رئيس مدينة مرسى مطروح: تعامل فوري مع التعديات والبناء العشوائي بدون تراخيص    عضو اقتصادية الشيوخ: الإنتاج والصناعة الحل السحري للاقتصاد المصري    سوريا تعلن توقيف متزعم خلية داعش الإرهابي في ريف دمشق    كولر يجيب.. هل يتولى تدريب منتخب مصر في كأس العالم 2026؟    خديعة الصداع المزمن.. أخصائي يكشف الحل    وزير المالية: إجراءات استثنائية لخفض الدين مع الحفاظ على الانضباط المالي    العائلة المصرية في برلين: مشاركة إيجابية للجالية المصرية في انتخابات «النواب»    إسرائيل تتحدى العالم: لن ننسحب أبدًا وسنحمى مستوطناتنا    باجو المدير الفني لمنتخب الكاميرون : لن أحفز اللاعبين قبل مواجهة كوت ديفوار    الكرملين: موسكو قدمت عرضا لفرنسا بخصوص مواطن فرنسي مسجون في روسيا    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    تأييد حبس عبد الخالق فاروق 5 سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة    إصابة 6 أشخاص إثر مشاجرة بالشوم والعصي بقنا    جمارك السلوم تحبط محاولة لتهريب كمية من البذور الزراعية الموقوف تصديرها    مصطفى شوقي يطرح «اللي ما يتسمّوا» من كلماته وألحانه | فيديو    ختام مبهج ل «الأقصر للتحطيب»    خبير تشريعات: جولة الإعادة أكدت صعود المستقلين وبروز ملامح البرلمان الجديد    قائمة الإعفاءات الجديدة لدخول قاعات المتحف المصري الكبير    بعد عام من الانفصال.. طلاق شريف سلامة وداليا مصطفى    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    فيديو B-2 وتداعياته على التحرك الإسرائيلي المحتمل ضد إيران ( تحليل )    محافظ الدقهلية يتفقد سوق الخواجات في المنصورة ويقرر غلق جميع المحال المخالفة لاشتراطات السلامة المهنية    تراجع معظم أسواق الخليج وسط ‍تداولات محدودة بسبب العُطلات    نائب محافظ الجيزة يتفقد المراحل النهائية لتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بدهشور    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    عاجل- المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي بيع مصانع الغزل والنسيج ويؤكد استمرار المشروع القومي للتطوير دون المساس بالملكية    محافظ الدقهلية: تقديم أكثر من 13 مليون خدمة صحية خلال 4 أشهر    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    جامعة بدر تستضيف النسخة 52 من المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    فحص نحو مليون من ملفات جيفرى إبستين يثير أزمة بالعدل الأمريكية.. تفاصيل    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    وزيرا «التضامن» و«العمل» يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتي الفيوم ووادي النطرون    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



برامج «قراءة الصحف» في الفضائيات: قليل من «الصحافة» كثير من «السياسة»!
نشر في القاهرة يوم 13 - 04 - 2010

خلال فترة وجيزة انتشر نمط من البرامج التليفزيونية وهي تلك التي تعني بتقديم"قراءة" في الصحف المصرية، والفكرة في حد ذاتها ليست جديدة، فقدمها من قبل- ربما لأول مرة في الاعلام المصري - الاعلامي حمدي قنديل من خلال برنامجه "أقوال الصحف" في الستينات وتبعه ببرنامجيه "رئيس التحرير" و"قلم رصاص"، كما تم تقديم الفكرة من خلال فقرات ضمن البرامج المختلفة، لعل أبرزها فقرة الصحافة التي يقدمها الكاتب الصحفي حمدي رزق في برنامج"القاهرة اليوم" وآخرها الفقرة الاسبوعية التي يقدمها الاعلامي خيري رمضان في برنامج "مصر النهاردة".
