حثت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوروبيين على بذل المزيد من الجهود لكبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. جاء ذلك في سياق مقال افتتاحي نشرته الصحيفة اليوم بعنوان "صمت الغرب المُخزي تجاه غزة". وذكرت الصحيفة أنه بعد 19 شهرا من الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، يُجهز نتنياهو مجددا لتصعيد هجومه على غزة، مما سيشكل كارثة على 2.2 مليون من سكان غزة عانوا بالفعل معاناة لا تُوصف. وكل هجوم جديد يجعل من الصعب عدم الشك في أن الهدف النهائي لائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف هو ضمان أن تصبح غزة غير صالحة للسكن وطرد الفلسطينيين من أراضيهم. وقالت الصحيفة إنه رغم منع إسرائيل وصول جميع المساعدات إلى القطاع وتزايد التحذيرات من المجاعة والأمراض، فإن الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية التي تُصور إسرائيل كحليف يُشاركها قيمها، لم تصدر إلا كلمة إدانة بالكاد. وأكدت أن هذه الدول عليها أن تخجل من صمتها، وأن تتوقف عن تمكين نتنياهو من التصرف دون عقاب. وفي تصريحات موجزة الأحد الماضي، أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن سكان غزة "يتضورون جوعا"، وأشار إلى أن واشنطن ستساعد في إدخال الغذاء إلى القطاع. لكن حتى الآن، لم يفعل الرئيس الأمريكي شيئا سوى تشجيع نتنياهو، بحسب الصحيفة. وأوضحت الفاينانشيال تايمز أن نتنياهو يُصر على ضرورة شن هجوم موسع للقضاء على حماس وتحرير الرهائن ال 59 المتبقين. والحقيقة هي أنه لم يُفصح قط عن خطة واضحة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أشعل فتيل الحرب، بل يُكرر شعاره المُبالغ فيه "النصر الكامل"، ساعيا إلى استرضاء حلفائه المتطرفين لضمان بقاء ائتلافه الحاكم. وأكدت الصحيفة أن إسرائيل تدفع ثمن أفعال نتنياهو أيضا، فالهجوم الموسع سيُعرض حياة الرهائن للخطر، ويُقوض سمعة إسرائيل المُشوهة، ويُعمق الانقسامات الداخلية. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن الاضطرابات العالمية التي أثارها ترامب صرفت الانتباه عن الكارثة في غزة. ومع ذلك، كلما طال أمدها، زاد تواطؤ أولئك الذين يلتزمون الصمت أو يحجمون عن التحدث علنا.