يعاني مزارعو قري حفير شهاب الدين التابعه لمركز بلقاس من مشكله ندرة مياه الري حيث يضطر الفلاحون لري اراضيهم بمياه مصرف كوتشنر التابع لمحافظة كفر الشيخ لمدة يومين فقط اسبوعيا والتي تتصاعد خلالهما المشاكل بين قري الحفير علي اولوية الري ثم يظل الفلاحون ثمانية ايام اخري دون مياه ري حتي تجف فيها الأرض ويموت المحصول ولم يجد الفلاحين ردا شافيا من مسئولي وزارة الري. يقول رزق فرج امين الفلاحين بقري الحفير والامل ان فلاحي ومزارعي قري الحفير والامل لديهم مشكلة دائمة طوال ايام السنة مع مياه الري حيث إن أراضينا تروي من5 بحور صغيرة متفرعة من بحر بلقاس الذي يبعد عنها بنحو40 كيلو مترا مما يؤدي الي عدم وصول مياه الري الي نهايات الترع الصغيرة فيضطر الفلاحون الي الاستعانة بجزء من مياه مصرف كوتشنر بمحافظة كفر الشيخ وهو المصرف الرئيسي الذي تصب فيه مصانع مدينة المحلة الكبري صرفها الصناعي الي جانب الصرف الزراعي الموجود به وهو ما يعود علي محاصيلهم بالتلف في نهاية كل زرعة فاذا لم يستعينوا بمياه مصرف كوتشنر ماتت محاصيلهم عطشا واذا استعانوا بها ماتت من التلوث..وقد بح صوت الفلاحين الغلابة وصوتنا معهم طلبا لانشاء محطتي رفع مياه إحداهما عند بحر15 مايو بمنطقة قلابشو القريبة منا والأخري عند بحر الاصلاح وهو البحر الرئيس الذي يغذي البحور الخمسة التي تروي اراضينا وهو ما سيجعل الفلاحين يستغنون عن مياه بحر كوتشنر الملوثة هذا الي جانب تفعيل قرارات إزالة المزارع السمكية المخالفة المقامة علي أراضي ال42 قرية واراضي منطقة الجبل علي بحر15 مايو بمنطقة قلابشو بدلا من الازلات الصورية حيث تحتجز هذه المزارع مياه ري اراضي الفلاحين الغلابة وتحد من ارتفاع منسوبها في الترع. و يشير محمود السعيد من قرية57 بحفير شهاب الدين ان مصر تفقد1.5 مليار متر مكعب من مياه النيل عبر هدار جمصة يتم القاؤها في البحر الابيض المتوسط ونحن أولي بتلك المياه فقد كان من المفترض ان نحصل علي تلك المياه كما قال لنا مسئولو الري فهذه المياه هي مياه مصرفي طرد1 و2 تقع بين الدقهليه ودمياط. ويضيف سلام فهمي مزارع لدينا هنا في في قلب الدلتا أكثر من15 ألف فدان ماتت زراعاتها بفعل العطش, نتيجةنقص المياه, مما تسبب في هجرة الفلاحين الذين هربوا من العطش ويواجهون حاليا السجن بسبب الديون التي تراكمت عليهم لصالح الجمعيات الزراعية وبنك التنمية والائتمان الزراعي. حيث أصبح نصيب كل فدان من الديون قرابة2000 جنيه, فضلا عن آلاف القضايا التي رفعت علي الفلاحين بتهمة( تبديد الأرض). ويشير محمد علي التوابتي( مزارع) إلي أن مزارعي حفير شهاب الدين يعتمدون علي4 ترع رئيسية في ري أراضيهم, هي الناعية, والتبن, والدرافين, وبصار. وقتها كان ارتفاع منسوب المياه في الترع يعني المزيد من المحاصيل علي الأرض, وانخفاض المياه يعني تشريد450 ألف مواطن يعيشون في مركز بلقاس. فلم تعد مياه النيل العذبة تصل لأراضيهم, وبدلا من مياه الري بدأت رحلة المياه المخلوطة بمياه الصرف بأنواعه المختلفة. ومنذ عام2000 بدا أن البوار قد استوطن المكان. وفيما اتهم علي ابراهيم مزارع مسئولي الري بالتسبب في بوار أراضيهم, بسبب حرمانهم من مياه النيل, قائلا ان الاهالي يطالبون بحل دائم لمشكلة ري أراضيهم. وقال نحن نعيش كارثة فعلية, ولا أحد يسمع لنا من المسئولين, ولسوء الحظ فإن الحفير تقع المنطقة الفاصلة بين الدقهليةوكفر الشيخ, ويتنصل المسئولون بالمحافظتين من المسئولية عن بوار أراضينا, ومنذ15 سنة ونحن نعاني من استخدام مياه الصرف في الزراعة, لدرجة أننا طالبنا بفتح بوابة الصرف علي مصرف كوتشنر لإنقاذ بقية الأراضي من البوار. ويضيف محمود عبدالعزيز مزارع أن أراضي الحفير كلها حرمت حتي من مياه الصرف خاصة في موسمي الأرز والقطن في الفترة من بداية إبريل وحتي نهاية أغسطس, بسبب سيطرة محافظة كفر الشيخ علي جميع الفتحات المائية باستثناء فتحة واحدة لا تكفي لري أراضينا. بينما حذر الدكتور زيدان شهاب الدين أستاذ بمركز البحوث الزراعية من حجم الدمار الذي يلحق بالمحاصيل الزراعية التي تروي بمياه الصرف أيا كان نوعه, وأضاف أن هناك عناصر سامة تعرقل نمو المحصول وبالتالي تنخفض الإنتاجية, فضلا عن كون النباتات تخزن المواد السامة والعناصر الثقيلة من الكادميوم والرصاص في الثمرة التي يخشي أن يتناولها الإنسان.