في ضوء الوقائع التي تعرض لها بعض الفنانين والمشاهير مؤخراً من عملية اختراق لأرقام هواتفهم لمحاولة ابتزازهم وسرقة حسابتهم البنكية.. كشفت شركة الاتصالات التابع لها تلك الخطوط عن المتورط وهو أحد موظفي خدمة العملاء هذه المشكلة أثارت جدلا واسعا خاصة بعد تصريحات بعض الفنانين الذين تعرضوا لذلك وعدد من خبراء الاتصالات بأن هذا الشكل من السطو علي خطوط المحمول والاستيلاء علي الحسابات البنكية تعرض له مواطنون آخرون ومن قبل اشخاص عاديين لا يتبعون شركات اتصالات والذي بات نمطا جديدا لاختراق البيانات في عالم الجريمة الإلكترونية!! د. أحمد مختار خبير اتصالات وتكنولوجيا المعلومات يقول: فكرة اختراق رقم الموبايل يعتبر جديد في عالم الجريمة الإلكترونية بالنسبة لمصر لكن حدثت وقائع عديدة لغير المصريين ويحدث ذلك عن طريق ارسال فيديو أو حتي صورة علي أي من التطبيقات المشهورة مثل الواتساب أو الفيس بوك أو الانستجرام وهذا الفيديو أو الصورة أو حتي محتوي رسالة مطولة يكون متضمن ايضا لفيروس معين بمجرد ان يضغط المستخدم لفتحه وقبوله يستطيع المرسل الوصول إلي معلومات شخصية علي الموبايل الخاص بالشخص واختراقها ويبدأ الثاني من الخطة بعد اطلاعه علي البيانات بالاتصال بشركة الاتصال التابع لها العميل الاصلي ويطلب وقف الخدمة أو حتي التنازل عن الرقم وطبعا تقوم شركة الاتصال بالتأكد من بعض معلومات العميل التي بالفعل تمكن هذا المحتال من الوصول إليها من خلال الاجراء السابق الذي قام به ووقف الخط يكون بهدف أن يؤمن المخترق نفسه لانه تمكن من خلال التوصل لبيانات العميل بالدخول إلي حساباته البنكية أو التسوق "الأون لاين" التي يجريها العميل. أضاف أن مثل هذه البنوك أو مواقع التسوق "الأون لاين" تجري بالسحب المباشر من حساب العميل وتقوم هي الأخري بإرسال رسالة للعميل بعمليات السحب أو الشراء التي تمت فيتفادي اللص أن يتعرض لذلك فينتبه الشخص الأصلي فيجري عملية وقف الخط ويقوم بالسطو علي كل ما يخص العميل الأصلي وهذه واقعة جرت بالكامل لإحدي المشاهير بالخارج لكن بالنسبة لما حدث مع بعض الفنانين المصريين انتهت الوقائع عند توقف خطوط موبيلاتهم!! أشار د. مختار إلي أن النصب الإلكتروني واختراق البيانات أصبح من الأمور السهلة ولها عصابات ومافيا في جميع دول العالم إلي جانب أشخاص عاديين بخطوات بسيطة تستطيع أن تسطو علي جميع البيانات التي يرغب فيها من أي هاتف!! أضاف أن هناك بعض الارشادات الضرورية التي يجب أن يؤمن المستخدم بها نفسه إلي حد ما حفاظا علي حقوقه منه الموبايل المتصل بالإنترنت أو الذي نستخدمه للتصفح ومتابعة المواقع واستخداماته في التواصل الاجتماعي يجب ألا نضع علي هذا الهاتف معلومات مهمة وكذلك التعاملات البنكية يفضل أن تكون من خلال جهاز كمبيوتر وليس هاتف والا يستخدم هذا الكمبيوتر لاغراض التصفح والتواصل والدخول علي ويب سيت حتي تكون معلوماتنا المهمة مؤمنة بشكل كبير. المهندس أحمد العطيفي "خبير اتصالات وتكنولوجيا المعلومات" يقول: قضية تأمين المعلومات غاية في الخطورة والسطو علي البيانات الشخصية بالهواتف المحمولة وحتي الخطوط نفسها أصبحت اموراً متداولة وتحدث بشكل عادي فالتجسس لم يعد يجري علي الشبكات بل علي الموبايلات والطرق التقليدية في التأمين غير مجدية فالأمر يرتبط بعاملين الأول: وعي الناس وافتقادهم لطرق الحماية للبيانات الشخصية وكيفية تأمين "الأكونت" الخاص بهم سواء علي الفيس بوك أو أي من التطبيقات الأخري وجهلهم في استقبال وتحميل برامج مجانية تستطيع التوصل لبياناتهم الخاصة فهذا يستلزم من خبراء الاتصالات توعية الناس بالطرق الصحيحة في التأمين والعامل الآخر: علي الحكومة وأجهزة الدولة المعنية بالاتصالات والتي عليها دور مهم في تأمين البرامج التي تتحكم بالشبكات!! أشار العطيفي إلي أنه تبين في مشكلة توقف خطوط هواتف بعض الفنانين أن مرتكب الواقعة موظف بخدمة العملاء وهذا وارد أن تكون هناك عناصر فاسدة بالاتصالات والبنوك وأية مؤسسة لكن هذا لا يمنع أن شركات الاتصالات تقدم درجة عالية من تأمين البيانات وما قام به هذا الموظف كان يستطيع أي شخص عادي القيام به وحدثت وقائع عديدة في هذا الصدد من قبل اشخاص مجهولين استولوا علي أرقام هواتف آخرين وارتكبوا من خلاله عمليات استيلاء علي حساباتهم الشخصية وابتزازهم ايضا. أضاف أن الاختراق خطورته غير محظورة علي أحد وينصح بضرورة عدم الوثوق في أحد بتزويده برقم الحساب البنكي الخاص بالشخص وعدم وضع مثل هذه المعلومات وحفظها علي الموبايل ويحذر من تنزيل برامج أو ألعاب من مصادر مجهولة وغير معروفة وعدم منح الموافقة للوصول إلي بيانات الهاتف لاحدي التطبيقات. المهندس مالك صابر "مدبر قواعد بيانات" يقول: كل شيد أصبح متاحاً للاختراق لكن القيام باختراق خطوط الموبايل والاستيلاء علي رقم هاتف أمر صعب لكنه ليس مستحيلا والصعوبة فيه أن الخطوط الجوالة محمية بجودة أكبر من قبل شركات الاتصالات المختلفة لكن في ظل انتشار أجهزة الموبايلات الحديثة وتوافر "الاندرويد" يمكن ذلك ليس فقط لموظف بشركة الاتصالات التي حدثت بها واقعة السطو علي خطوط بعض المشاهير بل يمكن لأي انسان عادي لديه قدرة عالية في التعامل مع الإنترنت ان يقتحم هذه الأجهزة وبالتالي طالما استولي علي رقم هاتف شخص ما يكون من السهل عليه التحكم في كل ما يحتويه جهاز هذا المسطو عليه سواء بيانات ومعلومات خاصة أو حسابات بنك أو "باس ورد" لملفات ضرورية فكل شيء يكون ميسر أمامه. ينصح صابر بتزويد أجهزة الأندرويد ببرنامج "انتي فيروس" قوي وعدم الاحتفاظ بصور شخصية أو خاصة علي أجهزة الموبايل.