* يسأل محمد أحمد عبدالحليم تاجر مصوغات مقيم بشارع محمود البنا ببولاق الدكرور: ما حكم الاقتراض لأداء فريضة الحج؟! ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: الحج فريضة علي المستطيع لقوله تعالي: "ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" "آل عمران: 97" وبناءً عليه: لا يجوز الاقتراض لأداء الفريضة ويؤكد هذا المعني ما روي عن عبدالله بن أبي أوفي. قال: سألت النبي صلي الله عليه وسلم عن الرجل لم يحج أيستقرض للحج. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا - وقد أخذ الفقهاء من مدلول هذا الحديث انه لا ينبغي للمسلم ان يقترض من أجل أداء فريضة الحج. لأن في الاستقراض تكليف فوق المقدور. والقاعدة انه لا تكلف إلا بمقدور. ويقول الله تعالي: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" "البقرة: 286". * يسأل محمد عارف وأحمد مصطفي سالم من السويس: ربما نجد صعوبة في التعامل مع بعض الناس فبما تنصح من خلال الشرع الحنيف؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين وكيل وزارة الأوقاف بالسويس: السعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله. فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله. وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله. وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافآتهم. وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم فلا تفعل شيئاً من أنواع العبادات والقرب لأجلهم. لا رجاء مدحهم ولا خوفاً من ذمهم. بل ارج الله ولا تخفهم في الله فيما تأتي وما تذر. بل أفعل ما أمرت به وإن كرهوه فمن ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله. أو تذمهم علي ما لم يؤتك الله فإن اليقين يتضمن اليقين في القيام بأمر الله وما وعد الله أهل طاعته. ويتضمن اليقين بقدر الله وخلقه وتدبيره. فإذا أرضيتهم بسخط الله لم تكن موقنا. لا بوعده ولا برزقه. فإنه إنما يحمل الإنسان علي ذلك. إما ميل إلي ما في أيديهم من الدنيا. فيترك القيام فيهم بأمر الله. لما يرجوه منهم. وإما ضعيف تصديق بما وعد الله أهل طاعته من النصر والتأييد والثواب في الدنيا والآخرة. فعليك ان تزهد فيما عند الناس من متاع الدنيا ولا تنافسهم في ذلك فإن الرزق مقسوم. فإنك إذا أرضيت الله نصرك. ورزقك وكفاك مؤنتهم. فإرضاؤهم بسخطه إنما يكون خوفاً منهم ورجاء لهم. وذلك من ضعف اليقين فإن من أرضي الله بسخطهم كان قد اتقاه. وكان عبده الصالح. والله يتولي الصالحين. وهو كاف عبده "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" "الطلاق: 2. 3" فالله يكفيه مؤنة الناس بلا ريب. وأما كون الناس كلهم يرضون عنه. فقد لا يحصل ذلك. لكن يرضون عنه. إذا سلموا من الأغراض وإذا تبين لهم العاقبة. ومن أرضي الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئاً. كالظالم الذي يعض علي يده يقول: "يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا" "الفرقان: 27.28" وأما كون حامدة ينقلب ذاماً. فهذا يقع كثيراً. فلا ينشغل بمدحهم له وذمهم كما قاله بعض علمائنا.