ما يعنينا هنا هو البرامج القائمة بالكامل علي تقديم هذه الخدمة للمشاهد، ولعل أبرزها حاليا برنامج" الطبعة الاولي" ويقدمه أحمد المسلماني منذ اغسطس 2008، وبرنامج «الصفحة الاخيرة» ويقدمه محمد القاضي منذ 2008 أيضا وكان اسبوعيا ثم تحول الي برنامج يومي، وبرنامج «مانشيت» لجابر القرموطي منذ يونيو 2009، هناك ايضا فقرة تمتد لمدة ساعة ضمن برنامج صباح دريم الذي تقدمه دينا عبد الرحمن، وكان هناك برنامج"حبر علي ورق" ليوسف الحسيني علي قناة الساعة التي توقف بثها.
بالطبع لكل برنامج طبيعة وفقرات تميزه، يمكن للمتابع أن يلاحظها، لكن ما الذي يجعل برنامج يحظي بالتفضيل عن آخر، فهل يعتمد الامر بالاساس علي "شخصية" مقدم البرنامج؟ وهل من المفترض أن يطرح وجهة نظره الخاصة في تحليله لمضامين الاخبار؟ وهل هناك مثلا سمات معينة يجب أن تتسم بها"برامج الصحافة"؟
في البداية طرحنا تساؤلاتنا علي عدد من مقدمي هذه النوعية من البرامج لنعرف منهم كيف يصنفون برامجهم، وعلي اي أساس يختارون مادتهم الصحفية، وواجهناهم ببعض الانتقادات الموجهة لهم.
لا مكان للحياد
أحمد المسلماني صاحب برنامج "الطبعة الاولي" أشار الي ان فكرة البرنامج كانت للمهندس احمد بهجت صاحب قناة دريم، فعرض عليه تقديم برنامج صحافة علي القناة، وأخبره بانه تم عمل دراسة جدوي شارك فيها الاعلاميون مني الشاذلي وابراهيم عيسي ووائل الابراشي، فتم الاتفاق خلال 30 ثانية، وعن تصوره للبرنامج في بدايته يقول المسلماني" كوني قادما من خلفية سياسية أكاديمية كنت متخيلا ان البرنامج سيكون موجها للنخبة من أساتذة الجامعة والقضاة والدبلوماسيين والمثقفين، لكني فوجئت و"سعدت" عندما اكتشفت ان البرنامج أصبح "المفضل" بالنسبة للعمال والفلاحين، بنفس الدرجة وربما اكثر، واعتبره برنامجين في برنامج واحد، فعلي مدار الاسبوع هو عبارة عن تحليل سياسي للاحداث، وفي الحلقة الاسبوعية يكون هناك لقاء مع ضيف .
أكد المسلماني ان اكبر انتقاد يوجه اليه هو أنه غير محايد اعلاميا، وعن هذا الامر يقول" جئت من خلفية سياسية، ومصر الان في مرحلة اقتصادية واجتماعية وازمات، وفي مثل هذه الحالات لابد من التعبوية، ولا يجوز الحياد، فنحن لسنا في قاعة محاضرات جامعية او مركز بحث يستلزم الحياد العلمي، لايجوز الحياد ولن يكون معقولا مع الجهل والفساد والاوضاع المتردية، فهذا يعادل من وجهة نظري عدم الانتماء، فمصر في حالة وهن، والناس تفتقد الاحساس بالامل، والحياد مهم في المعرفة لكن ليس في برنامج رأي، وأنا أفرق بين التعبئة الوطنية والتعبئة السياسية والايديولوجية"، ويضيف المسلماني "صاحب البرنامج له رأي، وهو سياسي قدم 6 كتب سياسية ومحلل سياسي علي الفضائيات الكبري، لذلك فانا لست مذيعا محترفا أو صحفيا، وأنا لا أقوم بقراءة الصحف، بل يقتصر ذلك فقط علي الثلاث دقائق الاولي من خلال عرض ابرزمانشيتات صحف اليوم التالي،اما المادة الرئيسية للبرنامج هي سياسة وما حولها، وأقل من 10% منوعات وصور، لذلك فهو من ناحية الشكل برنامج صحافة لكن من حيث المضمون برنامج سياسي، وهو البرنامج المصري السياسي الوحيد، بعد البرنامج السياسي العربي الذي يقدمه الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل علي قناة الجزيرة". لذلك كله يري المسلماني ان برنامجه" لا يخضع للقواعد الاعلامية المعروفة، انما هو برنامج "تربوي"، يقدم خدمة تربوية ويعلم المواطنين الذين لم يحظوا بقدر جيد من التعليم، فيعلمهم مبادئ الوطنية ويشرح لهم الاوضاع السياسية في مصر ويفسرها".
