فرق كبير بين العناوين المثيرة والشيقة التي تجعلك تسارع إلي قراءة الخبر لمعرفة تفاصيله وبين العناوين "الخاطئة" التي لا تعبر عن مضمون الخبر وإذا كان الخبر عادياً فقد نتجاوز عن الخطأ أما إذا كان الخبر يتعلق بملف "شديد الالتهاب" وفي قضية حساسة وفي غاية الخطورة ويعتبرها البعض المفجرة لأحداث ثورة 25 يناير فإن الخطأ هنا يعتبر جريمة وعدم توافق العنوان "الجذاب" مع مضمون الخبر قد يتسبب في إثارة الجماهير ويحدث ما لا يحمد عقباه. الخطأ وقعت فيه إحدي الجرائد الصباحية الصادرة يوم أمس الاحد حيث جاء عنوان الصفحة الأولي كالآتي: مفاجأة.. اللجنة الطبية: حشروا البانجو في فم خالد سعيد بعد وفاته". من أول وهلة قرأت فيها العنوان وشعرت بأن هناك خطأ ما فبالرغم أن معلوماتي الطبية محدودة ولست متخصصا وربما يراجعني أحد الاطباء في هذه المعلومة ان كانت غير صحيحة اعتقد انه من الصعب لدرجة الاستحالة فتح فم شخص متوفي ووضع أي شيء بداخله. هذا ما خطر بعقلي بمجرد قراءة العنوان وعندما قرأت تفاصيل الخبر وجدت شيئاً مختلفاً فتفاصيل الخبر تقول ان تقرير اللجنة الطبية التي شكلتها محكمة جنايات الإسكندرية من اساتذة كليات طب القاهرة وعين شمس والإسكندرية اوضح ان سبب وفاة خالد سعيد هو "اسفكسيا الغصص" نتيجة لحشر اللفافة عنوة في فم المجني عليه أثناء "غيابه عن الوعي" نتيجة للضرب. أعتقد ان ثمة فرق كبير بين "الوفاة" وبين "الغياب عن الوعي" كما اعتقد ان ملف خالد سعيد لن يغلق قريباً أما الأكيد فإن خالد مات وفي الوقت الذي هو فيه بين يد الله أطلقوا عليه "شهيد التعذيب" ثم "شهيد البانجو" ثم "شهيد الثورة" رحم الله خالداً وأرانا يوماً في الذين قتلوه وقتلوا خيرة شبابنا وهدانا إلي "الصواب"" وحسن المئاب.