية "الشرطة والمهندسين والقضاة" وأن هذه المنطقة تعد منطقة استجمام وتنزه وصيد وسباح وتحظي بحب واهتمام عدد كبير من رواد المصيف. أكد ان المدينة شهدت تزايدا كبيرا في اعداد المصطافين ورواد الشاطئ نتيجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وذلك وسط استعدادات مكثفة لجهاز الشاطئ ورجال الانقاذ لتوفير كافة الخدمات الشاطئية للمصطافين ولم يتم تسجيل اي حالة غرق وتم انقاذ 33 حالة من الغرق وغادروا الشاطئ بخير كما تم تسليم 382 طفلاً تائهين إلي ذويهم.