عن معايير اختيار مانشيتات الدقائق الاولي من البرنامج يقول المسلماني"كنت اتمني ان ابدأ بالاهرام لكن للاسف لا يوجد تعاون من جانبها وهو امر محزن علي اعتبار انها بيتي في الاصل ومتحيز لها، وانا استطيع الحصول علي بروفات الصفحات بنفسي لكن لا أفعل ذلك لأسباب اخلاقية، فأبدأ بالوفد علي اعتبار انها أقدم واعرق صحيفة يومية بعد الصحف القومية، ايضا هناك صعوبة في التواصل مع الجمهورية، فأتناول كل الصحف من المصري اليوم والشروق والدستور والاسبوعيات مثل الاهالي وصوت الامة وغيرها.
وقع المسلماني من قبل في فخ الاخبار والتصريحات غير الدقيقة، وبناء عليها وجه هجوما لاذعا لأصحابها، ثم تبين بعدها عدم صحة الخبر من الاساس، وهو ما دفعنا لسؤاله عن قيامه بالتحقق من الخبر قبل التعليق عليه، فقال" بعض الاخبار أتأكد منها، لكن غالبا تكون مصداقية الصحيفة هي مقياسي والصحفيون أصحاب الخبر، لكن عموما في التصريحات "الخطيرة" اقوم بالتاكد والاتصال بالصحيفة اولا،وبشكل عام انا أري ان نسبة الخطأ بسيطة، والخطأ الإنساني وارد، فانا لا احمل الصحف المسئولية، فمنذ ان بدأ بث البرنامج ربما كان عدد الاخطاء التي وقعنا فيها 10 أخطاء وهي نسبة لا تذكر، بالنسبة لبرنامج قدم 1000 حلقة تقريبا، وعرض 3000 قضية ومن بين 100 عنوان يوميا اختار ما بين 40 و50 موضوعا ما بين عناوين وموضوعات وصور فمثلا الموقف الذي حدث مع شيخ الأزهر- رحمه الله- عندما نسبت إليه الدعوة إلي زيارة القدس ولو بالحصول علي تأشيرة اسرائيلية، اعتبرت هذا التصريح هو الأخطر في تاريخ الازهر، ومن واجبي تناوله، فإن كان خاطئا فمصداقية الطبعة الاولي تهون ولا ان يكون شيخ الازهر قد ذكر ما قيل علي لسانه، وان صح، قد يكون ذلك سببا في أن يراجع كلامه ويصوبه. وعموما فالمعمول به في مثل هذه الحالات هو اتاحة حق الرد.
