أصبحت محافظة الغربية تتصدر قائمة محافظات مصر التي تواجه خطر التلوث البيئي الذي أصبح يمثل قنبلة موقوتة وينذر بكارثة بيئية خطيرة تهدد حياة الآلاف من أهالي وسكان محافظتي الغربيةوكفر الشيخ بعد انتشار الأمراض الخطيرة مثل السرطانات بأنواعها والفشل الكلوي والالتهابات الكبدية المزمنة والتيفود وذلك نتيجة ارتفاع نسبة التلوث الخطيرة والتي تجاوزت كافة الخطوط الحمراء بجميع مجاري ومصارف ري الأراضي الزراعية التي تعتمد عليها آلاف الأفدنة المنزرعة بالخضروات والمحاصيل الزراعية الرئيسية مثل الأرز والقمح والذرة والبنجر وغيرها من المحاصيل الاستراتيجية والهامة بسبب إلقاء مخلفات الصرف الصناعي للعديد من شركات ومصانع القطاعين العام والخاص بالمحلة الكبري والمحملة بالأصباغ والمواد الكيماوية. وأيضاً مخلفات الصرف الصحي لعشرات بل مئات القري المحرومة من دخول خدمة الصرف الصحي حتي الآن وتعتمد علي عمليات الكسح من خلال العربات المخصصة لذلك والتي تنقل حمولاتها من البيارات البدائية المتواجدة أمام منازل هذه القري وتلقي بها في مصارف ومجاري ري الأراضي الزراعية التي تروي مئات الأفدنة المنزرعة بالمحاصيل الزراعية المختلفة التي تمثل نسبة كبيرة من غذاء الإنسان ومواطني وأهالي معظم محافظات مصر. ندوات وزارة الزراعة التحذيرية ورغم التحذيرات المستمرة للعديد من الندوات التي نظمتها واستضافتها مديرية الزراعة بالغربية وأكدت مدي خطورة تلوث مياه الأراضي الزراعية بمخلفات الصرف الصحي والصناعي بشكل مباشر مما أصبح يهدد صحة وحياة المواطنين بالاصابة بالأمراض الخطيرة نظراً لاحتفاظ النباتات والخضروات والمحاصيل الزراعية المختلفة بالسموم العالقة بمياه الصرف الصحي والصناعي وأكدت الأبحاث والدراسات أنه عند استهلاك الانسان لهذه المحاصيل والخضروات تنتقل هذه السموم منها إلي الإنسان مما يؤدي للإصابة بالأمراض السرطانية بأنواعها والفشل الكلوي والالتهابات الكبدية والتيفود والأمراض المعوية الأخري وهو ما أكدته الندوة الأخيرة التي استضافتها مديرية الزراعة بالغربية برئاسة المهندس عادل العتال وكيل وزارة الزراعة بالغربية. كما أكد المهندس محمود عبدالعزيز بالإدارة المركزية للأراضي والمياه بمديرية الزراعة أن مياه الصرف الصحي والصناعي تمثل خطورة بالغة علي الإنسان والحيوان وتتأثر أيضاً الاراضي الزراعية عند استخدامها في عمليات الري كما يحدث حالياً حيث يضطر المزارعون لري أراضيهم الزراعية دون الالتفات والنظر لخطورة ذلك حيث ان كل ما يعنيهم هو ري زراعاتهم حتي لا تموت من العطش دون إدراك مدي خطورة مياه الري المحملة بنواتج ومخلفات الصرف الصحي والصناعي التي تؤدي للاصابة بالأمراض الخطيرة كما أنها تلحق أضراراً بالتربة الزراعية التي تقل خصوبتها نتيجة تعرضها للتملح والبوار ويقل إنتاجها بسبب ذلك. أشار أن مصرف كتشنر الذي تعتمد عليه آلاف الأفدنة الزراعية بمحافظتي الغربيةوكفر الشيخ يعتبر أكبر مصدر رئيسي للتلوث. ورغم انه سبق ان تم اعتماد مبلغ 1.6 مليار جنيه لإجراء عمليات تطهيره وتطويره وانشاء محطات معالجة للصرف الصحي الا انه رغم مرور حوالي عام علي إعلان ذلك لم يحدث أي جديد ولا يزال الوضع كما هو عليه ولا تزال الكارثة مستمرة حتي الآن. حيث صرح مصدر مسئول بأن الاعتمادات المخصصة لتطهير وتطوير مصرف كتشنر لم تصل حتي هذه اللحظة نتيجة تجميد القرض الصيني البالغ قيمته مليار دولار وهو ما أدي لتوقف