«بير مسعود» أساطير مدفونة كتبت سهام عباس: فى الاسكندرية الساحرة على شاطئ ميامى، بالقرب من صخرة كبيرة تبدو كجبل تنكسر الأمواج على صفحتها، تقع منطقة بئر مسعود. هى مقبرة أثرية تعود لفترة وجود اليونانيين فى الإسكندرية، حيث كانوا يقيمون مقابرهم قرب البحر. وتعود جذور هذه البئر إلى الأساطير اليونانية التى كانت تمجد سطوة البحار وآلهتها، واستمدت البئر شهرتها كمزار سياحى من الأساطير والخرافات التى يتناقلها الأهالى والسياح عن بركات البئر وأنها تجلب الحظ فتجدهم يلقون بالنقود بعد وشوشتها بالامنية التى يرغبون فى تحقيقها فما بين الدعوات بالزواج و يا رب اخلف و يا رب ابنى ينجح والسيدات اللاتى يرغبن فى الإنجاب وآخرين يتمنون الشفاء من أمراض عجز الطب عن علاجها، ونحن نعلم أن الله وحده هو الذى بيده كل شئ، ووراء تسمية هذه البئر بهذا الاسم قصص وروايات.. يقال منها انه حينما حلم أحد أهالى المنطقة بالعثور على ابنه المفقود (مسعود) فى قاع البئر،خرج الأهالى يبحثون عنه ليلاً وعثروا على الطفل غارقاً فى قاع البئر لم يمسسه سوء ولم تنتفخ جثته فقاموا بدفنه فى هذه المنطقة وأطلقوا اسمه على البئر. الغريب أنه لا يوجد أحد من أهالى الإسكندرية يعلم السبب الحقيقى وراء تسمية البئر بهذا الاسم ومن الظواهر التى ارتبطت بهذه البئر هو نزول الاطفال السكندريين الذين يجيدون السباحة للبئر بالقفز من اعلاه والغوص الى قاعه لإحضار هذه النقود وسط تصفيق حاد من الجماهير الملتفين حول البئر وعادة مايغادر المصطافون هذا المكان وتعلو وجوههم ابتسامة عجيبة على امل ان يعودوا اليه فى العام المقبل وقد تحققت امانيهم. الانس والجن يتقاسمان الطعام فى «جبل علبة» كتبت كوثر زكى: عندما تمر بسيارتك فى صحراء »جبل علبة« بحلايب، تجد من يقبل عليك مسرعا قائلا لك «منتكا حيز» بمعني كيف حالك ولعلك بخير. وعندما تعطي طفلا قطعتي حلوى فانه يأخذ واحدة ويعيد الاخري، حتى يكاد المرء يحسدهم علي قناعتهم رغم الفقر الذي يعيشون فيه وهي سمة موجودة ايضا بين النوبيين وغرب السودان حيث يقتسمون شربة الماء ويتهادون باللبن، والمثير أنهم بسبب شدة تمسكهم بالحقوق لا يغفلون حتى حق الجن في طعامهم! ففي معتقداتهم ان الجن هم اصحاب الارض الحقيقيون وهذا يعطيهم الحق في خيراتها من الماء والاغنام فتري السيدة تحفربيدها حفرة في الارض وتصب فيها اللبن لأن معتقدها الذي ورثته أن هذا اللبن من حق قبائل الجن الذين يسكنون الوادي لانهم يجاورونهم و يقتسمون الحياة معهم وليس اللبن فقط بل و الجبنة وهي القهوة فقبل ان يشربها الناس يلقون بجزء منها في حفرة الارض وكذلك دم الذبيحة حيث يرشونه علي الرمال ويلقون باجزاء من الذبيحة تحت الاشجار او فوق التلال ومنهم من يختص الجن بطبق يعلق في سقف الكوخ وكلما اقبلوا علي طعام او شراب وضعوا جزءا منه فى الطبق. اما اغرب ما يوجد فى «جبل علبة» فهو شجرة اسمها «ملاجني هندى» والغريب في هذه الشجرة انهم لا يقطعون فروعها بايديهم لكنهم يربطون فرع الشجرة بحبل ويربطون الطرف الاخر في رقبة حمار ويضربونه حتي يجري وينقطع فرع الشجرة ويتولي الرجل المختص في عمل الاحجبة والتمائم سكب اللبن والماء تحت الشجرة كنوع من القربان للجن الساكنة للشجرة حتي لا تؤذيهم بعد ان اقتطعوا منها.