نكمل "شغل "الصحافة
محمد القاضي مقدم برنامج" الصفحة الاخيرة "علي قناة المحور، يري أنه ليس هدفا في حد ذاته أن تكون هناك فروق معينة بين تلك النوعية من البرامج، ومن خلال برنامج الصفحة الاخيرة يري القاضي أنه يقدم صورة يومية لما جاء في الصحافة المصرية للمواطن الذي بطبيعة الحال لن تمكنه عوامل" الوقت والجهد والقدرة المالية" أن يطلع علي كل الصحف الصادرة، في نفس الوقت وبجانب العرض نقدم تحليلا للخبر، ونربط الاخبار التي بينها رابط ببعضها البعض، ونحاول معرفة المعني من وراء الخبر، ونقوم بالاتصال ببعض المصادر للاستزادة او للتأكد والتحقق، او لنحصل علي مزيد من الشرح والتفسير أو التعرف علي مدي اهمية الخبر، واحيانا يقوم مصدر بنفي خبر منشور في احدي الصحف. جزء آخر في البرنامج يتعلق بعمل تقرير تليفزيوني من الشارع، فصحيح ان البرنامج يصنف بأنه برنامج" صحافة" لكن انا حريص علي ان يكون ذلك في قالب تليفزيوني من ناحية الاخراج والشكل، فمن خلال متابعة الصحف الصباحية قد يلفت نظرنا خبر او فكرة تحقيق او غيرهما فنطرح سؤالا يتعلق به علي الجمهور في الشارع..في النهاية البرنامج ليس برنامجا إخباريا لأنه ليس" نشرة اخبار جافة" وإنما ندعم الخبر بالراي لكن في نفس الوقت هذا الرأي لا يكون رأيا يتعلق بقناعاتي الشخصية، بل رأيا موضوعيا قائما علي المعلومات، ولا أحد يمتلك ناصية الحقيقة فعلي قدر اجتهادي، نحاول تقديم مثلا ثلاثة تفسيرات محتملة لمضمون خبر ما.
أشار القاضي إلي أن "الأولوية في اختيار الاخبار هي المعايير المهنية المتعارف عليها، فهناك أخبار لا يكن ملائما أبدا نشرها، ما يعنينا ان يكون الخبر كاملا من حيث عناصره المعروفة يجيب عن الاسئلة الخمسة، وثانيا أن يكون خبرا له مدلول أو مغزي، أحيانا أجد خبرا صغيرا لكنه استفز شيئا بداخلي وأشعر أن هناك ما يستوجب التعليق عليه".
ٍحول هدفه من فقرة "صالة التحرير" يقول القاضي" أردت ان انقل للمشاهد جو المؤسسة الصحفية أو كما يقال" المطبخ الصحفي" وكأنه يحصل علي الاخبار "ساخنة" من قلب المطبخ، من ناحية أخري نسلط الضوء علي الصحفيين ممن حققوا "خبطات" مهنية وهو نوع من الدعم وتسليط الضوء علي النماذج الناجحة المجتهدة، فصحيح اني اعمل كمقدم تليفزيوني منذ 16 عاما، لكني من عشاق صاحبة الجلالة، دون تحيز بدءا من الاهرام والمصري اليوم والوفد والشروق واليوم السابع وحتي الديار وعيون الليل، ونسعي لتجديد البرنامج ونجهز حاليا لفقرة لم نستقر علي مضمونها بعد ربما يكون لها علاقة بالجانب الثقافي. يتميز برنامج الصفحة الأخيرة بتقديم فقرة بعنوان "بريد القراء" يستقبلون من خلالها مشاكل المواطنين ويحاولون حلها من خلال الاتصال بالمسئولين.
التليفزيون أكثر متعة
جابر القرموطي صاحب برنامج"مانشيت" علي قناة otv قدم أكثر من 200 حلقة، ويبدي اهتماما أكبر بأحوال الصحفيين ومشاكلهم، عن برنامجه يقول " ما أقدمه في الجزء الأول من البرنامج كنت أقوم به علي الورق بشكل أسبوعي وأنا صحفي في جريدة الحياة اللندنية في 2003، وأقوم بإرسال نسخ منه إلي زملائي الصحفيين، حيث أقوم برصد أهم القضايا وأبرز الشخصيات في الأخبار.
يعتبر القرموطي أن البرامج الأخري مكملة له لا منافسة، هدفها زيادة الوعي والنضج لدي الجمهور ليلموا بما يجري حولهم وهو نفس هدف برامج التوك الشو اليومية. وحول كيفية إعداده للبرنامج يقول" أقوم بشراء الطبعة الأولي من كل المطبوعات الصحفية يوميا ثم الطبعات الثانية والثالثة للمقارنة بينها، ويشاركني في ذلك بالطبع فريق الاعداد، فنحدد الاتجاه العام للصحف، من خلال مقالات الرأي والتقارير الإخبارية ومانشيتات الصحف الرئيسية ".
