صراع غريب وطريف يشهده صيف الاسكندرية علي بئر مسعود اشهر المناطق السياحية بالثغر غير المعروف اصلها علي وجه التحديد فالبئر المواجه للبحر بمنطقة ميامي هو بئر الامنيات فكل من له حاجة او طلب يقوم بالقاء امواله المعدنية بالبئر علي امل تحقيق امنيته وهو ما جعله صاحب كرامه مزعومة بين ابناء الاسكندريةوالمحافظات صيفا وشتاء الا ان اسطورة بئر مسعود لم تتوقف عند هذا الحد ولكنها اصبحت بمثابة مصدر رزق لمحترفي الغوص من الشباب من ابناء غرب وشرق الاسكندرية للنزول فيه في نهاية كل يوم لجمع ما يتم إلقاؤه من اموال تمثل لهم مصدر رزق يومي بل ان بعض الشباب قد كون ثروات من هذا البئر صاحب الكرامات حيث كان مايتحصل عليه في اليوم من خلال الموسم الصيفي يتراوح مابين 150 الي 200 جنيه اي ما يعادل ستة الاف جنيه شهريا الا ان الحال قد اختلف بعد ان قامت المحافظة فجأة بردم البئر لظهور العديد من حالات الوفيات من الغطاسين الذين يعجزون عن الصعود مرة اخري نتيجة لإختناقهم داخل الماسورة الواصله بين البحر والبئر لتجديد المياه به بصورة مستمرة لعدم خبرتهم في العوم او لزيادة وزنهم مما يتعارض مع سعة الماسورة. يقول عمر زين الدين 17 سنة طالب الثانوية العامة: لقد قطعت المحافظة عيشنا لقد كان بئر مسعود بالنسبة لنا ليس بئر الامنيات ولكنه بئر الثراء السريع فقد كنا نتنافس علي الغوص في اعماقه لجمع حصيلة الأموال التي تلقي طوال اليوم من الطالبين لتحقيق الامنيات ونحقق في اليوم خلال الموسم الصيفي من 150 الي 200 جنيه الا اننا فوجئنا بقيام المحافظة بردم البئر لاسباب لا نعلمها ولكنها جعلت مستوي المياه في البئر منخفضا ولا يمكن الغوص فيه وأصبحت المياه لا تتجاوز ال 40 سم فأصبح من السهل نزول أي شخص وجمع الأموال لذلك أصبح التنافس اكبر والخير أقل. ويضيف خالد يسري من مينا البصل: ان بئر مسعود مشهور لدينا في غرب الاسكندرية بأن كل من ترغب في الزواج أو اتمام خطوبة تقوم هي وحبيبها بإلقاء العملات المعدنية لتحقيق امنيتها وبالتالي كنا ننظم نفسنا كمجموعات للنزول للبئر والخروج الي البحر حيث ان عمق البئر خمسة امتار وقطره متر وهو ما كان يسمح لنا بالقفز لجلب الأموال وبالطبع يختلف الوضع بالنسبة لفصل الشتاء حيث كانت ترتفع الامواج ويقل عدد أصحاب الأمنيات ولم نكن نجمع سوي من 20 الي 50 جنيها في اليوم الا اننا فوجئنا بقيام المحافظة بردم البئر وايصاله بمواسير رفيعه لتغير المياه لقيام البعض بقضاء حاجاتهم داخل البئر مما يجعل رائحته كريهة بالاضافة الي القاء المخلفات من أرغفة الخبز والاوراق وغيرها فتحول البئر من بئر الامنيات الي مقلب قمامة وأصبح البحث عن الاموال صعبا لاستخراجها من وسط القمامة.. اتمني ان تعدل المحافظة عن القرار الذي اتخذته بردم البئر وعودته كما كان. ويضيف محمود ابرهيم فيقول: تعلمت الغطس في بئر مسعود من والدي حيث كان بالنسبة لنا مصدر رزق يومي لتوافد اعداد كبيرة من الشباب والفتيات والباحثين عن فرصة عمل والمهمومين بالقاء الاموال فيه ولن يصدق البعض اننا عشنا اشهر علي مانقوم باستخراجه من أموال فكان بالنسبة لنا كالوظيفة وقد لا يعلم البعض بأن البئر لا يحتاج الي احترافية في الغطس بقدر ماهو يحتاج الي شخص يحفظ ويعلم اماكن الصخور التي توجد داخل البئر جيدا حتي يتفاداها ولا يصطدم بها عندما يقوم بالقفز بداخله وكثيرا ما شاهدت شبابا يأتي من الارياف أو غرب الاسكندرية سواء من العامرية أو برج العرب أو الدخيلة للنزول للبئر لجلب الأموال لاعتقادهم بسهولة الوضع الا انهم اما ان يصابوا بكسور او جروح عميقه واحيانا الوفاة حيث يقفز الشاب ولا يصعد مرة اخري ويظل اصدقاؤه يبحثون عنه علي مدار ايام طويلة حتي تظهر جثته بارتفاع الامواج. ويقول خالد مرسي: لقد انتهت اسطورة بئر مسعود بعد ان قامت المحافظة بردمه وتحول الي مقلب للقمامة يتنافس فيه يوميا زوار الثغر للبحث عن الاموال فلم تعد المسألة حرفة كما كانت من قبل. ويقول الخبير الاثري احمد عبد الباسط ان بئر مسعود ماهو الا مثال حي للخرافات المتداولة علي مر السنوات ولكنه في نفس الوقت اسفر عن رواج سياحي بالثغر وهناك قصص متداولة عبر مئات السنين حول هذا البئر الذي يعتبر منطقة صخرية تتدافع منها الامواج ولكنه اصبح حاليا عبارة عن مياه راكدة فقط بعد ردمه. واضاف هناك العديد من القصص التي تم تداولها حول هذا الموقع السياحي منها انه في قديم الزمان قد سقط طفل يدعي مسعود في هذا البئر وظل والداه ينادون بواسطة منادي يتم استئجاره باسمه بالمنطقة علي مدار ايام طويله حتي ظهر فجأة بالبئر بين الصخور فاعتبروه بركه واطلقوا عليه بئر مسعود باسم الطفل. ورواية اخري بأن هناك شيخا جاء من الحبشة وكان يجلس علي حافة الصخرة يوميا لتعبد وقراءة القران حتي توفي بجواره فاعتبروه بركة واطلقوا عليه نفس الاسم. اما الرواية الاطرف وهي المعروفة بالمنطقة بأن تاجر مخدرات كان يتم مطاردته من قبل الشرطة بهذه المنطقة التي كانت خالية تماما من السكان واختبأ في البئر عده ايام ولم يكن يظهر سوي ليلا ليعود للاختباء مرة اخري حتي عثرت عليه الشرطه وقتلته وظل أهالي المنطقة يعتقدون بأن روحه تظهر ليلا لتلبية رغبات اصحاب الامنيات وبصورة عامة فإن نظرية القاء الاموال في بئر او نافورة هي عادة بين دول البحر الابيض المتوسط في ايطاليا بها نافورة الامنيات لتلبية مطالب العشاق والاحبة ومصدر سياحي بصورة عامة والمطلوب الاعتناء بنظافة المنطقة واستغلالها سياحيا علي الوجه الاكمل طالما انها محل اعجاب من ابناء المحافظات.