أعرب عدد من مزارعي مركز بلقاس بالدقهلية عن استيائهم الشديد لتجاهل المسئولين وضع حل لمشكلة مصرف كتشنر الذي أصبح سببا لانهيار الزراعة بمنطقة المصب بالدقهلية, مشيرين إلي أنه رغم كونه مصرفا زراعيا إلا انه أصبح يستقبل مخلفات الصرف الصناعي لكثير من المصانع في المحلة الكبري ونظرا لقلة مياه الري بنهايات الترع وخاصة في منطقة حفير شهاب الدين ببلقاس فإنهم يضطرون لري أراضيهم من ذلك المصرف لتترسب العناصر الثقيلة في المزروعات والتي يتناولها الإنسان فيما بعد وتتسبب في تفشي الإصابة بأمراض الكبد والكلي بين المواطنين. يقول السيد سلامة فلاح من قرية المركزية التابعة لحفير شهاب الدين بمركز بلقاس و منتفع بخمس فدادين من جمعية عمر بن الخطاب مشكلتنا معروفة منذ سنوات طويلة لجميع المسئولين فحن نعاني من قلة مياه الري ونضطر للجوء للري من مصرف كتشنر المحمل بمياه الصرف الصناعي والصحي و عندما نطلب حصة من مركز بلقاس الذي نتبعه يكون رد المسئولين ليس لكم حصة وفي حال تزويدنا بمياه الري يكون بعد12 ساعة لري أراضي جمعيتين وتلك المياه لا تكفي. ويضيف: حتي الترعة التي نروي منها وهي ترعة كوم التبن فإنها تحتاج الي تدبيش ولا يقتصر تلويث مياه كتشنر علي المزروعات بل يمتد الي تلويث مزارع السمك في الحامول بكفر الشيخ حيث نحصل علي طعامنا من السمك الذي يعد من أرخص أنواع الغذاء بالنسبة لنا حيث اكتشفنا ان السمك الذي تورده لنا مزارع كفر الشيخ غير صالح للاستهلاك الأدمي لتربيته بمياه من مصرف كتشنر. يقول محمد عبد الله من مزارعي36 الدرفيل انهم يروون أراضيهم بمياه الصرف خاصة في وقت زراعة الأرز, مشيرا إلي أن هناك14 ألف فدان من الاراضي الزراعية بمنطقة حفير شهاب الدين المستصلحة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فضلا عن العزبتان57 و56 التابعتان لابو ماضي تبلغ مساحة أراضيها18 ألف فدان وتتبعها عدة جمعيات أخري تروي من مياه المصرف عند انقطاع مياه الترعة. يوضح الدكتور زيدان شهاب الدين بمركز البحوث الزراعية ان المصرف الذي يصل طوله إلي68 كيلو مترا يحمل مياها محملة بالسم المحمي بالقانون و علي الرغم من تصريحات المسئولين المتكررة بإغلاقه إلا انه مازال تروي به الأراضي, مشيرا إلي أن هناك31 ألف فدان يروون من ذلك المصرف بالقري المطلة علي المصرف حيث تقوم تلك القري بإلقاء مخلفاتها من الصرف الصحي والمخلفات الصلبة بالمصرف حتي أصبحت مياهه زرقاء وسوداء لوجود عناصر ثقيلة به وارتفاع نسبة الأمونيا وحمض الكبريتيك الناتجة عن مخلفات المصانع والتي تترسب في كبد وكلي الإنسان والحيوان الذي يتناول المزروعات المروية بمياه ذلك المصرف مما يهدد حياة المواطنين وهو ما يفسر ارتفاع نسبة الإصابة بفيروس سي في قري الحفير والأمل خاصة بين المزارعين. و يقول الدكتور محمد زيدان بأحد مستشفيات بلقاس تلاحظ منذ عدة سنوات ان هناك الكثير من أهالي منطقة الحفير مصابون بأمراض يعود سببها الرئيسي لتلوث مياه الري أو مياه أحواض الأسماك بالعناصر الثقيلة مثل الكادميوم والرصاص وزيادة عنصري النحاس والمنجنيز عن حد معين ينتج عنها أمراض أخري مثل أمراض الدم وأنواع الروماتيزم والسرطان والفشل الكبدي والكلوي و فشل الجهاز المناعي وذلك لان تلك العناصر الثقيلة تستقر في مكونات النباتات ويتناولها الإنسان فوقوع المحافظة في نهاية المصبات أدي الي الري بتلك المياه السامة فيما أشار نسيم البلاسي نقيب الفلاحين الي ان مشكلة مصرف كتشنر تتفرق بين ثلاث محافظات تم عرضها علي كافة المحافظين وما تقوم به محافظة الغربية من مخالفات بيئية نجنيه نحن بمحافظتي الدقهليةوكفر الشيخ. ويؤكد رزق فرج أمين نقابة الفلاحين بالدقهلية أن مصنع السكر بالحامول يصرف مخلفاته ايضا علي المصرف وفي موسم الزراعة وخاصة في فصل الصيف تقل حصتنا في الري من الترعة الجديدة كوننا في نهاية الترعة فلا نجد مياه للري سوي مياه الصرف, وعلي الرغم من شكاوانا المتكررة لمنع الصرف الصناعي علي المصرف والاكتفاء فقط بالصرف الزراعي إلا ان المصانع تضرب بوعودها عرض الحائط ولا رقيب علي تلك المصانع ويضطر الفلاح الي الري من تلك المياه. ويوضح محمد عبد الغني باحث بمركز البحوث الزراعية أنه بعد إجراء سلسلة من الأبحاث الزراعية عن دور الملوثات العضوية وغير العضوية بمزارع بلقاس وخاصة بقري الحفير فان النتيجة جاءت لتشير الي تمركز الملوثات في النباتات التي تروي بمياه ملوثة مما يعرض الكائنات الحية للخطر سواء كانت حيوانات او أسماك او حتي الإنسان. فيما اكد الدكتور هشام ربيع وكيل وزارة البيئة بالدقهلية انه في حال تلوث مياه النيل والترع باي من الملوثات فانه يتم علي الفور تحرير محاضر بيئية وتغريم المنشأه التي تسبب هذا التلوث فدور جهاز البيئة هو دور رقابي فيمر المفتشون من البيئة علي هذه المنشآت بصفه دوريه للاطمئنان علي سلامة المياه التي تلقي في كتشنر وخلوها من المواد الضارة. من جانبه أكد حسام الدين إمام محافظ الدقهلية انه يتم حاليا دمج تقنية النانو بمحطات الصرف الصحي حتي نضمن عدم تلويث مياه الترع ونعمل علي توفير محطات معالجة متنقلة للصرف الصحي ستنتهي في نهاية ديسمبر هذا العام وايضا نوفر محطات لمعالجة الصرف الصناعي بالمناطق الصناعية وتلك التي تكثر بها الورش والمسابك والمصانع نقوم دوريا بعقد اجتماعات لمسئولي قطاعات الري ومياه الشرب والصرف الصحي لمناقشة تطهير مصرف كتشنر.