ويوضح القرموطي أن الإحصاءات التي يقدمها في بداية الحلقة لعدد الموضوعات الصحفية وتصنيفها حسب الأشكال الصحفية والمضمون أحيانا، هدفها أولا إبراز مجهود الصحفيين فيقول "من كان يتخيل أن هناك 236 مقالاً في اليوم، أو أن هناك 8000 خبر يومي، والثاني هو أن تعطينا مؤشرا عن ابرز القضايا علي الساحة، وبالتالي تكون نواة الفقرة الاولي من البرنامج، أما بالنسبة للشق الثاني وهو استضافة ضيف أواكثر فيكون اختياره بناء علي مقال كتبه أو رأي طرحه في موضوع ما، وأحاول دائما أن أخرج منه ب" خبر ".
لا يري القرموطي أن ما يقوم به هو"تحليل" للأخبار حيث يري أن فكرة "التحليل" تحتاج إلي خبرة أكبر لكن أحيانا يكون هناك تعليق مني علي خبر من خلال طرح تساؤلات لكن لا اطرح وجهة نظر مباشرة لكن عندما أفعل ذلك يكون علي أمور لا يختلف عليها احد، اما ان يكون هناك أمر يحتمل وجهات نظر مختلفة فلا أملك ان اتخذ جانب طرف علي حساب آخر".
القرموطي أكد أن العمل التليفزيوني أكثر متعة، فيقول" في لقاء مع الصحفي عبد الله كمال قال إني لو كنت عملت 15 عاما أخري مثل التي قضيتها في الصحافة المكتوبة لم اكن لأحقق شيئا علي مستوي الوصول الي الجمهور، فحلقة واحدة تحقق نجاحا وانتشارا وذيوعا لا يقارن بمقال صحفي، خاصة أن الحلقات متاحة علي موقع اليوتيوب، وهذا دافع لي لأكون أكثر تجويدا واختلافا وتنوعا، وأعتبر أني اكتب بلساني عوضا عن القلم، وهذا يشفي غليلي المهني".
من أبرز المآخذ علي أداء القرموطي هو انفعاله الملحوظ أثناء التعليق علي الأخبار وعن هذا الأمر يقول" الانفعال ليس طبيعة في، وقد لفتت زوجتي نظري الي هذا الامر اكثر من مرة- لكن ما يحدث ان هذه الطريقة في الالقاء ليست متعمدة او مفتعلة ولوشعر المشاهد بذلك لنفر مني ويسقط برنامجي وهذا هو الأهم، لكن أحيانا لا يكون هناك مفر من الانفعال كأن أتناول ما يجري من تهويد للاقصي، فحينها سيكون الهدوء غير ملائم، لان الأمر خطير ولابد من ايصال ذلك الي الرأي العام".
القرموطي أيضا يسعي للتجديد فذكر أنهم سيقومون بتقديم بعض الحلقات من داخل المؤسسات الصحفية فيتم إجراء حوارات مع صحفيي المؤسسة حول المهنة وربما زيارة أقسام الصحافة والإعلام في الجامعات.
مجاملات
في المقابل، حرصنا علي سؤال أساتذة الاعلام حول تقييمهم لما تقدمه تلك البرامج وما لها وماعليها، فيري د.هشام عطية أستاذ الصحافة في إعلام القاهرة، أن عمل قراءة في الصحف يستلزم توفر نوع من الابداع لمن يتصدي لذلك، فلابد من ظهور ذاتية للمقدم بشكل يميزه ويجذب المشاهد لمتابعته، فيجد زوايا ينطلق منها في العرض، والمقارنة بين الصحف في تناولها لنفس الخبر" ولا ننكر ضرورة تمتع المقدم بالحضور وهو امر قابل للاكتساب .