تأجيل العمل بالمشروعات الخاصة بتطهير وتطوير مصرف كتشنر المصدر الرئيسي في تلوث مياه مجاري ومصارف ري الاراضي الزراعية واستكمال إقامة محطات معالجة الصرف الصحي والصناعي التي كان قد تقرر إقامتها لحين توافر ووصول الاعتمادات المالية المخصصة لها لتستمر ظاهرة التلوث نتيجة صرف مخلفات الصرف الصحي والصناعي علي مياه المصرف بدون معالجة وبشكل مباشر ويومي. وصرح المهندس إبراهيم الاشقر رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية بأن الهيئة تسابق الزمن للانتهاء من مشروعات إقامة محطات تنقية ومعالجة مياه الصرف الصحي والصناعي مشيراً إلي أنه تم الانتهاء من إقامة 36 محطة معالجة حتي الآن من اجمالي 118 قرية بمحافظة الغربية. وأشار إلي أن هناك 179 قرية بمحافظاتالغربيةوكفر الشيخوالدقهلية تقوم بصرف مخلفات الصرف الصحي بشكل مباشر وغير مباشر علي مصرف كتشنر منها 118 قرية بمحافظة الغربية. و35 قرية بمحافظة كفر الشيخ. و26 قرية بالدقهلية حيث تقوم قري الدقهلية ال 26 بصرف مخلفاتها من الصرف الصحي بشكل مباشر علي مصرف كتشنر بعد ان توقف العمل بهذه القري لاستكمال إنشاء المحطات لعدم صرف الاعتمادات المالية اللازمة لها رغم ان الهيئة انتهت من إعداد الرسومات والتصميمات الخاصة بمحطات هذه القري لحين توفير الاعتمادات المالية المطلوبة لتنفيذها. كما ان هناك ثلاث شركات قطاع عام. و37 شركة ومصنع قطاع خاص تقوم بصرف مخلفاتها الصناعية علي مصرف كتشنر أيضاً بمدينة المحلة الكبري. ويعتبر مصرف كتشنر شرياناً مائياً حيوياً ومهماً يبلغ طوله 68 كيلو متراً ويبدأ من قرية السجاعية التابعة لمركز المحلة الكبري بالغربية حيث يتخلل بطول 22 كيلو متراً بالغربية وبطول 46 كيلو متراً بمحافظة كفر الشيخ حتي بلطيم ويستقبل سنوياً ثلاثة مليارات متر مكعب من مياه الصرف الصحي والصناعي الملوثة التي يتم إلقاؤها من الشركات ومصانع القطاعين العام والخاص العاملة في مجال الغزل والنسيج والصباغة والملابس الجاهزة والزيت والصابون بجانب العديد من القري المحرومة من خدمة الصرف الصحي والتي لا تزال تعمل بنظام الكسح وتلقي بمخلفاتها في مياه مصرف كتشنر. وصرح د. جمال الصعيدي رئيس قطاع الفروع الاقليمية بوزارة البيئة بأن المشكلة يمكن ان تنتهي عندما يتم الانتهاء من ربط شبكات هذه الشركات والمصانع التي تلقي بمخلفاتها في مصرف كتشنر بمحطة الصرف الصناعي الجديدة بمنطقة المشحمة التي تم افتتاحها مؤخراً بتكلفة مالية قدرها 175 مليون جنيه حيث تساهم في حل المشكلة والقضاء عليها بنسبة 95% كما ان هناك مشروعاً آخراً لعلاج مشروع صرف مصنع البنجر بكفر الشيخ بعد إقامة محطة معالجة جديدة لمخلفاته بتكلفة قدرها 32 مليون جنيه هذا بجانب الانتهاء من محطات الصرف الصحي بعدد 144 قرية كانت تعاني من الحرمان ما بين تطوير وانشاء محطات وشبكات للصرف الصحي بها بعد ان يتم افتتاحها. وما بين تصريحات المسئولين وبين إنقاذ حياة وصحة الآلاف من أهالي وسكان محافظاتالغربيةوكفر الشيخوالدقهلية يظل الموقف معلقاً والمشكلة التي مر عليها أكثر من 30 عاماً مستمرة حتي هذه اللحظة وتهدد بانتشار والاصابة بالأمراض الخطيرة التي تكلف الدولة ملايين الجنيهات لعلاج أصحابها بسبب هذه الأزمة والمشكلة التي لا تزال تبحث لها عن حل حتي هذه اللحظة نتيجة تناول آلاف المواطنين للخضراوات والمحاصيل الزراعية المسمومة بطعم المجاري ومخلفات الصرف الصحي والصناعي.