عطية يري أن ظهور ذاتية مقدم البرنامج بشكل يتجه الي "الادلجة" امر غير مرغوب «او علي الاقل لا يحبذه هو شخصيا لأنه يحمل قدرا من الوصاية علي المشاهد»، ويعلق بشكل سريع علي البرامج السابق ذكرها، فيري مثلا ان برنامج الطبعة الاولي يتميز بحضور جيد لصاحبه، ويوجد تنوع في القضايا المطروحة، لكنه يري انه يشوبه بعض المجاملات لبعض الصحف، فلا تكون الموضوعات المشار اليها فيها ذات قيمة حقيقية للمشاهد. ويعلق عطية علي قول "المسلماني" من ان برنامجه هو برنامج سياسي وليس برنامج صحافة فيقول" ان الاعلام المصري درج علي اعتبار المضمون السياسي هو الاكثر قيمة، وان المذيع الذي يقدم برنامجا سياسيا هو الإعلامي الأكثر جدارة، علي اعتبار أن المضمون السياسي يكون موجها غالبا للنخبة. برنامج"الصفحة الأخيرة يفتقر من وجهة نظر د. هشام عطية للخصوصية والابتكار، أما برنامج مانشيت فبه قدر من الحيوية، وتنوع للضيوف، وان كان هناك تكرار، و احيانا يكون اختيار الضيف غير موفق كونه غير ذي صلة بالموضوع د. عطية ايضا اعترض علي فكرة الاحصاءات التي يتم عرضها علي اعتبار انها ليست "مهمة" للمشاهد".
مقال مرئي
د. أيمن منصور -الاستاذ في قسم الاذاعة والتليفزيون- باعلام القاهرة وهو متابع تقريبا كل البرامج من هذه النوعية ويري ان افضلها تقريبا هي الفقرة التي يضمها برنامج" صباح دريم" الذي يقدمها صحفي مختلف علي مدار ايام الاسبوع، وهو يري الفقرة متكاملة حيث يتم عرض ما جاء في الصحف المصرية الصباحية، والتعليق عليها، فضلا عن الاتصال بالمصادر المرتبطة بالاخبار والاستزادة منها، خاصة ان الفقرة تمتد ساعة مما يتيح الفرصة لعمل عرض شامل وواف. وهو بشكل عام يري ان البرامج الموجودة هي برامج تعتمد علي الصحافة مثلها مثل برامج التوك شو الاخري وليس برامج صحافة، وهي أقرب الي برامج توك شو " مصغرة"
اما عن برنامج الطبعة الاولي فيراه منصور برنامجا "مسيسا" وليس برنامجا سياسيا، حيث يسعي لتسييس كل الأمور بما فيها الرياضة، كما يراه اقرب الي "الخطبة" وهو تعبير عن رأي مقدمه "أحمد المسلماني" الشخصي، وهو يختار موضوعين او ثلاثة ويعلق عليها، ولهذا يعتبر برنامج المسلماني هو بمثابة مقال رأي مرئي للمسلماني.
أما عن برنامج الصفحة الاخيرة فيراه يفتقر الي رؤية او وجهة نظر واضحة، اما برنامج مانشيت فيري جهدا كبيرا مبذولا به وان كان مقدمه يسير علي نهج الاعلامي حمدي قنديل في طريقة الالقاء وربط الموضوعات، وهو - بعكس د. عطية- أثني علي فكرة الإحصاءات.
د. أيمن يري ان تلك البرامج ربما تغني المشاهد عن قراءة الصحف ان كان سيشاهدها مجتمعة، وبسؤاله عن العلاقة بين عرض وجهة نظر مقدم البرنامج الخاصة وارتفاع أسهم برنامجه خاصة إذا كان رأيه يأتي علي هوي الرأي العام، يري د. أيمن أنه ربما يكون ذلك سببا في بعض الاحيان، لكنه بشكل عام يري أن فكرة الموضوعية أكذوبة في العمل الاعلامي، فالانتقائية في اختيار الاخبار من بين سيل يومي، وترتيب عرضها، كل ذلك يحمل بطريقة غير مباشرة وجهة نظر القائمين علي البرنامج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.